خبر وتعليق مؤتمر المرأة التاسع بالدمازين صورة قبيحة لعمل المرأة السياسي
الخبر:
كشفت مصادر مطلعة لـ «آخر لحظة» عن تفاصيل الاشتباكات بالأيدي والكراسي التي وقعت أثناء الجلسة الإجرائية للمؤتمر العام التاسع للمرأة بولاية النيل الأزرق الذي انعقد بالدمازين بحضور والي الولاية ووزيرة الدولة بالكهرباء تابيتا والدكتورة إقبال جعفر رئيس الاتحاد العام للمرأة السودانية، وقالت ذات المصادر إن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر مرت بهدوء ولكن سرعان ما تغيرت الأوضاع تماماً أثناء الجلسة الإجرائية حيث ظهرت مجموعتان، الأولى دفعت بالدكتورة وداد الزيلعي لتولي رئاسة اتحاد المرأة بالولاية، فيما تمسكت المجموعة الثانية بالإبقاء على رئيسة الاتحاد الحالية سهام هاشم، وأضافت المصادر أنه أثناء تقديم الترشيحات لتولي رئاسة الاتحاد حدث انفلات داخل القاعة أدى لاشتباكات بالأيدي والكراسي وقوارير المياه، وأوضحت أن قوات الشرطة تدخلت واحتوت الموقف مما أغضب مجموعة الزيلعي التي خرجت غاضبة من المؤتمر رافضة لتدخل الشرطة باعتبار أن المؤتمر خاص بالنساء، وأشارت المصادر إلى أنه بعد أن ساد الهدوء تواصلت أعماله وتم تجديد انتخاب سهام رئيسة للاتحاد لدورة ثالثة، وأوضحت المصادر أن الرئيسة الحالية أكملت دورتين وأن لوائح الاتحاد لا تسمح بترشيحها مرة أخرى، وأشارت المصادر إلى أن الدكتورة تابيتا بطرس وإقبال جعفر خرجتا من القاعة تحت حماية قوات الشرطة وغادرتا مدينة الدمازين في نفس اليوم. (صحيفة آخر لحظة 10 ديسمبر 2013)
التعليق:
إن فكرة قيام مؤتمرات للمرأة نابعة عن الفكر الغربي الذي يدعو إلى ما يسمى بمساواة المرأة بالرجل من جهة، وللتميز الإيجابي لصالح المرأة من جهة أخرى على حد زعم مفكري الغرب، وكل ذلك لم يمس جوهر المشكلة، بل مكّن لنساء نفعيات في مناصب، وجعل من المتاجرة بقضايا المرأة هي السمة الأبرز. إن ما يسمى إنجازات ومكتسبات للمرأة في مجال العمل السياسي إنما هي زيادة أعداد فقط للمرأة نتيجة للحصص التي خصصتها الحكومة للمرأة في المجالس التشريعية والأجهزة التنفيذية. واتحاد المرأة هو بوابة الولوج لهذه المناصب، لذلك كانت هذه المشاهد القبيحة من السباب والصراع الذي يتنافى مع أبجديات التقيد بحكم الشارع سبحانه وتعالى.
إن مؤتمر المرأة التاسع بالدمازين وغيره من مؤتمرات المرأة، التي تنظر لقضايا المرأة من زاوية الحضارة الغربية، لن تحل أية قضية للمرأة، لأن جوهر حضارة الغرب هو التصارع على كراسي الحكم ومناصب المسؤولية، بوصفها مغنمًا (كيكة) يرتع فيها من يصل إليها، وفي سبيلها تنتهك كل الحرمات، فينخفض من يفترض أنهم قادة للناس إلى درك الفسوق، بل إلى درك الكفر، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سِبَابِ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ».
إن الحضارة الإسلامية العظيمة جعلت السياسي هو من أرقى الناس في المجتمع بعقليته الإسلامية الراقية ونفسيته المشربة بطاعة الله، فالسياسي في الإسلام هو الذي ينتقل من دائرة الاهتمام بنفسه إلى الاهتمام بأمته بل بكل العالم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أواب غادة عبد الجبار