الجولة الإخبارية 2013-12-23
العناوين:
– أمريكا تظهر أنها وافقت على الإعدامات في بنغلادش
– السفير الأمريكي في تونس يتصرف وكأنه يدير البلاد
– الرئيس الروسي يقر بأن الدور الأكبر هو لأمريكا ويدافع عن أعمالها التجسسية
– الجربا فقد الإحساس والشعور ويقول إن الأمر منته
التفاصيل:
أمريكا تظهر أنها وافقت على الإعدامات في بنغلادش:
في 2013/12/13 وصفت ماري هارف الناطقة باسم الخارجية الأمريكية الوضع في بنغلادش بأنه “حساس للغاية لا سيما بعد إعدام ملا”، وأضافت “ونحن نطالب كافة الأطراف بالاحتكام إلى العقل والبعد عن العنف، ونحن نوصي بشد الجميع في هذه الأوقات العصيبة بالتعبير عن آرائهم بشكل سلمي”. إن هذا التصريح من أمريكا يتضمن الموافقة على إعدام المسلمين المعارضين للنظام البنغالي العلماني بقيادة الشيخة حسينة والمعارضين للسياسة الأمريكية، ويدعو الناس إلى عدم رد الفعل بمطالبتها كافة الأطراف بالاحتكام إلى العقل والبعد عن العنف، أي عدم الاحتجاج على عقوبات الإعدام أو القتل التي تنفذ في حق أبنائهم والظلم الذي يتعرضون له وعدم الخروج على هؤلاء الظلمة القتلة الذين تدعمهم أمريكا من أجل أن ترسخ نفوذها في بنغلادش التابعة للنفوذ البريطاني، وتتولى الهند الوصاية لصالح بريطانيا على بنغلادش. وقد لعبت الهند دورا هاما ومن ورائها بريطانيا في فصل بنغلادش عن باكستان عام 1971 لتمزيق وإضعاف المسلمين في شبه الجزيرة الهندية حتى لا يقدروا على الوقوف في وجه الهند التي يسيطر عليها الهندوس، مع أنها بلاد إسلامية حكمها المسلمون بالإسلام مئات السنين من دون اضطهاد للهندوس ولأصحاب الديانات الوثنية الأخرى، فدخل مئات الملايين منهم الإسلام إلى أن احتلت بريطانيا الهند وعملت على إثارة النعرات بين المسلمين والهندوس حتى تضعف شوكة المسلمين ومن ثم توقف انتشار الإسلام بين الهندوس. ووالد الشيخة حسينة مجيب الرحمن كان قد ترأس حزب عوامي وقاد حركة الانفصال مستندا للنفوذ البريطاني في الهند، ولم تعارض أمريكا الانفصال. وقد أصدر نظام حسينة قانونا في آذار/مارس 2010 ينص على ملاحقة الذين عارضوا الانفصال ووقفوا مع وحدة البلاد بجانب باكستان، وبدأت تتهمهم بالخيانة العظمى وارتكاب جرائم أثناء تلك الفترة وتوقع عليهم عقوبات تصل إلى الإعدام كما حكمت بالإعدام على الشيخ عبد القادر مساعد الأمين العام لحزب الجماعة الإسلامية ومن ثم نفذت الحكم فيه. والجدير بالذكر أن النظام في بنغلادش متحالف مع أمريكا ومع الهند ومن ورائها بريطانيا يحارب كل دعوة للإسلام وخاصة الداعين لإقامة الخلافة على رأسهم حزب التحرير فاعتقل العديد من شبابه وقام بسجنهم وتعذيبهم.
