Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون…؟

 

الخبر:

بغداد – شبكة أخبار العراق ووكالة الصحافة المستقلة: في كلمته الأسبوعية شدد رئيس الوزراء العراقي على أن “الانتخابات هي الضمانة الأكيدة لسلامة العملية السياسية والتداول السلمي للسلطة “. وفي ثنايا تلك الكلمة جاء قول المالكي بأن “في مناسبة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام نقول بأن الأربعينية أصبحت عنوانا للتكاتف والوحدة والتضحية والتعامل من أجل بناء دولة على أسس ضحى من أجلها الحسين، ودولة العدل والكرامة والإنسان، والدولة التي تحرص على رعاية أبنائها جميعا، وما كان الحسين يخرج إلا لطلب الإصلاح في أمة جده. وهذا واحد من الدروس المستلهمة من الثورة الحسينية أن يتجه الجميع نحو الإصلاح وليس المناكفات السياسية والتعطيل والتهميش والإلغاء وإثارة الفتن الطائفية، وأن نحسن كيف نتعامل ونحن في دائرة الحدث في إيجاد الإصلاح وبناء الدولة على أسس من العدالة والوحدة واحترام الإنسان وكرامته وهذه الكرامة التي أكدها القرآن الكريم قبل مواثيق الأمم المتحدة”.

 

 

التعليق:

إن هذا الكلام لم يصدر أساسا عن اعتقاد جازم بضرورة اقتفاء سنة النبي عليه الصلاة والسلام، ولا تتبع سيرة آل بيته الأطهار وصحابته الأخيار… بل جاء في سياق الدعاية الانتخابية لنفسه التي أُشربت حبَّ التشبث بكرسي الحكم، وحب التسلط على خصومه وما أكثرهم، ولو كان الثمن تعدي حدود الله وخسران الآخرة. ولأنه يريد بذلك استمالة الدهماء عن طريق التمسح بشخصية عالية مثل “الحسين بن علي” رضي الله عنهما الذي انتفض مستنكرا على من أساء تطبيق شرع الله تعالى، وانحرف قليلا أو كثيرا عن منهج النبي عليه الصلاة والسلام في رعاية شؤون الأمة على هدي شرع الله سبحانه… وإلا فأين هذا من ذاك؟ وشتان بين من حرص على تحكيم شرع ربه عز وجل من الصحابة الكرام ومن تبعهم في القرون الخيرة ومن اتخذ – كرئيس الوزراء هذا – من مبدأ الكفر: الرأسمالية القذرة والدولة المدنية الآثمة الجائرة، وسار وفق إملاءات أمريكا المحتلة الكافرة التي تضمر الشر والكيد للمسلمين.

يتشدق بذكر العدل والكرامة والإنسان، وهو قد دمر صرح العدل وأذاق كل من يعترض عليه ألوان الذل والملاحقة والتصفية الجسدية عن طريق أزلامه وأجهزته الأمنية التي لم تفلح إلا في النيل من كرامة الأبرياء والصالحين وكل من يشير – ناصحا – لمكامن الخلل.. وباتوا يبنون سجونًا جديدة – وفق المعايير الدولية – فوق ما كان موجودا أيام النظام السابق. ودولته التي يتربع على عرشها منذ ثماني سنين هي من هدم المنظومة القانونية التي كانت قائمة قبل الاحتلال، وبات مزاجه وهوى نفسه الأمارة بالسوء هو القانون…! وكذلك حديثه عن التعاون مع الشركاء. وصدق قول الله تعالى فيه وفي أمثاله من الطواغيت: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾.

إن الدولة التي تتحدث عنها يا (دولة الرئيس)، والتي تقيم العدل بين الناس، وتحفظ كرامتهم، وترعى شؤونهم بما يحقق أمنهم وسعادتهم وتطبع بطابع الإنسانية لا يقيمها أمثالكم ممن استنصر بالكفار أعداء الله ورسوله والمؤمنين، وفتح لهم الأبواب ليخربوا البلاد ويذلوا العباد وينهبوا خيراتها، كلا وحاشا… بل يقيم تلك الدولة العلية دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة المباركة، نقول: يقيمها الرجال الذين عاهدوا ربهم سبحانه أنهم لن يهدأ لهم بال، ولن يقر لهم قرار حتى يفتح الله على أيديهم بنصره العظيم وفضله الكريم مهما بلغت التضحيات.


﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو زيد
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق