خبر وتعليق في أي مدار يدور هؤلاء الحكام
الخبر:
أعلن في العاصمة الفرنسية في السابع والعشرين من الشهر المنصرم فوز الإمارات باستضافة معرض “إكسبو الدولي 2020” في دبي، تحت شعار “تواصل العقول وصنع المستقبل”. وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات حاكم دبي في تصريحاته بهذه المناسبة “بلادنا ترحب بملايين البشر الذين سيحلون عليها من كل حدب وصوب لزيارة “إكسبو” والمشاركة فيه مطلع العقد المقبل لتقدم الإمارات بذلك للمنطقة فرصة لاستعادة دورها وسط الشعوب”. وأكد أن دولة الإمارات هي دولة المستقبل وما حققته من نصر كبير باستضافة دبي لمعرض إكسبو الدولي 2020 “إنما يعكس ثقة العالم في دولتنا وشعبنا”. وأضاف “فالدول هي التي أعطت أصواتها إلى دولة الإمارات لأنها تنظر إلى دولتنا كدولة متطورة ومنفتحة على العالم تستحق الثقة التي منحتها إياها هذه الدول”. وقال إن دولة الإمارات ليست دولة بل العالم في دولة. يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تتم فيها استضافة “معرض إكسبو الدولي” في منطقة الشرق الوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا (ميناسا). وتشير التوقعات إلى أن المعرض سيستقطب نحو 25 مليون زائر مما يجعله الحدث الأكثر عالمية في تاريخ معارض “إكسبو”.
التعليق:
يأتي فوز دبي باستضافة معرض “إكسبو الدولي 2020″، في مرحلة يواجه فيها المجتمع الدولي بوجه عام والإسلامي بوجه خاص تحديات عظيمة وأكثر تعقيدا من أي وقت مضى. وفي وقت تمر فيه الأمة الإسلامية بأصعب وأقسى الظروف في تاريخها وتعاني فيه الذل والمهانة والتأخر والفقر والانحطاط والاحتلال والانقسام. فثورات الربيع العربي لم تهدأ بعد بل هي في قمة تأججها وفي أدق مراحلها وبلدانها تعيش ظروفًا مؤلمة وقاسية وتلفّها الصراعات من كل جانب. فعن أي نصر كبير أو حتى صغير يتحدث هذا الحاكم في تلك الدويلة صاحبة أطول بناء بالعالم، وأكبر جزيرة من صنع الإنسان يمكن رؤيتها من الفضاء، وأكبر شبكة مترو في العالم تعمل من غير سائق؟ أم أن مآسي اليتامى وصيحات الجرحى وصرخات الثكالى وأنّات آلاف المعتقلات العفيفات حرائر هذه الأمة لا تصله في أبراجه الشاهقة. وكيف يأتي النصر والتطور باستضافة “إكسبو” وبلاد المسلمين غارقة في الفقر والبطالة وتخلف اقتصادي لا مثيل له والآلاف من أبناء هذه الأمة مشردون بلا مأوى. أم أنه لا ينتمي لهذه الأمة؟
ويأتي هذا الفوز أيضا في أعقاب الإعلان في كانون الأول/ديسمبر 2010 عن فوز قطر باستضافة كأس العالم للعام 2022. فهل جاء اختيار دبي وقطر لاستضافة هذين الحدثين العالميين على التوالي مصادفة أم عن جدارة واستحقاق أم لمآرب سياسية وأجندات أيديولوجية؟
قد يبدو للوهلة الأولى أن الإنجازات الاقتصادية الكبيرة والطفرة العمرانية والتنموية التي حققتها هاتان الدويلتان هي التي أكسبتهما هذا الفوز. إلا أن الواقع هو أن هؤلاء أشباه الحكام قد انفصلوا عن جسد هذه الأمة الكريمة بدينها وتسابقوا في تمرير مصالح الدول الاستعمارية في بلادنا وحكموا البلاد تمشيا مع الأجواء الدولية بشعارات الانفتاح وتواصل الثقافات وتعايش الأفكار وغيرها. فأنفقوا مليارات الدولارات من أموال الأمة في مشاريع لا تخدم سوى دول الكفر ولا تسمن ولا تغني الأمة من جوع ولا تمت لثقافة الأمة وعقيدتها بصلة حتى باتت بلاد المسلمين أرضا خصبة للحريات والأفكار المسمومة والمبادئ الهدامة والثقافات القذرة. وفتحوا الحانات الليلية والخمارات والشواطئ التي تعج بالعراة فحولوا أرض الجزيرة قبلة للفساق ومرتعا للفجار والشواذ. لهذا السبب استقطبت قطر ودبي أنظار الدول التي صوتت لهما في زيوريخ وباريس وتم منحهما الثقة في إقامة مثل هذه الفعاليات.
إن هؤلاء الحكام الذين لا يمثلون هذه الأمة ولا يخدمون مصالحها ولا يشعرون بأحاسيسها بل يتفننون في خدمة مصالح الغرب ويتسابقون لنيل رضا أسيادهم في واشنطن ولندن وباريس هم آفة هذه الأمة. وإن واجب أبناء هذه الأمة هو خلعهم وإقامة الخلافة التي تحكمهم على أساس عقيدتهم وتنفذ القوانين والأحكام الشرعية التي هي وحدها الكفيلة بتحقيق النهضة السياسية والاقتصادية التي يرتقبها الناس. وأن النصر الحقيقي لن يكون إلا بتسيير الجيوش لتحرير الأقصى من رجس اليهود وإخراج الكافر المستعمر من كل شبر من البلاد الإسلامية وتطهيرها من كافة نفوذهم. وأن دور المسلمين هو تطبيق الإسلام تطبيقا كاملا وحمله رسالة إلى شعوب العالم بالدعوة والجهاد. هكذا يكون النصر عند خير أمة أخرجت للناس وهكذا كان دورها وسط الشعوب وهكذا يجب أن يكون.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم أم المعتصم