Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق أردوغان والهاوية سقوطٌ مدوٍّ


الخبر:

تعهد الجيش التركي بعدم التدخل فيما وصف بفضيحة الفساد في البلاد، وأكدت القوات المسلحة التركية في بيان لها أصدرته أنها ستحرص بشدة على تفادي الجدل السياسي وتبعد رأيها عن أية آراء وتشكيلات سياسية، وستعمل على خدمة الأمة التركية بوفاء، مضيفة أنها تفادي أي نوع من الضرر قد يلحق بهويتها. (الجزيرة، الجمعة 2013/12/27م).


التعليق:

1. لقد تمكنت الولايات المتحدة من إحداث نقلة نوعية في الجيش التركي بعدما تمكنت من اختراق المؤسسة العسكرية التي كانت القوة الوحيدة والحقيقية في البلاد، حيث سبق للجيش أن قام بعدة انقلابات ضد النظام السياسي، وكانت الحكومات مجرد أداة بيد المؤسسة العسكرية والإطاحة برموز قادة الجيش وملاحقتهم قضائياً، وإيجاد بدلاء عنهم من ربط عملاء الولايات المتحدة، ويعد تثبيت حزب العدالة والتنمية وخاصة الرجل القوي أردوغان وعبد الله غول في رئاسة الدولة وسيطرة أردوغان على مفاصل القرار السياسي وإزاحة الصخرة التي كانت تتكسر عليها طموحات الولايات المتحدة الأمريكية وهي الجيش لإحكام قبضتها على تركيا وللقيام بدور منوط بها في المنطقة خاصة في الشرق الأوسط والجمهوريات الشرقية الناطقة باللغة التركية والاتحاد الأوروبي، كل ذلك جعل من الولايات المتحدة تبعث برسائل داخلية وخارجية من انتهاء دور الجيش في العملية السياسية، وأن أردوغان وحزبه باق في السلطة من أجل إتمام الدور القذر له بعد أن قام بعملية تجميلية شكلية وهي التعديل الوزاري والإطاحة بعدد من الوزراء من أجل تهدئة الرأي العام الذي بدأ يتشكل ضده داخلياً وخارجياً.

2. إن مسألة التنمية وتعافي الاقتصاد التركي ومحاولة إعادة قوة الليرة التركية في عهد أردوغان كانت لأسباب واعتبارات كثيرة جعلت من الناس تؤيد أردوغان، وغطت على دور أردوغان في ثورة الشام المباركة، ومطالبته للشعوب وللثورات بالعلمانية كما حدث في مصر ومحاولة تسويق التجربة التركية في أحداث الربيع العربي خاصة من تونس الغنوشي، كل هذه النجاحات الاقتصادية غطت على فضائح أردوغان السياسية وخاصةً مسرحيته مع شمعون بيريز؛ جاءت هذه الفضائح لتلقي نظرة داخلية على مسألة الفساد بعد أن كان يتبجح بها هو ومؤيدوه بنظافة أيديهم منها وحرمة المال العام.

3. إن الانشقاقات بين أردوغان وجماعة فتح الله غولان أثرت بشكل كبير على شعبية أردوغان الداخلية، وهي جماعة شعبية ولها أعداد ضخمة خاصة بعدما وجه لها ضربات قاتلة في المؤسسات وطرد أتباعها قبل أن يكون لها نفوذ قوي بعدما ساعدته على النجاح في الانتخابات.

4. إن فساد المبدأ هو الأخطر مقارنة مع فساد بعض الأشخاص، والفساد الذي مارسه أردوغان وحزبه هو فساد مبدأ حيث تبنى الرأسمالية كمبدأ يطبق، وتبنى العلمانية كمنهج سياسي عقائدي بديلاً عن المبدأ الإسلامي، وتركه لشرع الله لهو الفساد الكبير والجريمة الكبرى، وصدق الله تعالى إذ قال: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى﴾ [طه: 126-124].

وأخيراً إن نجم أردوغان بدأ سقوطه المدوي والكبير خاصة بعد ثورة الشام الفاضحة والكاشفة التي جاءت لتفضح دور الغرب وأدواته وعملائه، وأن مسألة الاقتصاد التي يتغنى بها لن تكون إلا مؤقتة وهمية، فالمعالجات الرأسمالية لم تسعف أمريكا ولا ألمانيا ولا اليابان فكيف باقتصاد تركيا التي أسسها أردوغان فسرعان ما يسقط.

قال تعالى: ﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [التوبة:109].

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان / أبو البراء