خبر وتعليق دلالات استنكار المتآمرين
الخبر:
نشرت صحيفة التليغراف موضوعا في 2013/12/24 تحت عنوان “هجمات قنابل الحاويات التي يشنها النظام السوري تقتل المئات”، تحدث عن تطورات الوضع السوري، وتقول الجريدة أنّ مئات القتلى سقطوا خلال الغارات الأخيرة التي شنها النظام السوري باستخدام قنابل الحاويات على حلب، في إطار حملة استمرت 9 أيام من القصف المتواصل على مدينة حلب وعدد من المناطق المجاورة ما أدى لسقوط ما يربو على 480 قتيلا منهم عشرات الأطفال.
التعليق:
تقاطر المستنكرون من مختلف دول العالم على استنكار جرائم الحرب التي يرتكبها عميل أمريكا بشار بحق أهل سوريا الأبطال، حيث استنكر رأس الكفر أوباما ذلك على لسان الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض، وتبعه “بان كي مون” الأمين العام لدار ندوة العالم الغربي وباقي الدول التابعة، واستنكر آخرون من حكام ومسئولين في مختلف الدول القائمة في العالم ومنهم حكام العرب والمسلمين وعلى رأسهم، العراب نبيل العربي، وبالطبع لم تتعد هذه الاستنكارات الألفاظ التي تلفظوا بها، وكأن هؤلاء المسئولين لا حول لهم ولا قوة لردع هذا الطاغية عن جرائمه البشعة!!
ولكن هل حقا هم عاجزون عن ردعه أم أنهم شركاء معه في الجريمة؟! مما لا شك فيه أنهم شركاء معه في الجريمة مائة بالمائة، فهم الذين يزودونه بجميع أسباب الجريمة من خلال بعض الدول التي تنتمي إلى ما يسمى بالمجتمع الدولي، وهم من بيدهم ردعه بل والقضاء عليه ولكنهم لا يفعلون، لذلك هم شركاء معه في الجريمة، وما هذه الاستنكارات إلا لذر الرماد في العيون، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قتل غلام غيلة، فقال عمر رضي الله عنه: لو اشترك فيه أهل صنعاء لقتلتهم به. أخرجه البخاري.
إنّ تواطؤ العالم مع بشار هو إقرار من المجتمع الدولي وترسيخ لشريعة الغاب، وهو تكشير من الغرب عن أنيابه التي طالما عمل على إخفائها، وهو ما يجب أن يدفع الثوار وأهل الشام إلى التعامل مع الغرب ورجالاته ومؤسساته تعامله مع الأعداء المتربصين بهم وبثورتهم، لا فرق في ذلك بين روسيا وأمريكا وأوروبا والأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية التي تأتمر بأمر الغرب وتنفذ أجندته، فكلهم متربصون بالشام وأهله، وهم فعليا يمدون أيديهم لبشار ليبطش بأهل الشام عله يستطيع بذلك أن يفت من عزيمة الثوار ليقزم من مطالبهم وتطلعاتهم إلى التحرر الفعلي، بينما يصرحون بألسنتهم ما يوحي بأنهم مع أهل الشام المظلومين أملا منهم في خداع أهل الشام وتخفيف نقمة العالم والشعوب عليهم.
وهذا التواطؤ والاستنكار يدل على مدى مكر قادة الغرب وانعدام القيم لديهم، فاستنكارهم يعني أنهم يدركون أنّ الفعل المستنكر فعل مشين وجريمة، أي أنّ كون الفعل مستقبحا ومشينا لا يخفى عليهم، فإذا هم عندما يدعمون هذا الإجرام ويمدون المجرم بأسباب الإجرام إنما يتجردون من كل القيم التي يدعون تمسكهم بها، وهنا يتجلى المكر وانعدام القيم في آن واحد!
واستنكار المتآمرين يدل على أنّهم في أزمة، فهم من جانب يدركون صمود وبأس أهل الشام الأبطال، في مقابل وهن وضعف النظام العميل، فهم يقفون حيارى عاجزين أمام هذا الصمود الأسطوري، ويريدون أن ينالوا من عزيمة أهل الشام بأي ثمن كان، لا سيما وهم يرون مطالب أهل الشام التي تتألق في سماء التحرر الفعلي واستعادة السلطان المغتصب من خلال المناداة بدولة إسلامية (خلافة) لسوريا، ولكن هم في المقابل يخشون الفضائح وتردي شعبيتهم أمام العالم بسكوتهم وتواطئهم مع النظام ومن يدعمه كإيران وحزبها في لبنان، فهم مأزومون والحمد لله.
ويبقى عزاؤنا أنّ الله معنا، وأنّ في الشام أبطالا عاهدوا الله على أن لا يدخروا جهدا في الأخذ بالشام وأهله نحو العزة والكرامة في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، والعاقبة للمتقين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو عمرو