Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق ثورة الأمة في الشّام تكشف ظلامية الغرب


الخبر:

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة 20 ديسمبر/كانون الأول أن الغرب بدأ يدرك أن بقاء بشار الأسد على رأس السلطة ليس بالأمر الخطر مثلما لو سيطر عليها الإرهابيون وأضاف لافروف “في حال وصول الجهاديين والإرهابيين، الذين ينموا تأثيرهم بصورة مطردة في سورية، إلى سدة الحكم فسيطبقون الشريعة وسيذبحون الأقلية ويحرقون الناس فقط لأنهم أصحاب عقائد أخرى”. عن موقع روسيا اليوم


التعليق:

إن تصريحات لافروف المرتعبة ممّا قد تؤول إليه المنطقة من تغييرات لأكبر دليل على تخبط الغرب وحيرته حيال ما يجري في الشام، فإن هذه الثورة برغم كل ما حيك وما يُحاك ضدها من خطط سرية وعلنية ومن مبادرات سياسية وعسكرية لا تزال صامدة لا تنحني ولا تسلم للإرادة الغربية.

ها هو الغرب يسقُط أخلاقيا وإنسانيا مرة أخرى ليثبت للعالم زيف ما يدعيه من حقوق إنسان ويبرز هوان نظام الديمقراطية الكاذبة الخاطئة، فقبل أسابيع قليلة تعالت الأصوات الغربية للإدانة بمجازر بشار وانتهاكاته للأعراض والأموال والعمران، فقيل أنه مجرم حرب قد يحال إلى المحاكم الدولية، وها هو اليوم لافروف ناطقا باسم الغرب يكشف عن سوءته مستهترا بالدماء الزكية الطاهرة وبالتضحيات الجسيمة للشعب السوري فيقول: بشار خير من هؤلاء الإرهابيين، نعم فهم من أرهبوا الغرب بصمودهم وأرعبوه بثباتهم ضد مكائده السياسية، فقبل حلول موعد جنيف2 لا ينفك المجاهدون في أرض الشام من التقدم وتحقيق الانتصارات غير عابئين بهذه المبادرة الخبيثة التي تريد أن تحيي عظام النظام وهي رميم، معلنة أنها لن تقبل بجنيف ولن تعترف بممثليها على أرض الواقع، ويا لها من خسارة للغرب عظيمة.

يتضح جليا من خلال هذه التصريحات ظلامية الغرب وحقده اللا متناهي؛ فإن الغرب لا يهمه دماء المسلمين ولا أعراضهم بل لا يتحرك قيد أنملة إلا لمصلحته حفاظا عليها أو سعيا وراءها، فليت أبناء الأمة وسياسييها يكفون عن الركض وراء المشاريع الغربية الطامعة حيث لا ولاء إلا للغرب ولأجندته التي تكرس نهب ثروات البلاد ومقدراتها وقطع كل سبيل إلى النهوض بها بل تكريس للتخلف والتبعية في ظل السيد الأمريكي أو الأوروبي..

إن مخاوف الغرب من تغيير حقيقي يعم أرجاء الشّام فيحررها من قيود الاستعمار ومن نفوذ الأجنبي واضحة بائنة في كل تصريحاتهم ومواقفهم، وهي تزداد وضوحا في كل مرة ليتجرأ بشار ويعلن ترشحه للانتخابات القادمة وما كان ليفعل لولا علمه بأن الغرب لن يقبل بسقوط قلعة العلمانية كما سماها الأسد لتحل مكانها “خلافة” كما صرح بها لافروف، فمضى هذا الأخير يعلن خوفه الكاذب على الأقليات من القتل والحرق في ظل تطبيق الشريعة في محاولة بائسة لتخويف المسلمين وشحذ همم الغربيين لتأخير قيام دولة الإسلام التي تعيد للأمة حقوقها وتحميها من عدوها وتثأر لها من لافروف المجرم الروسي وأسياده في الغرب.

إن شريعة رب العالمين مطلب أهل الشام عامة؛ لا يتخلفون عنها ولا يبغون عنها بديلا بل يقاتلون ليكون الحكم لله، ولن يرضى أهل الشام بعد سقوط نظام بشار العلماني بنظام علماني آخر ولو زينه الشيطان الغربي بمسحة إسلامية، فالوعي في الشام كبير، فهم وصاية النبي وهو الذي مدحهم صلى الله عليه وسلم فقال: «الشام صفوة الله من أرضه وفيها صفوته من خلقه».

وفي هذه الأثناء يستغل بشار الأسد كل ما تبقى له من وقت وجهد وعتاد لكي يصل لجنيف2 في أقوى صورة، يساعده في ذلك الموقف الغربي المرتعش، ولكن أهل الشام في طريقهم ماضون ونحو تحقيق غايتهم ثابتون لا يضرهم من خذلهم من حكام تركيا وإيران والسعودية وقطر صابرين متوكلين على الله وحده عسى أن يكونوا الفئة المنصورة في هذا الزمان فيحققوا بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة»، ويهدموا ما بناه الغرب لعقود بأن سلط عليهم حاكما خانعا ذليلا يسومهم سوء العذاب، وأن يغالبوا كل المكر الذي لحق بثورتهم فيغلبوه ويعيدوا الشام قلب الأمة النابض ومنطلق الخير والعدل واثقين بوعد الله إذ يقول:

 

﴿وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حبيب الحطاب – تونس