الجولة الإخبارية 2013-12-3
العناوين:
• إعلان التوافق التام بين النظامين التركي والإيراني حول سوريا
• الجيش الفرنسي يستعد للتدخل في أفريقيا الوسطى
• أمريكا تدعم الحركة الانفصالية في اليمن
• الغرب يدعم الاحتجاجات في أوكرانيا
التفاصيل:
إعلان التوافق التام بين النظامين التركي والإيراني حول سوريا:
قام وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو في 2013/11/27 بزيارة إيران بهدف تطوير علاقات النظام التركي بالنظام الإيراني حتى وصل به الحال إلى الإعلان عن التزام التعاون لحل الأزمة السورية والدعوة إلى وقف إطلاق النار. وقد كشف المتحدث باسم الخارجية التركية ليفنت جمركجي لصحيفة الشرق الأوسط عن وجود “توافق تام على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين” وعن وجود “محادثات إيجابية حول سوريا”. وعن “توافق تام على التزام التعاون بين البلدين لحل الأزمة في سوريا ووقف شلال الدم فيها”. وهذا التصرف من تركيا أغضب أهل سوريا لأنهم يرون أن مثل هذه التصرفات التركية تدل على عدم صدق تركيا في دعمها للثورة بالكلام عندما تعلن توافقها التام مع إيران التي تقاتل هي وحزبها في لبنان وتنظيماتها في العراق أهل سوريا الذين يسعون للتحرر من النظام النصيري البعثي العلماني ويسعون لإقامة الخلافة الإسلامية. ويرى الناس في سوريا والمنطقة أن النظام الإيراني الذي يدعي أنه إسلامي لا يختلف عن النظام السوري في شيء، فهو يعادي أهل سوريا المسلمين ويدعم نظام كفر إجراميًّا. والمراقبون السياسيون يرون أن هذه الأنظمة تسير في ركب أمريكا وتشكل جبهة معها لمنع سقوط النظام السوري العلماني وإقامة حكم إسلامي مكانه. وقد أعلنت هذه الأنظمة قبولها بعقد مؤتمر جنيف2 الذي تدعو له أمريكا من أجل المحافظة على النظام بتشكيل حكومة انتقالية من عملائها في النظام السوري وعملائها فيما يسمى بالائتلاف الوطني السوري الذي تحتضنه تركيا.
الجيش الفرنسي يستعد للتدخل في أفريقيا الوسطى:
ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية في 2013/11/28 أن الجيش الفرنسي الذي يستعد للتدخل لإقرار النظام في أفريقيا الوسطى بدأ ينقل رجالا وعتادا إلى بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى من البلدان المجاورة. ونقلت الوكالة عن مصدر طلب عدم ذكر اسمه صرح لها قائلا: “إن عدة رحلات لطائرات عسكرية فرنسية تمت خلال الساعات الأخيرة بفارق ساعات قليلة خصوصا في الغابون لنقل العتاد”. وأوضح المصدر أن دوريات مشتركة تقوم بها حاليا فرق تتكون من رجال القوات الأجنبية وعناصر من الرجال الـ 410 المنتشرين في بانغي بانسجام مع القوة الأفريقية وقوات الدفاع عن الأمن من أفريقيا الوسطى بعمليات استطلاع على الأرض”. وما زالت أفريقيا الوسطى تتخبط في الفوضى وأعمال عنف يومية منذ أن أطاحت حركة سيليكا بقيادة ميشال جوتوديا بنظام الرئيس فرانسو بوزيزيه في 2013/3/24. وهذا البلد؛ أفريقيا الوسطى استعمرته فرنسا مباشرة من عام 1885 حتى عام 1960 حيث منحته الاستقلال الشكلي. وما زالت فرنسا صاحبة النفوذ فيه تستغل ثرواته الثمينة وخاصة الذهب والماس واليورانيوم وغيرها من المعادن، ولكن شعبها من أفقر شعوب العالم، إلا فئة بسيطة في السلطة والجيش تتعاون مع فرنسا تحصل على نصيب معين من الشركات مقابل تقديم الخدمات لهذه الشركات. ومساحتها تعادل مساحة فرنسا تقريبا ولكن سكانها قليلون لا يتجاوزون الخمسة ملايين. وحسب الإحصائيات فإنه يقطنه 20% مسلمون و50% نصارى والباقون يتبعون أديان وثنية. فهذا البلد ساحة صراع بين المستعمر القديم فرنسا وبين المستعمر الجديد أمريكا. فتعمل فرنسا على المحافظة على نفوذها في البلد ولها قوات مرابطة فيها ولكن تعزز وجودها من قاعدتها في الغابون حيث تبسط وجودها في هذا البلد. وشهدت أفريقيا الوسطى عدة انقلابات وحالات تمرد عديدة وقتال مستمر بين الحركات الطامعة في الوصول إلى الحكم وتقف وراءها إما فرنسا وإما أمريكا. وهكذا سيبقى هذا الصراع بين هذه الدول الاستعمارية حتى تأتي دولة الخلافة وتطردها من كافة البلدان الأفريقية وتنشر الخير والهدى بين أهاليها وتوزع ثرواتهم عليهم التي تسرقها الدول الاستعمارية لتنقذهم من الفقر والحرمان والمرض والفوضى والاضطراب الذي تنشره هذه الدول الاستعمارية المجرمة التي لا تعرف معنى الإنسانية ولا الأخلاق ولا تعرف معنى الرحمة والشفقة، بل هي عبارة عن وحوش كاسرة تغطي جلدها بشعارات خادعة.
