خبر وتعليق قضية حرائر الإسكندرية فرصة لمحاكمة الديمقراطية
الخبر:
البي بي سي: “انتقدت جماعات حقوقية وهيئات دولية الأحكام التي أصدرتها محكمة مصرية في الإسكندرية بالسجن 11 عاماً على 21 فتاة، بينهن قاصرات، وكانت المحكمة قد أدانت الفتيات بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية، إضافة إلى تعطيل حركة المرور واستخدام القوة خلال المشاركة في تظاهرات في الإسكندرية”.
التعليق:
إن ما حصل في هذه المحكمة بل المهزلة هو دليل جديد على سياسة الإرهاب والترويع التي تمارسها حكومة السيسي ضد الشعب المصري للتأكيد أن المرحلة الجديدة في حقيقتها هي مرحلة الحديد والنار لا مرحلة الديمقراطية التي يدعونها ويرفعون شعارها ليل نهار. أوليس التظاهر السلمي وإبداء الرأي هو من أساسيات ديمقراطيتهم المزعومة! فكيف يحصل هذا! أم أنهم يطبقون بهذا الحكم الجائر المثل القائل” اضرب المربوط يخاف السايب”! فإن حاول أحد أن يعترض أو يقول رأيه سيكون مصيره مثل هؤلاء الفتيات أو أكثر من ذلك.
منذ الانقلاب الذي حصل في مصر والأقنعة تتكشف والشعارات يظهر زيفها كما أظهرتها أحداث رابعة والنهضة وغيرها، والآن هذا الحكم الجائر بحق فتيات خرجن في سلسلة بشرية للتعبير عن اعتراضهن فكانت النتيجة تهمًا ملفقة وحكمًا بالسجن 11 عاما، بينما حُكم على قتلة خالد سعيد الذي فجر مقتله الثورة ضد حكم مبارك فقط بسبع سنين وعلى المجرم قناص العيون بثلاث سنين سجنًا! محاكمة سريعة لم نر مثلها في محاكمة مبارك على الرغم من جرائمه وفساده.. فبأي حق يحصل هذا وتحت أي قانون إلا قانون الإرهاب والترويع وكم الأفواه! يريدون بذلك أن لا يرفع الشعب سقف مطالبه وأن يرضى بأدنى الطلبات! أم يريدونه أن يندم على أنه خلع مبارك ويتحسر على أن أيامه كانت أكثر أمنا وأمانا! أيام لم يكن فيها مثل هذا الضيق والفوضى والتحرش والظلم!
بعد ثورات الربيع العربي لم يصبح للمرأة دور سياسي ملموس مع أنه كان لها مشاركة فعالة في تلك الثورات، وبقي دورها محدودا غير فعال، وأكبر دليل ما يحصل في مصر من إقصاء للمرأة عن المشاركة الفعلية في التغيير، فهل تريد المرأة مشاركة صورية تتمثل في مقاعد أخرى في البرلمان أو تطبيق نظام الكوتا أو إشراكها في وضع الدستور لدولة عسكرية في الوقت الذي تمنع فيه من التعبير عن رأيها بل وتعتقل وتحاكم بتهم باطلة! أليس هذا تخويفًا لها وإرهابًا لإبعادها عن المشاركة السياسية وبالتالي إقصاء نصف الشعب عن ذلك!! لقد خرجت المرأة في ثورة 26 يناير وكسرت حاجر الخوف من النظام ومن الحاكم ويريدونها هنا أن تعود إلى قوقعة الخوف وزنزانة الرهبة!
يعيبون على الإسلام أنه بتطبيقه تُقصى المرأة وتًهضم حقوقها وتُسرق نجاحاتها في الثورة، فماذا يسمون هذا الذي يحصل إذن! ألم يلوثوا الجو العام ويشحنوه ضد كل فتاة محجبة فتعرضت للترويع والتخويف والبلطجة لا لشيء إلا أنها تمثل الإسلام بلباسها هذا، وشاركهم في ذلك الإعلام الكاذب المخادع المنافق الذي صفق للطاغية الجديد وألبسه لبوس الراعي الذي يهتم بشؤون رعيته، والرعاية منه براء…
أفيقوا يا أهلنا في أرض الكنانة.. إنكم لم تقدموا دماء الشهداء وتبذلوا التضحيات ليعود حكم مبارك بثوب آخر ووجه آخر.. بل ليزول الظلم وتنقشع غيومه عن سمائكم لتنعموا بحكم عادل، وهذا لن يكون بدولة مدنية ديمقراطية ولا عسكرية، بل بدولة الخلافة التي تحكم بشرع الله ويكون للمرأة فيها دور سياسي تمارس فيه حقوقها التي أعطاها إياها الإسلام.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم صهيب الشامي