Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق استمرار الإرهاب ضد مسلمي تتارستان


الخبر:

في التاسع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر تأكدت معلومة عن معتقل منطقة ألكسييف في تتارستان أنه قد امتلأ بالمسلمين الملتزمين بدينهم من مختلف مدن البلاد مثل كازان وتشيستويل ونيبلاتا ونفاتيشميسكا وبازارنيي ملتاكيو وريبنايا سلابودا وغيرها؛ حيث يعتقلون من الشوارع ومن بيوتهم، وبعد ذلك ومن دون محاكمات يرسلون إلى معتقل اليكسيسكا.

 

التعليق:

هذه الحملة الإرهابية لترويع مسلمي تتارستان بدأت بعد تقارير عن اكتشاف عبوات ناسفة في اثنتين من مناطق البلاد. وفقا لما ذكرته وكالة كازان (ا ي ف) في الثامن عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2013: فقد “قامت عناصر الأمن بتعطيل عبوات متفجرة تم العثور عليها في منطقتي ألكسييف في نيجنكامسك وتم بدء التحقيق في هاتين الواقعتين. وقد أخذ بافل نيكالايف رئيس لجنة ال بي تي على عاتقه مسؤولية التحقيق في الأمر”.

وقد ذكرت عائلات المعتقلين أن أفراد الشرطة اقتحموا بيوتهم وفتشوها بصورة سيئة للغاية، وقاموا بإهانة وإذلال الأهالي. ووفق بعض المعتقلين المسلمين حاليا فإنهم يتعرضون للتعذيب من أجل إجبارهم على الاعتراف بضلوعهم بهجوم إرهابي وشيك في تلك المنطقتين من البلاد..

والسؤال هو، من أين لحكومة روسيا كل هذه القسوة على شعبها؟ ولماذا حكومة الاتحاد الروسي تتهم المسلمين بالإرهاب؟ والإجابة على هذه الأسئلة واضحة من قراءة تاريخ هذه الحكومة منذ أن جاءت إلى السلطة..

هذه الممارسات من التهديدات والتعذيب أثناء الاستجواب ليست جديدة، بل هي جزء لا يتجزأ من عمل الشرطة في الاتحاد الروسي. فإن فكرة العنف والإرهاب ضد السلطات هي الفكرة الأساسية لسعي الثوار إلى السلطة في روسيا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

فحول موضوع الإرهاب كأسلوب وحيد للوصول إلى السلطة هناك العديد من المقالات من الأساتذة والمؤرخين. فقد كتبت المؤرخة الأمريكية آنا غيفمان في كتاب (الإرهاب الثوري في روسيا، 1894-1917) “المؤرخون يعتبرون أن اتخاذ الثوريين أسلوب الإرهاب يرجع إلى حقيقة أن الناس لديهم موقف سلبي تجاه الثورة والثوار. ولذلك فالقتل والإرهاب ضد السلطات قد يشجع الناس على التمرد، وبالتالي تغيير السلطة في البلاد”.

وبذلك نظمت مجموعات مختلفة من الإرهابيين. على سبيل المثال مجموعة “نارودنايا فوليا”، التي بدأت البحث عن الإمبراطور الروسي ألكسندر الثاني. ففي آذار/مارس 1881 قتل على يد انتحاري فجّر نفسه معه.

وفي كتاب “بداية الإرهاب العصري” لأنا غيفمان أيضا ذكرت إحصائية للهجمات الإرهابية التي تم تنفيذها فقط بين عامي 1908-1910: “نفذ 19967 عملا إرهابيا نجم عنها قتل 732 مسؤولا حكوميا، وأيضا قتل 3051 من المستقلين، وأما الجرحى فبلغ عددهم 1022 مسؤولا حكوميا و829 من مسؤولي القطاع الخاص الرسمي”. وكان الحزب الثوري الاشتراكي واحدا من الأكثر نشاطا في البلاد. حتى إن فلاديمير لينين نفسه دعا علنا للإرهاب ضد السلطات.

ولذلك فمن الواضح أن الثوار الذين جاؤوا إلى السلطة في روسيا عن طريق الإرهاب لا يمكن أن نتصور طريقة أخرى يستطيعون فيها التعامل مع الشعب إلا بالإرهاب. لأن هذه الحكومة تعتقد أن أسلوب الترهيب والعنف الجسدي هو السبيل الوحيد للوصول إلى السلطة والاحتفاظ بها في أيديهم.

منذ ذلك الحين، تمارس الحكومة الروسية أسلوب الترهيب والعنف الجسدي ضد شعبها بهدف إبقاء السلطة في أيديهم. وإنها لحقيقة معروفة جيدا. لذلك، تتم اليوم ممارسة الإرهاب على نطاق واسع ضد مسلمي تتارستان.


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير