Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الرعب الأمريكي من ثورة الشام المباركة


الخبر:

طالعتنا صحفُ الجُمُعةِ 2013/12/13 بأنَّ المديرَ السابقَ لوكالةِ المخابراتِ المركزيةِ (سي آي إيه) مايكلْ هايدنْ قال في كلمةٍ له أمامِ المؤتمرِ السنويِّ السابعِ حول الإرهابِ، الذي نظمه معهدُ جيمس تاون، إن هناك ثلاثةَ سيناريوهاتٍ لتطورِ الوضعِ في سوريا، وكلُّها مخيفةٌ بشكلٍ رهيب. وقال إن أحدَ هذه الاحتمالاتِ الثلاثةِ احتمالٌ مرعب، ولكنه أفضلُ الثلاثةِ، وهو انتصارُ الأسد، وقال: “إنَّ هذا الأمر – أي انتصارَ الأسد – مخيفٌ أكثرَ مما يظهر”. وقال: “أميلُ إلى الاعتقادِ بأن هذا الخيارَ سيكونُ الأفضلَ بين هذه السيناريوهاتِ المرعبةِ جداً جداً لنهايةِ الصراع”. وقال: “الوضعُ يتحولُ كلَّ دقيقةٍ إلى أكثرَ فظاعةً”.

أما السيناريو الثاني بحسبِ هايدن فهو الذي تشيرُ إليه الأوضاعُ حالياً من تفتُّتِ البلادِ ونهايةِ سايكسْ بيكو… وهو ما سيؤثرُ على كلِّ المنطقةِ وبالأخصِّ لبنانَ والأردُنَّ والعراق، وهذا يعني حسبَ قولِه انفجارَ سوريا والشرق.

وأما السيناريو الثالثُ فهو استمرارُ المعاركِ إلى ما لا نهاية، مع متطرفين سنةً يحاربون متعصبين شيعةً وبالعكس.

وختم بايدن قائلاً: “لا أستطيعُ أن أتخيَّلَ سيناريو أكثرَ رعباً من الذي يحصلُ حالياً في سوريا”.

 

التعليق:

إن هذه الأقوالَ من شخصٍ بهذا المستوى في أمريكا تُشكِّلُ دليلاً من بين مئاتِ الأدلةِ على الفشلِ والرعبِ الذي يعانيه حكامُ أمريكا بسببِ ثورةِ الشامِ المباركة، وبسببِ النَّفَسِ الإسلاميِّ المتقدِّمِ والمتصاعدِ فيها، والذي يبعثُ الحياةَ في أهلِ سوريا والشامِ والأمةِ كلِّها.

إنَّ العددَ الكبيرَ من الكلماتِ المتكررةِ في نصِ كلمةِ مايكل هايدن، المديرِ السابقِ لِلسِّي آي إيه في هذا المؤتمرِ حولَ الإرهابِ مثلَ كلمةِ: مخيف، ومخيفة، ورهيب، ورُعب، ورُعباً، ومرعبةً جداً جداً، وما في معناها، مؤشِّرٌ قويٌّ على حالةِ القلقِ والرعبِ والارتعادِ من هذه الثورة، وما ذلك إلا لما فيها من توجُّهٍ متصاعدٍ نحو إقامةِ الدولةِ الإسلاميةِ، دولةِ الخلافة، ولما يعنيه ذلك من إزالةٍ لنفوذِهم وظلمِهم، واقتلاعٍ لعملائهم ولكلِّ أثرٍ وأداةٍ لهم، ونهايةٍ لعربدتِهم وإرهابِهم وتجَبُّرِهم بالمسلمين وببلادِهم، ولما يعنيه ذلك من انكفائِهم وسقوطِهم ونهايتِهم.

إن هذه السيناريوهاتِ الثلاثةَ التي يتحدثُ عنها أحدُ دهاقنةِ الكفرِ وأساطينِ الاستعمار، ليستْ هي خطَّ الثورةِ ومسارَها، وإنما هذا ما يضعونه أمامهم ويبحثونه من استراتيجياتٍ يريدون اعتمادَ أفضلِها لهم، ليضعوه موضعَ التنفيذ في خِضَمِّ فشلِهم في مصادرةِ هذه الثورةِ واحتوائِها، وعجزِهم عن المجيء بعميل بدلاً من عميل، وهي ردُّ فعلِهم على يأسِهم من تحقيقِ هدفِهم هذا، وعلى رعبِهم من مساقِ الثورةِ ومسارِها نحو الخلافة.