أمريكا تدعم الحركة الانفصالية في اليمن:
في 2013/11/30 خرجت مجموعات من الناس في تظاهرة في مدينة عدن بجنوب اليمن تطالب باستقلال الجنوب، وذلك بمناسبة ذكرى تقسيم بريطانيا لليمن إلى دولتين في الشمال والجنوب عام 1967 وقد استمر هذا التقسيم حتى عام 1990. فمنهم من يطالب بالانفصال الكامل حسب الحدود والأنظمة التي وضعها الاستعمار البريطاني ومنهم من يطالب بدولة فدرالية يكون القسم الجنوبي مستقلا ذاتيا في داخل الدولة. وقد لاحظ المراقبون السياسيون وقوف أمريكا خلف الدعوة لتقسيم اليمن من جديد سواء الانفصال الكامل أو الدولة الفدرالية، ولاحظوا الدعم الأمريكي لهذه الدعوة ولقادة الحراك الجنوبي. بينما يقوم مؤتمر الحوار بإعداد دستور لليمن وتنظيم انتخابات عام 2014 بعد انتهاء المرحلة الانتقالية من عامين بعد سقوط علي عبد الله صالح. ويظهر في المناقشات أن فكر الإسلام السياسي مغيب عن حوار أبناء اليمن المسلمين ويناقشون في صيغ غربية وغريبة عن دينهم للدستور وللحلول السياسية لوضع البلد ولنظامه السياسي ولمشاكله المختلفة. ومن الملاحظ أنهم يدورون في دوامة وفي دائرة مفرغة لا يتوصلون إلى شيء حتى يفرض عليهم نظام وحل من قبل أمريكا عن طريق جمال بن عمر وغيره أو من قبل بريطانيا وعملائها أو بالتوافق بين هذين الاستعمارين الأمريكي والبريطاني كما حصل في موضوع إسقاط علي صالح وتعين نائبه مهدي منصور والإبقاء على النظام قائم حتى تعاد صياغته من جديد أو تصاغ بعض جوانبه ولكن على نفس الأسس الغربية مستبعدين الإسلام عن الحل وعن الحكم. فهناك خوف من أن يخدع اليمنيون في صياغة الدستور والنظام السياسي كما خدعوا في المبادرة الخليجية ولذلك لم تؤت الثورة ثمارها بإقامة حكم الإسلام فيها حتى تعالج المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل ناجع وجذري.
الغرب يدعم الاحتجاجات في أوكرانيا:
اختتمت في 2013/11/29 القمة الثالثة للشراكة الشرقية بين الاتحاد الأوروبي وست جمهوريات سوفياتية سابقة هي أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا وروسيا البيضاء وأرمينيا وأذربيجان ولكن لم يتحقق للاتحاد الأوروبي ما يهدف إليه في هذه القمة. فلم يتمكن هذا الاتحاد من إقناع أوكرانيا بتوقيع اتفاق تاريخي يكرس علاقتها بالغرب. فاتهم رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل بارسو روسيا بعرقلة ذلك والضغط على أوكرانيا فقال: “لا يمكننا أن نقبل بفيتو من جانب آخر” وأضاف: “إن زمن السيادة المحدودة على أوروبا قد ولى”. في إشارة إلى ما كانت تمارسه روسيا على أوروبا في زمن الاتحاد السوفياتي. ولكنه جدد التأكيد على أن “اتفاق الشراكة مع أوكرانيا ما زال على الطاولة”. ولكن رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي هاجم روسيا علنا فقال: “علينا ألا نستسلم في مواجهة الضغوط الخارجية حتى لو كان مصدرها روسيا”. ودعا أوكرانيا إلى “رفض الاعتبارات القصيرة المدى والضغوط القادمة من الخارج” أي من روسيا. بينما أوروبا من جانبها تمارس الضغوط هي أيضا على أوكرانيا لتستسلم لشروطها في التقارب معها وأمريكا تدعم الاتحاد الأوروبي في ضغطه على أوكرانيا لأنها تعمل على ضمها للناتو لتضعها تحت هيمنتها وتكون على حدود روسيا مباشرة. فأوكرانيا تقع بين الضغوط الغربية وبين الضغوط الروسية. ورئيس أوكرانيا الحالي فيكتور يانوكوفيتش جاء إلى الحكم بدعم من روسيا وبأصوات من الأوكرانيين المؤيدين لروسيا. ولهذا فهو لا يستطيع أن يترك روسيا ويلحق بالغربيين وهو يأمل أن يفوز بفترة رئاسية أخرى في الانتخابات الرئاسية عام 2015. وقد أعلنت أوكرانيا في أيلول/سبتمبر الماضي انضمامها إلى الاتحاد الجمركي الذي أسسته روسيا ولم يتمكن الاتحاد الأوروبي وكذلك أمريكا من عرقلة انضمام أوكرانيا للاتحاد الجمركي الروسي. ومن هنا بدأت الاحتجاجات في أوكرانيا من قبل المؤيدين للانضمام إلى الغرب بهدف الضغط على نظام يانوكوفيتش حتى يوقع اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي تتيح للغربيين فرصة لبسط نفوذهم فيها وإضعاف النفوذ الروسي أو إزالته منها.