خبر وتعليق ميزانية السعودية مكر وخداع
الخبر:
الرياض: أقر مجلس الوزراء، في جلسته التي عقدها برئاسة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الميزانية العامة للدولة للعام المالي الجديد 1435هـ / 1436هـ، وأصدرت وزارة المالية اليوم بياناً بمناسبة صدور الميزانية العامة توقعت فيه أن تصل الإيرادات الفعلية في نهاية العام المالي الحالي إلى ألف ومئة وواحد وثلاثين مليار ريال بزيادة نسبتها (36) بالمئة عن المقدر لها بالميزانية (90) بالمئة منها تمثل إيرادات بترولية، وأن تبلغ المصروفات الفعلية للعام المالي الحالي (925) تسع مئة وخمسة وعشرين مليار ريال. (وكالة الأنباء السعودية 23-12-2013).
التعليق:
في كل عام وفي مثل هذا الوقت يعلن الملك في احتفال خاص عن ميزانية العام القادم، وفي كل عام يعلن بأنها أكبر ميزانية لحد الآن وخاصة في السنوات الثلاث الأخيرة (زمن الثورات)، وكأن خطابه موجه للشعب، ولسان حال الملك يقول: (هذه الخيرات وهذه الأموال أدفعها لكم ما دمتم في ظل حكم آل سعود، لكن إذا حدث وفكرتم بالتغيير فلن تظفروا بهذا الخير الوفير).
لا يتسع المقام هنا للحديث المبسوط حول الميزانية العامة ونقاشها بشكل مفصل ولكننا سنكتفي ببعض الإضاءات علها تنير طريقا لمن أراد الله له نورا..
أولا: إن واجب الدولة في الإسلام أن تؤمن الحاجات الأساسية للفرد والمجتمع، فتؤمن للفرد المأكل والمسكن والملبس، وتؤمن للمجتمع التطبيب والتعليم والأمن، ثم تعمل على تأمين الحاجات الكمالية للفرد والمجتمع قدر استطاعتها، وعلى هذا يجب أن ترتكز نفقات الدولة، وهذا ما لا نجده في هذه الميزانية أو غيرها..
فما زال هناك الفقراء والمحتاجون الذين لا يكفيهم راتبهم، والغلاء المتزايد في مصاريف الحياة غير المبرر وكأن المال يدور في دائرة مغلقة. فالأغنياء يزدادون غنى والفقراء فقرا.
ثانيا: يتفاخر مجلس الوزراء أن 90% من واردات الميزانية هي منتجات بترولية، وفي هذا خلل شرعي ووهن اقتصادي واضح، فلا التنمية الاقتصادية من صناعة أو زراعة أو مشاريع حقيقية قد طبقت، ولا الحكم الشرعي في واردات بيت المال من جزية أو خراج أو ركاز أو فيء أو زكاة قد طبق. وبكل بساطة تم إغفال الحكم الشرعي في أن الواردات البترولية هي ملكية عامة يجب أن توزع على الأمة وليست من أملاك الدولة، بل أهملت الميزانية ذلك كله واعتبرت أموال البترول هي مصدر الدخل الرئيس للدولة، واستولت عليها صراحة دون تورية في تعد صارخ على حقوق الأمة وممتلكاتها..
وأخيرا: إن ميزانية بهذا الحجم لكفيلة أن تكفي مسلمي العالم الإسلامي كله وليس فقط بلاد الحرمين لو كانت بيد خليفة مسلم يتقي الله ويطبق شرعه بحق، فيطعم جائعهم ويكسو عريانهم ويغيث ملهوفهم وينتصر للمستغيث منهم، ولكنها للأسف أرقام كبيرة لفائدة الغرب وعملائهم من الطبقة الحاكمة أو الرأسمالية، وليس للمسلمين منها إلا القليل، فلا نراها تكفي سائلا أو تطعم جائعا أو تنقذ مفجوعا، فمتى ينتفض أهلنا في بلاد الحرمين على سكوتهم وينتصروا لدينهم وأمتهم..
إن آل سعود باتوا يشعرون بالخطر المحدق بهم، فالثورات من حولهم، فهم يخافون من ارتفاع صوت الحق المطالب بتطبيق شرع الله بدولة إسلامية حقيقية (الخلافة) وليست دولة بناها الإنجليز وأعطت ولاءها للغرب الكافر. فبالأموال يحاولون تثبيت حكمهم ويرشون شعوبهم.
قال الله تعالى:
﴿وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ ٱللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ﴾ [إبراهيم: 46]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو صهيب القحطاني بلاد الحرمين