Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق حكامنا نهبوا الخيرات وهجّروا العباد

الخبر:

الحياة اللندنية الاثنين 23 ديسمبر 2013 – قام أربعة مهاجرين من المغرب العربي في إيطاليا بخياطة أفواههم السبت، احتجاجاً على وجودهم الطويل في مركز لاستقبال المهاجرين في روما، كما أفادت وكالة أنباء «أنسا» الإيطالية.

وخاط الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة، أفواههم بخيط استخرجوه من غطاء وإبرة صغيرة، قبل أن تجرى معالجتهم طبياً. وكان يفترض إعادة احدهم إلى بلاده اليوم.

ويؤوي مركز الاستقبال في بورتا غلاريا في ضاحية روما، حوالي 100 لاجئ غير شرعي من رجال ونساء.

 

التعليق:

تُرى ما الذي يدفع هؤلاء الشباب لترك أهلهم وأولادهم وذويهم دون حامٍ أو أنيس ربما إلى غير رجعة؟ ما الذي يدفعهم للتضحية بالحضن الدافئ بين الأهل والأحبة، لمقارعة صقيع الأحاسيس والمشاعر بين أناس لم يَعْدوا كونهم ماكينات بشرية تدب على الأرض لا همّ لهم إلا جني المال؟ ما الذي يدفعهم إلى هجرة بلادهم الزاخرة بالخيرات والثروات والمقدرات التي لا حصر لها، إلى بلاد أخرى لا رابط بينهم وبينها؟ وما الذي يضطرهم لمواجهة خطر الموت بردا أو جوعا وعطشا أو غرقا في عباب البحار، ولماذا يصرون على أن يعيدوا الكرة تلو الأخرى إن لم ينجحوا في إحداها؛ لترك بلادهم مسقط رؤوسهم؟ وكيف يتجرأ بعضهم على أن يخيطوا أفواههم بالخيط والإبرة خوفا أو اعتراضا على إعادتهم إلى بلادهم؟ ما الذي يجعل كرامتهم، بل أنفسهم تهون عليهم، فيكنسوا الأرض تحت أقدام الكفار في بلادهم، أو يغسلوا الأواني في مطاعمهم، أو يقبلوا بالأعمال الدنيا في فنادقهم ومصانعهم؟، ولربما تسكعوا على قارعة الطريق يتسولون لقمة العيش، من بعض من بقي في قلبه شيء من الرحمة أو الشفقة من الرأسماليين.

لو وجد هؤلاء الشباب أعمالا كتلك أو حتى دونها في بلادهم، هل كانوا سيهجرونها؟ ولو وجدوا مصدرا للرزق في بلادهم، فهل كانوا سيتركونها؟ بلاد عامرة بالخيرات والثروات والمقدرات على اختلاف أنواعها وأشكالها، ولا يجد أهلها فيها ما يسدون به رمقهم، لا يجد أبناؤها ما يشبعون به حاجاتهم الأساسية ولو كفافا.

نعم هذا ما يحدث في البلاد الإسلامية؛ لأنه ربض على صدور أهلها حكام خونة عملاء، نصبهم الغرب الكافر لتحقيق مصالحه لا مصالح شعوبهم، فاستأثروا بثروات البلاد وخيراتها، وكأنها ملكهم ورثوها عن آبائهم، وساموا الناس الفقر والمرض، والجوع والجهل، وسوء العذاب.

لو كان للمسلمين دولة توحدهم، ولو كان للمسلمين خليفة يتقون به، لما أصابهم ما أصابهم من شظف العيش مما يدفعهم لتسول لقمة العيش من يد أعدائهم. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به»، لمثل هذا فليعمل العاملون.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك