Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق السودان فضاء مستباح ودين يباع ويشترى على قارعة الطريق


الخبر:

ورد في صحيفة الانتباهة الصادرة في الخرطوم الثلاثاء 14 صفر 1435هـ الموافق 17 كانون الأول/ديسمبر 2013م عدد (2752) خبر تحت عنوان (القائم بالأعمال الأمريكي يزور سنار) وجاء في الخبر (أجرى القائم بالأعمال الأمريكي بالسودان جوزيف ستافورد زيارة لولاية سنار ستستمر إلى يومين حتى 19 ديسمبر 2013م وأشاد القائم بالأعمال بحسن الاستقبال وكرم الضيافة وقال إن الزيارة تهدف لتعزيز العلاقات بين السفارة الأمريكية وولاية سنار، مشيراً إلى أن الشركات الأمريكية بإمكانها أن تستفيد من الاستثمارات المطروحة في ولاية سنار، مؤكداً أنه سيلعب دوراً في تنشيط التعاون بين الجامعات السودانية والأمريكية.


التعليق:

إن التحركات المريبة التي يقوم بها القائم بالأعمال الأمريكي في السودان لعدد من ولايات السودان لزيارة زعماء الطرق الصوفية تنذر بخطر عظيم، وشر مستطير، فليست هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها القائم بالأعمال الأمريكي جوزيف ستافورد بمثل هذه الزيارات، والملاحظ في الفترة الأخيرة أن هناك اهتمامًا أمريكيًّا بالطرق الصوفية في السودان… فماذا خلف الكواليس؟ فقد قام السفير الأمريكي من قبل بزيارة منطقة “أم ضوابان” كما زار مقر الطريقة البرهانية، وزار كذلك دار مصحف أفريقيا، وأهدى له المسؤولون عن الدار المصحف الشريف، كما حضر أحد الاحتفالات المدرسية بالخرطوم. وأيضاً قام بزيارة لولاية بورتسودان التي أثارت لغطاً كبيراً، للحد الذي دفعه للتصريح بأن ليس لبلاده أية نية للتدخل في شرق السودان. ونفى ما وصفته الوسائط الإعلامية باللقاءات السرية التي أجراها مع قيادات الشرق، إضافة إلى ذلك نشاطاته السياسية التقليدية مع القيادات السودانية مثل لقائه برئيس الإشرافية المشتركة للجنة أبيي (أجوك)، وزيارته للمسؤولين عن السلطة الإقليمية لدارفور، كما زار مسيد الشيخ ود بدر بـ(أم ضواً بان)، وعبّر عن إشادته بالطرق الصوفية في السودان، ونقل تحيات الرئيس الأمريكي أوباما للطلاب الذين يدرسون بالمسيد (طلاب القرآن الكريم).

وفي زيارة أخرى لولاية نهر النيل قال ستافورد خلال مخاطبته حشداً من مشايخ الطرق الصوفية وخلاوي “المجاذيب” في الدامر عاصمة ولاية نهر النيل، شمال البلاد: «إن بلاده تقوم بأبحاث عن الطرق الصوفية». وأضاف: «نعلم أن مريديها وأحبابها يحبون من القلب إلى القلب وغير متملقين كالأحزاب السياسية». وها هي صحف اليوم تورد زيارة القائم بالأعمال (جوزيف ستافورد) لولاية سنار.

إن الناظر لتلك التحركات التي يقوم بها القائم بالأعمال الأمريكي بوعي سياسي، يدرك تماماً أنها تنسجم مع مخططات الأمريكان الساعية لإنتاج دين جديد يتماشى مع رغباتهم وطموحاتهم في السيطرة على المسلمين، ولضمان استمرارية حالة الخنوع والخضوع الحالية، بل تقنينها وإضفاء القدسية عليها… كما جاء في تقرير مركز راند الاستخباراتي الذي جاء في واحدة من فصوله الحديث عن (ضبط الإسلام ليكون متمشياً مع الواقع المعاصر) ويدعو للدخول في بنيته التحتية. ومن المعروف أن تقارير مركز راند تعتبر بمثابة الحجة المقدسة التي تتبناها الإدارة الأمريكية في سياساتها الخارجية، ولعل هذا ما يفسر تحركات هذا العلج الأمريكي في السودان من أجل احتواء الأمة عبر بوابة الصوفية؛ فقد أوردت مجلة “يو إس نيوز” الأمريكية ما ملخصه أن الولايات المتحدة تسعى لأجل تشجيع ودعم الصوفية باعتبارها واحدة من أهم وسائل التصدي للجماعات الإسلامية المتطرفة.

 

هذا ويعتقد بعض كبار الإستراتيجيين الأمريكيين أن أتباع الصوفية ربما كانوا من بين أفضل الأسلحة الدولية ضد ما يسمى بالإسلاميين المتشددين. وكل التحركات الأمريكية في السودان للعبث بالحصون الداخلية للأمة الإسلامية ليست غريبة، فهي تنسجم مع نفسية الكافر المريضة وعقليته الاستعمارية البغيضة، ولكن المستغرب أن يتغافل حكام السودان – دعاة المشروع الحضاري – عن هذا العبث الأمريكي الذي يحدث على مرأى ومسمع من الجميع. أوليست الولايات المتحدة هي التي وقفت خلف الحركات المسلحة في جنوب السودان وسوقت لها في المحافل الدولية عبر منظماتها المختلفة؟ أليست الولايات المتحدة الأمريكية هي التي ضربت حصاراً اقتصادياً على السودان من أجل تركيع أهله؟ أليست هي التي قتلت المسلمين في أفغانستان وفي العراق ولا تزال تبارك سحلهم وقتلهم بوقوفِها خلف بشار أسد، ومباركتها ودعمها لهذا القاتل في السر والعلن؟ ألا يظن دعاة المشروع الحضاري أن أمريكا دولة محاربة للأمة وعدوة للإنسانية؟ أم أنهم دفنوا الرؤوس في الرمال، وتركوا عقولهم للشيطان يتلاعب بها كيفما شاء؟ يقول الحق تبارك وتعالي: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ * إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ﴾ ويقول الحق تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ *هَاأَنْتُمْ أُولاَءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾.
هذه هي نفسية الأمريكان التي علمناها من كتاب ربنا، وقد صدقها الواقع المحسوس بالشواهد والبراهين، وذلك من خلال حملاتهم المسعورة والمتوحشة التي تكشف عن مدى كراهيتهم لهذه الأمة.

إن حكامنا لا يحكمون بكتاب الله المبين وسنة رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، فهم كما وصفهم المصطفى صلى الله عليه وسلم رويبضات هذا العصر وفراعنته، لذلك وجب على المخلصين من أبناء الأمة الإسلامية العمل مع العاملين لإقامة الدولة الإسلامية؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لتخليص البشرية من شرور الرأسماليين ومن تبعهم، إلى عدل الإسلام وسماحته، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام الدين أحمد أتيم
منسق لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير – ولاية السودان