Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق حكام إيران يصوّرون الهزيمة نصرًا


الخبر:


العربية نت
: قال وزير الأمن الإيراني السابق المتشدد حيدر مصلحي إن الولايات المتحدة لن تستطيع تدمير منشآت بلاده العسكرية والذرية، جاءت هذه التصريحات رداً على كلمة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي قال في الثالث من ديسمبر الجاري في خطاب له في جامعة أصفهان إن “الولايات المتحدة بإمكانها تدمير منشآتنا العسكرية والذرية خلال 10 دقائق فقط”.

وكان وزير الخارجية الإيرانية تساءل في كلمته بجامعة أصفهان: “هل تظنون أن الولايات المتحدة الأميركية التي بإمكانها تعطيل كافة أنظمتنا الدفاعية بقنبلة واحدة تخاف من دفاعاتنا؟”. وكان ظريف أكد أن حصول إيران على السلاح النووي لن يمنح بلاده قوة ذرية رادعة.

 

التعليق:

وقعت إيران مع ما يطلق عليها مجموعة 5+1 وهي (روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا، أمريكا – الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن – إضافة إلى ألمانيا)، اتفاقا حول النووي الإيراني بتاريخ 2013/11/24، التزمت إيران بمقتضاه بما يلي:

1- وقف تخصيب اليورانيوم فيما يتجاوز نسبة 5%، وتفكيك التوصيلات الفنية المطلوبة للتخصيب بما يتجاوز هذه النسبة، والتزمت بتخفيف مخزونها الكامل من اليورانيوم المخصب 20% لما دون 5%، أو تحويله إلى صورة لا تناسب أية عمليات تخصيب أخرى. كما التزمت بوقف أي تقدم فيما يتعلق بزيادة مخزونها من اليورانيوم بنسبة 3,5% بحيث لا تزيد الكمية في نهاية فترة الأشهر الستة المذكورة في الاتفاق هذه عما كانت في بدايتها وتحويل أية كميات زيادة يتم تخصيبها من اليورانيوم بنسبة 3,5 % إلى أكسيد.

2- وقف أي تقدم في قدرات التخصيب من خلال عدم تركيب أية أجهزة طرد مركزي إضافية من أي نوع، وعدم تركيب أو استخدام أي من أجهزة الجيل التالي للطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، وتعطيل نحو نصف أجهزة الطرد المركزي التي تم تركيبها في نتانز “Natanz” وثلاثة أرباع أجهزة الطرد في فوردو “Fordo” حتى لا يمكن استخدامها في تخصيب اليورانيوم. وكذلك التزمت بقصر إنتاج أجهزة الطرد المركزي على الأجهزة الضرورية لإبدال ما يلحق به الضرر من الآلات فلا تتمكن إيران من تخزين كميات إضافية من أجهزة الطرد المركزية خلال الأشهر الستة.

3- عدم تشغيل مفاعل أراك ووقف التقدم في مسار استخلاص البلوتونيوم، وعدم تركيب أية مكونات إضافية له، وعدم نقل أي وقود أو مياه ثقيلة إليه. كما نص الاتفاق على منع فصل البلوتونيوم عن الوقود المستنفد، وعلى تقديم معلومات التصميم المطلوبة منذ فترة طويلة عن مفاعل أراك ما يتيح معلومات تفصيلية حساسة عن المفاعل لم تكن متاحة من قبل.

4- إتاحة المزيد من الفرص للمفتشين لدخول مفاعل أراك وتقديم بيانات رئيسية معينة ومعلومات كانت مطلوبة بموجب البرتوكول الإضافي لاتفاقية الضمانات الإيرانية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتزمت إيران كذلك بإتاحة المجال بصفة يومية لمفتشي وكالة الطاقة الذرية لدخول مفاعل “نتانز” ومفاعل “فوردو” وسيسمح للمفتشين بمراجعة ما صورته الكاميرات لضمان المراقبة الشاملة حول ما يتعلق بالتخصيب في هذين الموقعين… كما التزمت إيران بإتاحة المجال لوكالة الطاقة النووية الدولية للاطلاع على منشآت تجميع أجهزة الطرد المركزي، ودخول منشآت الإنتاج وتخزين مكونات أجهزة الطرد المركزي، ودخول مناجم اليورانيوم ومحطات تجهيزه.

5- تشكيل لجنة مع دول 5+1 ومع وكالة الطاقة الدولية لمراقبة التنفيذ ومعالجة أية مشاكل قد تطرأ وستعمل اللجنة المشتركة أيضا على تسهيل تسوية المخاوف السابقة والحالية فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي بما في ذلك البعد العسكري المحتمل للبرنامج الإيراني وأنشطة إيران بارشين.

ومقابل كل هذه التنازلات الكبيرة لإيران في برنامجها النووي، ينص الاتفاق على تخفيف محدود للعقوبات على طهران بما قيمته سبعة مليارات دولار في شكل تبادل تجاري.

وعلى إثر ذلك قام المسئولون الإيرانيون من ناحية بإبراز هذا الاتفاق الكارثة على أنه إنجاز عظيم، وتصوير هذه الهزيمة النكراء بأنها نصر مبين، حيث مدح المرشد الأعلى الاتفاق قائلا: “لا بد من شكر فريق المفاوضين النوويين على هذا الإنجاز ويعود هذا النجاح أيضا إلى الرعاية الإلهية والصلوات ودعم الشعب”، وقال روحاني في مقابلة مع التلفزيون الإيراني بثت مساء يوم 2013/11/26″إن حق التخصيب الذي يشكل جزءا من حقوق إيران النووية سيتواصل”. وأضاف “التخصيب مستمر اليوم، ويستمر غدا، ولن يتوقف أبدا، هذا خط أحمر”، ومن ناحية أخرى عمدوا إلى تخويف الشعب من أمريكا وقوتها وقدرتها على تدمير إيران كما جاء في كلمة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في جامعة أصفهان إن “الولايات المتحدة بإمكانها تدمير منشآتنا العسكرية والذرية خلال 10 دقائق فقط”، وتساءل “هل تظنون أن الولايات المتحدة الأميركية التي بإمكانها تعطيل كافة أنظمتنا الدفاعية بقنبلة واحدة تخاف من دفاعاتنا؟”. وأكد أن حصول إيران على السلاح النووي لن يمنح بلاده قوة ذرية رادعة.

وهكذا فقد سار حكام إيران في خطوتين متوازيتين لتضليل الشعب الإيراني، ولإسكات أي صوت ممكن أن يرتفع من أبناء الشعب الإيراني محتجا على هذا الاتفاق، وللتغطية على حقيقة تنازل حكام إيران وارتباطهم بأمريكا، ولتهيئة الأجواء لإقامة علاقات علنية مع أمريكا. ألا ساء ما يحكمون.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك / أبو دجانة