Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق تطبيع إيران والشيطان الأكبر يجري على قدم وساق

 

الخبر:

 

أعلن مسؤول إيراني، أوردت تصريحه صحيفة “إيران دايلي”، أنه سيتم إنشاء غرفة تجارة إيرانية أميركية “خلال أقل من شهر” لتحريك العمليات الاقتصادية بين البلدين.
ويأتي هذا الإعلان في أعقاب اتفاق تاريخي أُبرم الأحد الماضي في جنيف بين إيران والدول الست الكبرى وبينها الولايات المتحدة، والذي يفترض أن يضمن أن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل هو سلميّ بحت.
ويشكّل مشروع غرفة التجارة الإيرانية – الأميركية فرصة ملائمة للبلدين لإعادة العلاقات المقطوعة بينهما منذ الثورة الإسلامية في 1979، تم تسجيله في الولايات المتحدة، كما أعلن أبو الفضل حجازي المسؤول في غرفة التجارة الإيرانية.
وذكر حجازي أيضاً أن الحكومة الإيرانية وافقت على إقامة خط جوي مباشر بين إيران والولايات المتحدة.
وعلى الصعيد الاقتصادي تأمل إيران خصوصاً في تصدير منتجات إلى الولايات المتحدة واستيراد مواد أولية والتكنولوجيا الأميركية، كما قال حجازي.

 

التعليق:

عندما نجحت أمريكا بخلع النفوذ البريطاني من إيران متمثلا بالشاه، وجلبت من تحت عباءتها معمما أسموه إماما، لم تكن تعلم حينها أن هذه الخطة التضليلية الخبيثة ستستمر أكثر من ثلاثة عقود، تماما كما استمرت فترات الحكم الجبرية للقذافي وبن علي ومبارك وعلي عبد الله صالح، وكأن الثلاثة عقود أمست كافية لكشف الأدوار التضليلية، لا سيما كذبة أطلقها الخميني في عام ١٩٧٩ادعى فيها بأن أمريكا هي الشيطان الأكبر، مما اعتبر غلافا جيدا للتعمية على حقيقة العلاقة الحميمية بين حكام إيران وأمريكا.

إن تسارع وتيرة التطبيع الإيراني – الأمريكي، تبرهن حقيقة عمق الثقة المتبادلة بين النظامين، ورغبتهما الدفينة بالتعاون العلني، بعد قطيعة (علنية) دامت قرابة الثلاثة عقود، وأنهم قد دبروا أمرهم بليل دامس، ولم يبق منه إلا الخروج إلى النور والإعلان عن مد جسور التعاون والتواصل والتنسيق، وهذا ما نشهده هذه الأيام.

ولا يمكن أن نفصل بين مآلات العلاقة الأمريكية الإيرانية ومآلات الثورة السورية، وأن ثورة الشام كانت قاصمة ظهر لهذه العلاقة السرية بين البلدين، كي تعريها ومن شايعها كحزب إيران في لبنان ونظام الأسد في دمشق.

إن الجانب السياسي المتعلق بأهداف هذا التقارب المريب بين الشيطان الأكبر وإيران قد أصبح واضحا وظاهرا وبينا لعوام الناس، فقد أدرك الجميع حقيقة هذا التواطؤ لا سيما بعد الدور الإيراني الإجرامي في سوريا.

إلا أن هذا الخبر يتعلق بجانب لا يقل أهمية عن الجانب السياسي، وهو الجانب الاقتصادي، فلا شك أن إيران قد استنزفت الكثير من أموالها في الذود عن عميل أمريكا بشار، كيف لا وهي تدعمه بالعدة والعتاد بملايين الدولارات، مما يؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد الإيراني لا سيما في ظل وجود قيود وعقوبات اقتصادية، تعرقل تنشيط التجارة وحركة السوق، مما يؤدي إلى زيادة في ميزان المدفوعات دونما إيرادات كافية تغطيها، وهذا بدوره كان سببا آخر لأمريكا لكي تطبع علاقاتها مع طهران وترفع عنها معظم القيود الاقتصادية كي تضمن استمرار تدفق الأسلحة والمعدات والعسكر الإيراني إلى سوريا، دونما تراجع للاقتصاد الإيراني قد يشعر الشعب فيه ويضغط على حكومته للتوقف عن دفع الملايين في سوريا حفاظا على بشار.

ولهذا فإيران والشيطان الأكبر قد فتحا الأبواب على مصارعها للإسراع بضخ الأموال لطهران وإعادة المليارات المجمدة في أرصدة البنوك الأمريكية، وعقد الصفقات والتبادل التجاري، أملا في استمرار الإنفاق للصد عن سبيل الله ومحاربة ثورة الإسلام الربانية في الشام.

لقد هلت بشائر النصر من أرض الملاحم، ولن يكون لملايين أمريكا وإيران وروسيا والصين والغرب وعملائهم من حكام الضرار إلا جلب الحسرة على إنفاقها، فهي أموال مبتورة، بينما ثورة الشام بإذن الله منصورة.

﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو باسل