خبر وتعليق تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين بأمر أمريكي
الخبر:
أكدت الحكومة الفلسطينية في رام الله أنّ قرار الإفراج عن الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين والذي كان من المفترض أن يتم في نهاية الشهر الحالي قد تأجل لمدة شهر بقرار أمريكي.
وقد أكدت بدورها صحيفة معاريف (الاسرائيلية) هذا الخبر، وقالت بأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هو الذي قرّر إرجاء الإفراج عنهم.
التعليق:
لقد كان من المقرر الافراج عن الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين نهاية هذا الشهر الجاري كانون أول/ديسمبر وفقاً لاتفاق استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وكيان يهود برعاية أمريكية، والذي ينص على إطلاق جميع الأسرى الفلسطينيين القدامى من سجون دولة يهود مقابل تجميد توجه السلطة الفلسطينية إلى المؤسسات الدولية لمعاقبة يهود.
لقد جاء النكوث هذه المرة مفاجئاً، فكان من أمريكا وليس من كيان يهود، وهو ما يعني أنّ مصيبتنا في الواقع أصبحت مصيبتين، إحداهما مع العدو الاصلي، والثانية مع الوسيط والراعي الذي تأكد بأنّه لا يقل عداوة عن العدو الأصلي.
فها هو وزير الخارجية الأمريكي يتردد على المنطقة باستمرار، ويُكرر زياراته لها ساعياً لفرض تنازلات جديدة على الفلسطينيين والذين هم الطرف الأضعف في هذه المعادلة، وهم الطرف القابل دائماً لتقديم تنازلات.
ولا شك أنّ خطط كيري السياسية والأمنية للمنطقة كثيرة، فهو يتحدث في الجوانب السياسية عن المعابر والأغوار، وعن الدولة والحدود، وعن القدس والمستوطنات، ولكن لا شيء من خططه السياسية يُنفذ، ولا يُتوقع أن يُنفذ منها شيء، بينما عندما يتحدث في الجوانب الأمنية يكون حديثه مُحدداً ومفصلاً، وتكون طلباته من الجانب الفلسطيني بمثابة أوامر ملزمة للفلسطينيين فقط لا لليهود بالطبع، ومن آخر أطروحاته الأمنية وجود مستشارين عسكريين أمريكيين في الضفة الغربية بهدف إعداد الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، وتدريبها على الأسلحة وفقاً للمشروع الأمني الأمريكي وخطة جون كيري الأخيرة لمكافحة ما يُسمى بالإرهاب الذي يُقصد به بالطبع مقاومة الاحتلال.
وهذه الخطة الأمنية الجديدة ما هي في الواقع إلا امتداد واستكمال لخطة الجنرال الأمريكي المشهور دايتون سيئ السمعة. وقد استجابت السلطة الفلسطينية فوراً لهذا العرض وأعلنت موافقتها عليه من دون تردد.
فالخطط الأمريكية الأمنية جاهزة للتطبيق على الفلسطينيين، وتطبيقها مضمون، ويُصاحب تطبيقها دائماً إمّا فرض عقوبات على الفلسطينيين، أو تلويح بعقوبات ضدهم، فإرجاء إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين إنّما جرى بأمر من كيري نفسه، وهو نوع من إيقاع العقوبات على الفلسطينيين لابتزازهم على تقديم المزيد من التنازلات، وإجبارهم على القبول السريع بالخطط الأمنية الأمريكية الغاشمة.
فأمريكا بصنيعها هذا إنّما تؤكد على حقيقة عداوتها للأمة الإسلامية، وأنّها أشد عداءً من دولة يهود نفسها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو حمزة الخطواني