——————
السفير الأمريكي في تونس يتصرف وكأنه يدير البلاد:
في 2013/12/19 نقلت رويترز أن السفير الأمريكي في تونس جاكوب واليس “حث الزعماء هذا الأسبوع على تشكيل حكومة جديدة سريعا والانتهاء من الدستور”. وقال السفير: “إن التقدم قد يسهل القرارات بشأن ضمانات أمريكية لقروض”. وهذا يدل على مدى تدخل الدول الأجنبية وسفرائها وخاصة أمريكا في الشؤون الداخلية لتونس ولغيرها من بلاد المسلمين. فكأن السفير الأمريكي هو الحاكم في البلد يتكلم مثلما يتكلم رئيس الجمهورية عندما يحث الزعماء على دعم الحكومة والإسراع بتشكيلها. وكأن ذلك يدخل في صلاحياته. وسبب تدخل السفير في شؤون البلد هو سماح النظام في تونس له بهذا التدخل وعدم طرده من البلد لتدخله في شئونه. إن النظام التونسي يسمح لسفراء بريطانيا وفرنسا بالتدخل في شؤون البلد. وكلهم يجتمعون مع زعماء البلد وسياسييها وتنظيماتها من دون اعتراض. مع العلم أن مهمة السفير هي تبليغ رسالة بلده إلى رئيس الدولة المرسل إليها ومن ثم تنتهي صلاحيته ويعود إلى بلده، ولا يكون له مقر دائم في البلد ويتدخل في شؤونها فهذا أمر غريب جدا لا يسمح به الإسلام قطعا، ناهيك عن أن الدول المحاربة فعلا كأمريكا وبريطانيا وفرنسا لا يجوز إقامة علاقات معها مطلقا من أي نوع كانت هذه العلاقات، سوى حالة الحرب. وهذه الدول نفسها لا تسمح لأي سفير أجنبي في بلادها أن يتكلم أو يتدخل في شؤونها الداخلية. وأكثر من ذلك فإن السفير الأمريكي يتدخل في إعداد الدستور ويطلب الانتهاء من إعداده بسرعة وهذا قمة التدخل في سيادة الدول التي تنادي للحفاظ عليه الأمم المتحدة ومجلس أمنها المقرر أن يتدخل إذا انتهكت سيادة الدول المعترف بها دوليا وخاصة الأعضاء فيها. والسفير الأمريكي يستعمل ورقة ضمانة القروض الأجنبية، أي أن أمريكا إذا لم تسمح لصندوق النقد الدولي وغيره من المؤسسات المالية الاستعمارية فلن يقرض تونس أحد. فلو كان النظام في تونس مستقلا وصاحب إرادة وسيادة مستقلتين لقام وطرد السفير الأمريكي من البلاد، وأغلق مقر السفارة، وأعلن أن أية رسالة سترسل من قبل دولة أخرى ستكون من خلال سفير مؤقت لساعات معينة كما كان يأتي السفراء الأجانب إلى الرسول الكريم رئيس الدولة الإسلامية ومن بعده الخلفاء الراشدين يأتون لساعات يحملون رسائل زعماء بلادهم ومن ثم يعودون لبلادهم.
——————
الرئيس الروسي يقر بأن الدور الأكبر هو لأمريكا ويدافع عن أعمالها التجسسية:
في 2013/12/19 صرح الرئيس الروسي بوتين في مؤتمر صحفي قائلا “أعتقد أن التقدم الذي تحقق على المسار الإيراني يرتبط ليس فقط بموقفنا وإنما إلى حد كبير بالموقف البراغماتي للإدارة الأمريكية. وأن تحقيق هذا التقدم كان غير ممكن دون ذلك”. وقال: “يجب معالجة كافة العقبات على طريق تطبيع العلاقات بين إيران وإسرائيل”. ودافع عن أعمال التجسس الأمريكية التي تقوم بها أمريكا ضد دول العالم قائلا: “إن الاستخبارات الأمريكية تقوم بالتجسس على المكالمات في أنحاء العالم بهدف محاربة الإرهاب”. وأضاف: “أنا لا أريد أن أبرر لأحد، لكن ومع ذلك والحق يقال أن هذا يجري قبل كل شيء لمحاربة الإرهاب. إنها أعمال بهدف محاربة الإرهاب”. فيستغرب من رئيس دولة تعد نفسها كبرى تقوم وتدافع عن دولة كبرى أخرى من المفروض أن تنافسها أو تعمل على إسقاطها من مركزها لتحل مكانها، يستغرب منه أن يدافع عن تلك الدولة وكأنه ناطق باسمها أو أحد مسؤوليها وخاصة أمريكا التي عملت على تفكيك بلاده على عهد الاتحاد السوفياتي وما زالت تعمل على طردها من أماكن نفوذها في أوكرانيا والقوقاز وآسيا الوسطى. وهذا يدل على مدى ضعف الأداء لدولة تعتبر نفسها كبرى أو يعتبرها العالم دولة كبرى وضعف السياسيين فيها وعلى رأسهم رئيس الدولة بل مستوى انخفاضهم. وخاصة أنه يقر أنها تقوم بأعمال التجسس في كل أنحاء العالم ومنها بلاده روسيا. ويدعي مدافعا عن أمريكا بأن أعمال التجسس التي تقوم بها هي ضد الإرهاب، مع العلم أنها أي أمريكا كانت تتجسس على ميركل رئيسة وزراء ألمانيا وعلى دبلوماسيين أوروبيين آخرين، إن أقوال بوتين هذه تثير السخرية من قبل الناس. ورئيس الدولة الروسي يعترف بأن الدور الأكبر هو لأمريكا حيث إن إيران تعتبر صديقة روسيا وفي حلفها العلني بجانب طاغية الشام بشار أسد، ويقول أن الدور الأكبر في تحقيق التقدم في موضوع البرنامج الإيراني النووي لأمريكا ومن دون هذا الدور لم يكن ذلك الاتفاق ممكن التحقق ليثبت أن الفاعل الرئيس في العالم هو أمريكا وروسيا تلعب دورا ثانويا تسنده إليها أمريكا ويتضمن ذلك اعترافه بأن الدور الرئيس في الشأن السوري هو لأمريكا. وفي الوقت ذاته يطالب بوتين بتطبيع العلاقات بين كيان يهود وبين حليفته العلنية إيران، وإيران لم تستنكر عليه هذه الدعوة فسكتت عنها، مما يدل على أن هناك احتمالا بأن الرئيس الروسي تكلم بالوكالة عن إيران على أنها تريد تطبيع العلاقات مع كيان يهود.