لذلك، أحالتْهم مراكزُ الفكرِ والدراساتِ والتخطيطِ السياسيِّ إلى هذه الخَياراتِ، وأوصتْ بالخيارِ الأفضلِ لهم، بلِ الأقلِّ خطراً عليهم، وهو إبقاءُ بشار أسد ونظامِه، كما بيَّنتْ لهم هذه الدراساتُ أنَّ الخروجَ عن هذه الخياراتِ الثلاثةِ يعني تحريرَ سوريا ثم المنطقةِ بأكملِها من سيطرتِهم، وإقامةَ الخلافةِ التي سيُسارعُ المسلمون من شتى البقاعِ والأصقاعِ، إلى الانضمامِ إليها وإعطائها البيعةَ والتوحُّدَ تحت ظلِّ سلطانِها.

لم يشهدِ التاريخُ الحديثُ فشلاً لمشاريعِ أمريكا السياسيةِ وإحباطاً لها كهذا الفشلِ والإحباطِ الذي يُصيبُها وينالُ منها اليومَ، رغمَ استعانتِها بكل الدولِ المحيطةِ بسوريا، ورغمَ انبطاحِ كلِّ حكامِ المسلمينَ أمامَها، والسببُ في ذلك هو ما فاجأتْ به الأمةُ أمريكا وعملاءَها والغربَ كلَّه وروسيا، من مخزونٍ إيمانيٍّ وتوقٍ لتطبيقِ الشريعةِ، ومن صبرٍ واستعدادٍ للتضحيةِ والبذلِ في سبيل الله سبحانه وتعالى. والسببُ في ذلك هو أنَّ المعادلاتِ السياسيةَ في رسمِ الموقفِ الدوليِّ، ومعادلاتِ الوضعِ الإقليميِّ، دخل فيها عاملٌ جديدٌ لم يكنْ بحُسْبانِهم، عاملٌ عصيٌّ على التطويعِ والاستتباع، رقمٌ صعبٌ: هو الشعوبُ والأمةُ، ووعيُ الأمةِ المتصاعدُ على إسلامِها وإدراكُها للواقعِ السياسي. فلطالما عانتِ الشعوبُ وأَنَّتْ من سعيرِهم ولَظاهُم، وها هي اليومَ تنتفضُ عليهم، يدفعُها إيمانُها ويحرِّكُها إسلامُها، وترنو عيونُها إلى إعلاءِ كلمةِ اللهِ تحتَ رايةِ العُقابِ ولواءِ لا إله إلا الله محمدٌ رسولُ الله في دولةِ الخلافة.

هذا هو سببُ الرُّعبِ الذي طارَ له صوابُ أمريكا وحلفائها وانخلعتْ منه قلوبهم، فذهبتْ تتخيَّرُ بين سيناريوهات القتلِ الوحشِيِّ الشنيعِ والدمارِ الرهيبِ.

ونقولُ لها ولحلفائها وعملائها وأذنابِها وأذنابِ أذنابها:

كلا، لقد خابَ فألُكمْ وطاشَ سهمُكمْ، إنَّ السيناريو الماضي والنافذَ بإذنِ الله تعالى، هو مخطَّطُ حزبِ التحرير والأمةِ، وإنَّ الماردَ يخرجُ اليومَ من القُمقُمِ، ثمَّ لَيَسْجِنَنَّكُمْ فيه. إنَّ السيناريو الحقيقي هو خارطةُ الطريقِ التي بيَّنها حزبُ التحرير، لتحريرِ سوريا والشامِ والأمةِ كلِّها بإقامةِ حكمِ الإسلامِ في دولةِ الخلافة. هذا هو السيناريو الذي سيتحطمُ عليه غروركمْ، وتتلاشى أمامَه عنجهيَّتُكمْ، وهو الذي نَصِلُ الليلَ بالنهارِ لتحقيقِه، ونَغُذُّ السير لأجلِه، عبوراً بما يتواثقُ عليه ثوارُ الشامِ ورُوَّادُ الأمةِ اليومَ وهو ميثاقُ الخلافة، وليسَ أيٌّ من هذه السيناريوهاتِ الأمريكيةِ الشيطانية. وإنَّ قوى الأمَّةِ اليومَ تتحرك، وتتحسَّسُ عزَّها وكرامتَها ووحدتَها، ويزدادُ تضافرُ جهودِها، باستجابتِها للهِ ولرسولِهِ لتعودَ إلى الحياةِ من جديد، حياةِ العِزِّ والعدلِ والحقّ، بإقامةِ الخلافةِ الراشدةِ الثانيةِ على منهاجِ النُّبوةِ، ﴿يا أَيُّها الَّذينَ آمنوا اسْتَجيبوا لِلَّهِ وَلِلرَّسولِ إذا دعاكُمْ لما يُحْييكُم﴾ [الأنفال: 24].

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أخوكم محمود عبد الكريم حسن