خبر وتعليق السلفيون على خطى العلمانيين سائرون
الخبر:
نشر موقع العربية.نت الخبر التالي: أعلن الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب “النور” السلفي، مشاركة الحزب في الاستفتاء على وثيقة الدستور والتصويت بـ”نعم”، داعياً الشعب المصري إلى التصويت بـ”نعم”، إيماناً من الحزب بأنه خطوة أساسية لتحقيق الاستقرار في البلاد.
وأضاف مخيون، خلال مؤتمر صحافي عُقد ظهر الخميس لتحديد موقف الحزب من الدستور، أن أسباب مشاركة الحزب في لجنة الخمسين لتعديل الدستور جاءت إيماناً من الحزب بأن هناك واقعاً جديداً لا يمكن تجاهله أو تجاوزه، خاصة أنه هو الخيار المطروح أمامنا من أجل استقرار مصر وتجنب الصراع والفوضى وإنهاء حالة الاستقطاب في الشارع المصري من خلال الحوار الجاري.
وقال مخيون: “الدستور يعتبر الخطوة الأولى على طريق الاستقرار حتى ينعم الشعب المصري بثمرات جهاده ومقاومته للطغيان بدلاً من أن يجني المر والعلقم والفوضى والخراب”.
وقال نادر بكار، المتحدث باسم الحزب، “ليس في الإمكان الآن وفى هذا الوقت الصعب أفضل مما أخرجته لجنة الخمسين ” في إشارة إلى اللجنة المكلفة بإعداد صياغة التعديلات الدستورية.
التعليق:
الاستفتاء لغة هو طلب الفتوى ممن يملكها وبهذا المعنى وردت في قوله تعالى: ﴿ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن﴾، وقوله: ﴿يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة﴾. فالفتيا تبين المشكل من الأحكام، يقال أفتاه في الأمر أي أبانه له، وأفتاه في المسألة يفتيه إذا أجابه. وقد اصطلح أهل الاختصاص في علم أصول الفقه على معنى اصطلاحي لكلمة الفتوى والمفتي والمستفتي ووضعوه تحت باب أسموه حال المفتي والمستفتي. فالمفتي عندهم المجتهد في الأحكام الشرعية أو المخبر عنها والمستفتي هو المقلد السائل عن الحكم الشرعي والفتوى هي الحكم الشرعي المستنبط من الأدلة التفصيلية. بهذه المعاني: المعنى اللغوي والمعنى المصطلح عليه عند علماء الأصول عرف المسلمون هذه الألفاظ وقد كان واقعها مدركا عندهم تمام الإدراك.
إلا أنه نتيجة الغزو الغربي لبلاد المسلمين، وسعيه الدؤوب لغزو عقول المسلمين بأفكاره ومفاهيمه المناقضة للإسلام، فقد كان من الأفكار المناقضة للإسلام والتي رُوِّج لها وضُلِّل بها المسلمون فكرة الاستفتاء على الدستور والقانون، ذلك أن فكرة الاستفتاء على الدستور فكرة منبثقة عن العقيدة الرأسمالية التي فصلت الدين عن الحياة وجعلت السيادة للشعب، فالشعب وحده المصدر لجميع التشريعات فهو مصدر الدستور وهو الذي يقر إلغاءه وكذلك تعديله؛ لذلك يا حضرة الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب “النور” السلفي، إن الاستفتاء على الدستور بهذا الفهم يتناقض مع العقيدة الإسلامية تناقضاً تاماً؛ ولذلك فإن التصويت بـ”لا” في هذا الاستفتاء على الدستور المصري الذي جعل التشريع للشعب من دون الله، حرام شرعا. فما بالك بالتصويت عليه بـ”نعم” إنه أشد حرمة، وأكثر إجراما في جنب الله سبحانه وتعالى الذي يقول: ﴿إن الحكم إلا لله﴾، وأنتم جعلتم الحكم للبشر يسنون قوانين ويشرعون أحكاما من دون الله سبحانه وتعالى.
لقد كنتم وما زلتم تخرجون الناس من الملة بالمعصية، وتشنون حربا تكفيرية ضد مسلمين على آراء لا تعدو كونها إسلامية، ولكن لأنها خالفت آراءكم. فكيف بكم وقد أقررتم دستورا وضعيا كفريا كاملا، يجعل شكل الدولة جمهوريا مناقضا للإسلام، ويسن قوانين من أهواء البشر ليس لها علاقة بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد، وإنما هي مناقضة للإسلام.
بماذا ستعتذرون غدا وأنتم موقوفون بين يدي الله يوم القيامة، هل ستتذرعون بأنه الخيار الوحيد المطروح أمامكم لأمن مصر واستقرارها، فأين خيار الإسلام إذن، بل أين أمر الله لكم بتحكيم شرعه في حياتكم، وهل دستور وضعي هو الذي سيجنب مصر الصراع والفوضى، أم أنه سيكرس الصراع والفوضى في مصر؟! هل دستور وضعي سيمكن أهل مصر من جني ثمرات جهادهم ومقاومتهم للطغيان بدلاً من جني المر والعلقم والفوضى والخراب، كما تزعمون، أم أنه سيعزز حكم الطغاة، ويمهد الطريق لهم ويعبدها لسقي أهل الكنانة المر والعلقم والفوضى والخراب والدمار؟! أأنتم ولجنة الخمسين أعلم بما يصلح الناس، أم الله العليم الخبير ﴿ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير﴾، ألا ساء ما تحكمون، ويا خسرانكم بما أنتم عليه مقدمون.
وقال نادر بكار، المتحدث باسم الحزب، “ليس في الإمكان الآن وفى هذا الوقت الصعب أفضل مما أخرجته لجنة الخمسين”، بل لقد خاب ظنك، وطاش سهمك يا بكار، فإنه ليس أفضل لأهل مصر في هذا الوضع الصعب من استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الإسلامية، فبها وبها فقط سيتحقق الاستقرار لمصر، وبها فقط سينعم أهل مصر بالأمن والأمان، وبها فقط سيجنون الثمار الطيبة لجهادهم ومقاومتهم الطغيان، فهي العز في الدنيا والفلاح في الآخرة، وما سواها خزي في الدنيا، وفي الآخرة خسران مبين.
فيا أهل كنانة الله في أرضه، ويا أتباع حزب النور، إن الرائد لا يكذب أهله، وإن حزب التحرير يدعوكم لخيري الدنيا والآخرة، فاعملوا معه جادين مجدين لإقامة الخلافة الإسلامية الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فيرضى عنكم ساكن السماء وساكن الأرض، فهي خلاصكم مما أنتم فيه، ومنقذتكم مما أنتم عليه مقدمون إن بقيتم تحكمون بهذه الدساتير الوضعية، وتستفتون عليها فتفتون وتصوتون.
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك/ أبو دجانة