——————
الجربا فقد الإحساس والشعور ويقول إن الأمر منته:
في 2013/12/20أعلن أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري أن “الأكراد سيشاركون في مؤتمر جنيف2 بوفدين، وفد ضمن الائتلاف ووفد النظام”، وقال “إن هذا الأمر منته” أي أن أمريكا فرضت هذا الأمر عليه وعلى ائتلافه من دون اعتراض وهو مستسلم لذلك. والوفد الكردي الذي سيشارك ضمن وفد النظام هو من الحزب الديمقراطي الكردي المرتبط بحزب العمال الكردستاني بزعامة أوجلان. وقد اعتبره الائتلاف: “تشكيلا داعما لنظام بشار أسد وعاملا من خلال جناحه العسكري المعروف باسم قوات الحماية الشعبية الكردية ضد مصالح الشعب السوري ومبادئ ثورته”. ومع ذلك يقبل الجربا وائتلافه الجلوس مع هؤلاء القتلة ومع وفد النظام الإجرامي ليشكلوا مع بعضهم البعض بإشراف أمريكي حكومة ائتلافية مسلطة على البلاد التي دمرها هذا النظام ومن ثم يتحكموا في رقاب أهلها الذين شردهم النظام وقتل منهم مئات الآلاف. فيظهر أن الجربا ومن معه في الائتلاف قد فقدوا الشعور والإحساس ولم يعودوا يحسوا ويشعروا بما يحس به أهل البلد، ولا يهم الجربا وائتلافه أن يجلسوا مع القتلة والمجرمين ويشكلوا معا حكومة مسلطة على البلاد. والغريب أنهم يعترضون على حضور إيران لجنيف مع العلم أنها مثل النظام الذي يريدون أن يجلسوا معه وهي تشترك في القتل والتدمير وترسل ميليشياتها من لبنان والعراق، وهي المليشيات التي تشبه الحزب الديمقراطي الوطني الذي يقبل الجربا وائتلافه بالجلوس معهم ومشاركتهم في حكومة ائتلافية. فمواقف الجربا وائتلافه متناقضة وعديمة الإحساس والشعور وبعيدة عن أحاسيس ومشاعر الأهالي الذين فقدوا أحبتهم وفلذات أكبادهم واعتدي على أعراضهم، وهم لن يعفوا عن أولئك القتلة والمجرمين مهما طال الزمان ولن يغفروا للجربا ولائتلافه تصالحه مع النظام الإجرامي وأعوانه. والجدير بالذكر أن الشعب السوري وتنظيماته الثائرة قد رفضوا الائتلاف وقياداته ورفضوا مؤتمر جنيف وأعلنوا إصرارهم على إسقاط النظام ومعاقبة القتلة وعلى رأسهم بشار أسد، بل إنهم يريدون أن يحاسبوا عم بشار وهو رفعت أسد الذي نفذ مجازر حماة وسجن تدمر، فلم ينسوه وينسوا غيره من المجرمين، وهم يصرون على تحرير بلادهم من النفوذ الأمريكي وإسقاط النظام الجمهوري والنظام العلماني وإقامة حكم ربهم متمثلا بنظام الخلافة.