Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الخلافة حقيقة وليست حلما أو وهما


الخبر:

نشر موقع فيتو خبرا جاء فيه: “قال الدكتور يحيى الجمل، نائب رئيس الوزراء الأسبق، إن الشعب المصري قضى على آمال جماعة الإخوان «المحظورة» في إعادة إحياء «حلم الخلافة» الوهمي.

 

التعليق:

أولا: لمن لا يعرفه فهو الدكتور يحيى عبد العزيز عبد الفتاح الجمل فقيه دستوري مصري من مواليد عام 1930. أسس حزب الجبهة الديمقراطية، وتولى رئاسته.

 

وحزب الجبهة الديمقراطية هو حزب سياسي تقدمي ليبرالي مصري تم الموافقة على إنشائه في مايو ٢٠٠٧، يرأسه حالياً السعيد كامل.

إذن من خلال تعريف الحزب الذي أسسه وتولى رئاسته، ومن خلال الاطلاع على بعض آرائه يتجلى لنا حقد هذا الرجل على الإسلام.

ثانيا: إن الواقع العملي للإخوان المسلمين يبين بما لا يدع مجالا للشك أنهم لا يسعون لإقامة نظام الخلافة، وواقعهم في مصر وتونس والمغرب، وفي العراق والأردن وسوريا، وفي كل مكان وصلوا فيه للحكم أو شاركوا فيه في الحياة السياسية يبين ذلك بوضوح، والله أعلم بالسرائر، علما أن الأهداف والغايات السياسية، يجب أن تكون معلنة ولا تكفي فيها النوايا.

ثالثا: أما الخلافة، وهنا بيت القصيد، فهي فرض ربنا ووعده سبحانه وتعالى، وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم؛

أما أنها فرض ربنا عز وجل فذلك لقوله: ﴿فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ﴾، وقوله: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾. وخطاب الرسول عليه الصلاة والسلام بالحكم بينهم بما أنزل الله هو خطاب لأمته صلوات الله وسلامه عليه، ومفهومه أن يوجِدوا حاكماً بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام يحكم بينهم بما أنزل الله، والأمر في الخطاب يفيد الجزم؛ لأن موضوع الخطاب فرض، وهذا قرينة على الجزم كما في الأصول، والحاكم الذي يحكم بين المسلمين بما أنزل الله بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام هو الخليفة. ونظام الحكم على هذا الوجه هو نظام الخـلافة. هذا فضلاً عن أن إقامة الحدود وسائر الأحكام واجبة، وهذه لا تقام إلا بالحاكم، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، أي أن إيجاد الحاكم الذي يقيم الشرع هو واجب. والحاكم على هذا الوجه هو الخليفة، ونظام الحكم هو نظام الخـلافة.

أما أنها وعد ربنا تبارك وتعالى فذلك لقوله: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

وأما أنها بشرى الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، فلما صح عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها» أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي وأحمد، وغيرهم. وقال صلى الله عليه وسلم: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر» أخرجه أحمد والطبراني في مسند الشاميين، والحاكم في المستدرك وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والبيهقي في السنن الكبرى، وغيرهم. وقال عليه وآله الصلاة والسلام: «تكونُ النُّـبُوَّةُ فيكمْ ما شاءَ اللّهُ أنْ تكون، ثمّ يرْفعُها اللّهُ إذا شاءَ أنْ يرْفَعَها. ثـُـمّ تكونُ خِلافةً على مِنهاج النبوَّة، فتكونُ ما شاءَ اللّهُ أنْ تكون، ثـُمّ يرْفعُها إذا شاءَ أنْ يرفعَها. ثـُمّ تكونُ مُلْكاً عاضّاً، فتكونُ ما شاءَ الله أنْ تكونَ، ثـُمّ يرفعُها إذا شاءَ الله أنْ يرفعَها. ثـُـمّ تكونُ مُلْكاً جَبريَّةً، فتكونُ ما شاءَ الله أنْ تكونَ، ثـُـمّ يرفعُها إذا شاءَ أنْ يرفعَها. ثـُـمّ تكونُ خِـلافـةً على مِنهـاج النُّـبُوَّة، ثم سكت» أخرجه أحمد.

ولذلك فالخلافة ليست حلما يدغدغ مشاعرنا، ولا هي وهما نسجته بنات أفكارنا، بل حقيقة نراها رأي العين، نشرت الهدى والنور في ربوع العالم لأكثر من ثلاثة عشر قرنا خلت، وستعود قريبا بإذن الله لتنشر الهدى والنور، وتبسط الخير والعدل من جديد، في العالم بعد أن اكتوى بنار الرأسمالية العلمانية. ويومها يفرح المؤمنون بنصر الله، ويعض المجرمون أناملهم من الغيظ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك