خبر وتعليق استفاقة المنظمة الأممية لخدمة الأجندة الأمريكية
الخبر:
كشفت الأمم المتحدة للمرة الأولى وجود أدلة تشير إلى مسؤولية الرئيس السوري بشار الأسد في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في بلاده.
التعليق:
لم تدخر المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة جهدا لتثبت للعالم مرة أخرى أنها ربيبة النفاق السياسي وبيدق أمريكا في كل موقف دولي. تخرج علينا اليوم الأمم المتحدة لتعلن عن ثبوت أدلة تدين بشار الأسد بجرائم ضد الإنسانية، فهل كان هذا المجرم متعففا عن الإجرام بشتى ألوانه وأصنافه حتى هذه الساعة القريبة؟؟ أم عميت أبصار المنظمات الدولية عن جرائمه بفظاعتها ووضوحها المأساوي؟؟ لقد أذاق بشار الأسد، ومن الساعات الأولى لثورة الشام، شعبه من العذاب أشده ومن التنكيل أفظعه ومن القتل والتشريد ما بلغ مرأى ومسمع كل العالم؛ ومنذ أيام الثورة الأولى تفنن في الجرائم حتى وصلت للأطفال الأبرياء. وما حمزة الخطيب إلا مثال من بين الكثير؛ ومع مرور الوقت، ضعف مجهود بشار اللامتناهي فعمّت المجازر وطال القصف كل قرية وحي ومدينة، وتجرع أهل حمص وغيرها الكيمياوي، واغتصبت الحرائر وأذل الرجال والشيوخ ونكل بالأطفال ومثل بهم وقطعوا تقطيعا… والصمت الدولي في تواصل معهود، حتى إن الشعب السوري خرج في جمعة “صمتكم يقتلنا”، ولعل جرائم بشار تحرجنا فلا نذكر منها حتى ننسى ما هو أفظع.. فهول الواحدة منها ينسي العشرات بل المئات غيرها.
إن صمت الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات العالمية المجندة لخدمة الأجندات الأمريكية قد أزكم الأنوف وأصم الآذان، ويا ليتها حفظت ماء الوجه بالصمت، فليس على الأخرس حرج.. ولكن أبت إلا أن تنطق بالبطلان والخذلان. ومع اقتراب مؤتمر “جنيف 2” حيث تبحث أمريكا عن الآليات القانونية والمواقف الدولية التي ستحرج الأسد وتجعله يتخلى بمرونة عن منصبه لعملاء الغرب الجدد، وحتى تسير محادثات جنيف بالشكل المرجو، تحركت الأمم المتحدة لتكون نصيرا مرة أخرى للبهتان الأمريكي وسندا له..
ولكن عزاءنا في هذه المواقف المخزية هو موقف الشعب السوري من ثورته الأبية حيث أعلنوا أنها ثورة عصية عن التوظيف ماضية بثبات وصبر حتى تحقق غايتها؛ فهم من فهموا دور أمريكا الخبيث منذ البداية فقالوا “أمريكا ألم يشبع حقدك من دمائنا”، وهم من علموا أن لا ناصر لهم إلا الله فقالوا “هي لله هي لله”، وهم من أدركوا أن التفويض لا يكون للأمم المتحدة ولا لأصدقاء سوريا، وهم أعداؤها، ولا للدول الثماني، فقالوا فوضنا ثورتنا لرب العالمين فاعتصموا به وتوكلوا عليه متيقنين أن لا نصر إلا من عند الله… وها هم في خطاهم ثابتين راشدين يرعاهم الوحي والوعي عسى أن تثمر ثورتهم فتكون مفتاحا للخير مغلاقا للشر وللنفاق العالمي.
﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حبيب الحطاب – تونس