خبر وتعليق إن في الشام رجالاً عاهدوا الله على قلع نفوذ أمريكا من سوريا
الخبر:
قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي يوم الأربعاء 2013/12/4 إن الولايات المتحدة ترى أهمية للتعرف على الميليشيات الإسلامية في سوريا كي تزيد فهمها لنواياها في الحرب الأهلية هناك وصلاتها المحتملة مع القاعدة. ولم يقل ديمبسي بطريقة مباشرة إن كانت الولايات المتحدة تجري محادثات مباشرة مع جماعات معارضة إسلامية. لكنه قال إن “واشنطن ما زالت تسعى لزيادة فهمها للتباينات بين الجماعات المسلحة السنية المختلفة التي يقول بعضها إنه مرتبط بالقاعدة”.
وقال ديمبسي للصحفيين “أعتقد أن الأمر يستحق معرفة إن كانت هذه الجماعات لديها أي نية على الإطلاق للاعتدال وقبول المشاركة مع الآخرين أم أنها… من البداية تعتزم أن تكون راديكالية.” وأضاف “لذلك أعتقد أن معرفة ذلك.. أيا كانت الطريقة التي نفعل بها ذلك.. تستحق الجهد”.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال أمس الثلاثاء إن الولايات المتحدة ودولا أخرى أجرت محادثات مباشرة مع بعض المجموعات الإسلامية التي تقاتل في الحرب الأهلية في سوريا.
التعليق:
بغض النظر عن مصطلحات الغرب أن ما يجري في سوريا هو حرب أهلية يتمنونها لنا ويفرحون لقتلنا بعضنا بعضا إن حصل؛ لأن ملة الكفر واحدة، وكرههم لنا معروف منذ بعث الله محمداً عليه الصلاة والسلام هادياً ونبياً. وبغض النظر عن اللقاءات العلنية والسرية التي تقوم بها الإدارة الأمريكية مع بعض “نجوم” الثورة التي لمعتهم عبر فضائياتها العربية. فإن أمريكا تسعى دائماً لجرّ قوى الثورة لمستنقعها تحت مسميات عديدة؛ منها حماية المدنيين، ومنها إيقاف نزيف الدم، ومنها مساعدات غير مؤلمة،… وغيرها كثير. وقد استطاعت كسب شخصيات هزيلة مكشوفة لا وزن لها داخلياً كالجربا وإدريس ومقداد وأتاسي.. وهلم جرّا.
لكنها اكتشفت معضلتها الكبرى، وهي أنه لا يوجد فصيل مسلم مخلص رضي بالتنازل للجلوس معها. فكل من يقترب من النجاسة يصيبه أذىً منها، ومن يقبل بهذا الأذى ويسكت عليه لا يقبل الله منه لا صلاة ولا عبادة.
علمت أمريكا قبل غيرها أن الثورة إسلامية وأن الفصائل المخلصة هي إسلامية صرفة، وبعد أن بذلت كل جهد ممكن لتركيعها وكسر شوكتها عن طريق إطلاق يد المجرم بشار بالقتل والتدمير، علمت وأيقنت أنها فشلت فشلاً ذريعاً في مسعاها الشيطاني هذا، وأن بشارها لم يتمكن أن يخدش وجه الثورة، بل بقيت صورتها قوية شامخة ملؤها الإصرار على قلعه مع نظامه ومع نفوذ سيدته أمريكا ورميهم إلى هاوية سحيقة لإقامة صرح النهضة الحقيقية المبنية على المبدأ الإسلامي بوصفه الضمان الوحيد للارتقاء بالإنسان كل إنسان ورفعته ونهضته وحفظ دمه وماله وكرامته.
فشلت الحضارة الرأسمالية مع ديمقراطيتها في حفظ الإنسان وصون كرامته، فتحولت لغولٍ يلتهم كل ما هو حسن وجميل في مجتمع اللا إنسان، مجتمع الغرب الرأسمالي، فصار الميت منهم يوصي بأن يُحرق في أفران أو يوضع في ثلاجات أو يُقطع شرائح مجمدة بانتظار عودة الحياة له يوماً ما! أيُّ عقيدة هذه التي تريد أن تهزم عقيدة الإسلام!؟ بل أي شخصيات مهترئة هزيلة فاشلة تلك التي تعاني من انفصامات بالشخصية وأزمات اجتماعية وفراغ روحي تأمل أن تهزمنا؟
إن العوز والحاجة الذي فرضه نظام الإجرام الأسدي في ثورة الشام لهو أكرم لنا من تخمة الفجور والانحلال الغربي، فكيف نمدّ يدنا لهم وهم من يحتاجون إلى من يمد يده لهم لإنقاذهم؟ ونحن حملة رسالة عالمية لا تنتهي بانتصار ثورة الشام ولا بتنصيب خليفة المسلمين فيها، بل برفع الظلم والجور عن الإنسان في كل مكان وقلع نظامه المتمثل بالرأسمالية والديمقراطية المتنافيتين تماما مع فطرة الإنسان السليم.
فمن يا جنرال ديمسي يحتاج المساعدة من الآخر؟ نحن أم أنتم؟!
إن في الشام رجالاً عاهدوا الله وكفروا بأمريكا وحلفائها، لا تصلون إليهم ولن تتمكنوا من اختراقهم.
إن في الشام رجالاً ما نكصوا على أعقابهم؛ لأن ما رفعوه فوق رؤوسهم هي راية رسول الله ولواؤه.
إن في الشام رجالاً هم حقاً فخر رجال الأمة وأملها؛ سواء من حملة السلاح أم من حملة الفكر، إنهم يقفون سداً منيعاً في وجه أطماعكم وخبثكم ومكركم، وإن كان من مكركم ما تزول منه الجبال، لكننا على يقين أن عند الله مكرهم.
إن في الشام رجالاً لن يتيهوا عن طريق العزة والرفعة طالما ساروا على خطى رجال الأمة الأتقياء الأنقياء، وطالما أمسكوا بيد قوية صلبة يد العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، رجل التغيير الجذري، وأمل الأمة بالوصول به ومعه لدولة قوية ستهتز منها أمريكا وأوروبا، وسيضع دولة الخلافة الفتية بإذن الله في مكانتها الدولية اللائقة بها، وسيتعلم أقزام الشرق والغرب منه وممن يسيرون على خطاه ما هي السياسة الحقّة ومن هم رجال الدولة من أبناء المسلمين. رجال دولة لا أقزام سياسة حمقاء لا ينتج عنهم وعن سياساتهم إلا الويلات للأمة كبشار والسيسي وعبد الله ومالكي وروحاني وأردوغان.
أبشّرك يا ديمسي أنت وإدارتك، أن الدائرة دارت عليكم، ولن تجدوا في أرض الشام لا من تحاولون فهمه ولا من ستفهمونه؛ لأن الله ضرب عليكم الذلة والمسكنة وبُؤْتُمْ بغضب الله وأصبحتم صمًّا بكمًا عميًا لا تفقهون للقول حديثا.. وهذا هو مقتلكم ومقتل عميلكم بشار وكل من يقف معكما.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس هشام البابا
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا