خبر وتعليق كارثة تهدد اللاجئين السوريين بسبب البرد
الخبر:
الجزيرة: حذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من تفاقم الأوضاع الإنسانية للنازحين السوريين بسبب موجة البرد القارس، فيما أكد لاجئون سوريون في بلدة عرسال اللبنانية أنهم لم يحصلوا على أي مساعدات حتى الآن.
وقالت المفوضية إنها سترسل مزيدا من المساعدات إلى اللاجئين السوريين في الداخل أو البلدان المجاورة، وحذرت من أن كارثة تواجه اللاجئين بسبب برودة الطقس التي تعيق تقديم المساعدات.
وتحدثت مصادر من داخل الهيئة الأممية عن أن توقعات الأرصاد الجوية تشير إلى أن شتاء هذه السنة سيكون قاسيا، مما سينعكس سلبا على أوضاع اللاجئين بشكل مباشر.
وكانت المفوضية ذكرت في وقت سابق أنها سترسل طائرات محملة بالمواد الغذائية والمساعدات الأخرى من العراق إلى المناطق الكردية في شمال سوريا تحديدا.
وأوضحت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي إليزابيث بيرز أن البرنامج الأممي يعتزم القيام بعشر رحلات في الأيام القادمة لتقديم طعام لأكثر من ثلاثين ألف شخص لمدة شهر، وأن أول رحلة ستنقل أربعين طنا من الأغذية.
التعليق:
لنا وقفات مع هذا الخبر:
الأولى: قال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى» [أخرجه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير]
لقد أفرزت الأفكار الوطنية نتنا لم يعد يطاق، فأصبح السوري غريبا ولاجئا ومنبوذا في الأردن أو في العراق، وكأنها ليست أرضه، وكأن سكانها ليسوا أهله، وأصبحنا نرى شعارات منتنة جاهلية مقيتة مثل: الأردن للأردنيين، ومصر أولا، وهكذا أصبحت قضايا كل بلد من بلاد المسلمين خاصة بأهله، فلا يشاركهم باقي المسلمين همومهم، ونكباتهم، ولا يتراحم المسلمون فيما بينهم كما لو اشتكى عضو من الجسد، فأين: «تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى»؟ وأين هي غيرة المسلمين على أبنائهم المستضعفين المطرودين من ديارهم ليس لهم ذنب إلا أن قالوا ربنا الله؟
وقد روى الطبراني في الكبير: عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به».
ورواه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه».
فهل الإيمان إلا تكافل المسلمين وتوادهم وتراحمهم وتآزرهم؟.
أما الثانية: فإن رعاية شئون المسلمين منوطة بالحاكم، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته؛ الإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته»، والمسئول عن الرعية سيسأله الله تعالى عنها، فلينظر حكام المسلمين جوابا، ولينظر المسلمون جوابا ما عملوا إذ لم يغيروا على حكامهم الذين خانوا الأمانات وفرطوا بحقوق المسلمين وساهموا في ذبح المسلمين إرضاء لأعداء الله.
وقد توعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكام الذين يضيعون الرعية “حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ عَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ الْمُزنِيَّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ قَالَ مَعْقِلٌ إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِي حَيَاةً مَا حَدَّثْتُكَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ»”.
فأبشروا يا حكام المسلمين قاطبة بأن من يلقى الله تعالى منكم وهو غاش للمسلمين إلا حرم الله عليه الجنة.
وإن النظرة إلى هؤلاء المسلمين على أنهم سوريون وليسوا سعوديين، أو إماراتيين، أو أردنيين، أو مصريين، هي نظرة ليست تمت للإسلام بصلة، بل هي من إفرازات سايكس بيكو التي جاءت بكم لتفرطوا بأمانة الحكم بما أنزل الله وتضيعوا المسلمين وتذروهم لقمة سائغة لأعدائهم يُعملون فيهم سيوفهم، فالله نسأل أن يعجّل بالفرج والخلاص من كل حكام المسلمين ليأذن بقيام خلافة ترعى المسلمين وتسهر على العناية بهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو مالك