Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق أما آن لأهل فلسطين أن يدركوا أن السلطة في صف أعدائهم

الخبر:

نُشر الخبر التالي على موقع بي بي سي العربية، قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إن اتفاقا نهائيا بين الإسرائيليين والفلسطينيين يمكن أن يتحقق بنهاية شهر أبريل/نيسان.


التعليق:

على فرض أن أمريكا جادة هذه المرة بإتمام ما يسمى عملية السلام بين كيان يهود وبين السلطة الفلسطينية، فإن الأسئلة التي تفرض نفسها بقوة على أهل فلسطين، بعد أن تنازلتم عن تحرير فلسطين من البحر إلى النهر – إلا من رحم الله – وإقامة الدولة الفلسطينية على أرض (فلسطين التاريخية) وعاصمتها القدس، وقبلتم بحل الدولتين ذلك الحل الأمريكي الذي غررتكم به السلطة، أي رضيتم بأقل من 20% من أرض فلسطين، وفرطتم بأكثر من 80% وتنازلتم عنه ليهود.

ورغم كل هذه التنازلات، وأعود للأسئلة التي تفرض نفسها، هل تظنون أن الحل النهائي سيمنحكم ما اغتصبه يهود عام 67م بالكامل لتقيموا عليه دولتكم؟، هل تتخيلون أنه وَفْقَ هذا الحل ستكون القدس عاصمة دولتكم، أو حتى مجرد باحات الأقصى الشريف، وهل تظنون أنه بحسب الحل النهائي ستكون دولتكم مستقلة، أو ذات سيادة، أو تملك قراراتها، أو لها سلطان على بر أو بحر أو فضاء، أو أن رواتب موظفيها وجندها لن تكون كما هي اليوم بيد أعدائها، ليتحكموا فيها؟ هل سيكون باستطاعتكم الخروج من دولتكم، أو حتى التحرك بداخلها، دون تصاريح وترخيص من يهود، في بالكم هل سيكون بإمكان جيش دولة فلسطين المظفر أن يمنع جنود يهود من دخول حدود دولته، أم ستكون مهمته تسهيل دخولهم كما هي وظيفته اليوم؟

بعد عشرين سنة من وجود السلطة الأصل أن تكونوا أدركتم أنها سلطة خائبة خائنة خاوية، وأنها في صف أعدائكم وليست في صفكم، وأنها تنفذ مشاريع أميركا وليس مشاريع عزكم ونهضتكم، وأنها وجدت لحماية أمن كيان يهود وليس لحمايتكم وأمنكم، وأنها سترديكم إلى مهاوي الردى إن بقيتم توالونها أو مُغَرَّرُون بها.
يا أهل فلسطين: إن كنا لا نستطيع تحرير فلسطين اليوم، فليس أقل من أن نحافظ عليها؛ برفض كل الحلول الأمريكية والغربية المطروحة لحل قضية فلسطين، والضرب على رأس السلطة بيد من حديد لمنعها من السير في بيعها لفلسطين وأهلها.

وإن كنا فعلا نريد أن نحرر فلسطين كل فلسطين، فليس أمامنا إلا طريق واحد لا ثاني له، كلما استعجلنا به وسارعنا له، كلما عجلنا بكنس يهود وسارعنا بتحرير فلسطين، وهو العمل لإقامة الخلافة الإسلامية، فهي وحدها التي ستحرر فلسطين وكل البلاد الإسلامية المحتلة وتعيدها إلى حضن الأمة الإسلامية من جديد.

﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك