Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق هجوم آخر على الإسلام من قبل السَّاسة ووسائل الإعلام وعلى المجتمع الإسلامي الرد على ذلك فورا (مترجم)

إن أقل ما يقال عن الاحتجاج الذي أطلقته وسائل الإعلام المختلفة ومعها سياسيون من بينهم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون والمتعلق بالفصل بين الرجال والنساء عند المسلمين بأنه أمر مفاجئ مستغرب. فقد وقع هذا الفصل أثناء فعاليات للجمعية الإسلامية في الجامعة بتنظيم من طلبة مسلمين، لكن الاحتجاج الذي أطلقه هؤلاء جعل الأمر يبدو وكأن المسلمين يريدون فرض ممارساتهم وأسلوب حياتهم على المجتمع بأسره.

لقد أظهرت هذه الهجمة العنيفة على المسلمين حقيقة النظرة للإسلام في بريطانيا، وحال الجالية الإسلامية فيها. فها هم أبناء الجالية الإسلامية وقبل جفاف حبر الهجمة الشرسة المطولة على النقاب، يواجهون هجمة أخرى ويُجبرون على إدراك أن الإسلام سيستمر في التعرض لضغوطات شديدة وتمحيص عنيف في هذا المجتمع العلماني. ومع كل سياسة العنف والتطرف من قبل الحكومة تجاه الإسلام في اعتبارها للأفكار والشعائر والممارسات الإسلامية النابعة من أصل العقيدة “إرهابا” كما في وجهة نظر المسلم في تطبيق الشريعة واللواط وقضية فلسطين، فلا بد للمسلمين بعد هذا كله من الاستعداد لما ينتظرهم في المستقبل. والاستعداد لكيفية التصدي له:

1. التمسك بالإسلام دين الله الواحد الأحد:

إنه وعلى الرغم مما نواجهه من ضغوطات لإجبارنا على التخلي عن فكرة الفصل بين الجنسين أو النقاب أو أي شيء آخر من الأفكار الإسلامية التي يتقصدون مهاجمة الإسلام فيها، على الرغم من ذلك كله علينا أن نضع نصب أعيننا أنه طالما أن القرآن ثابت لم ولن يتغير، وأن السنة ثابتة لم ولن تتغير، فكذلك نحن وممارساتنا الإسلامية لم تتغير ويجب ألا تتغير. وإن أي فعل أو ممارسة شرعية نؤديها إنما نؤديها لله تعالى وحده لا شريك له، وهذا أمر لا يجب أن يغيب عن البال أبدا. قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. [الأنعام 162]

ورسول الله صلى الله عليه وسلم نصحنا نصيحة تنطبق على حالنا اليوم، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر» رواه الترمذي.

2. رفع الصوت عاليا تعبيرا عن رفض هذا الهجوم:

إننا بحاجة لرفع الصوت عاليا وإثارة النقاش حول قضية الفصل بين الجنسين هذه وكونها تكشف عن ازدواجية المعايير في النظام الليبرالي العلماني، الذي يهاجم تصرفا وممارسة هم أنفسهم يطبقونها في كل مبنى من مبانيهم – في جعل المراحيض العامة منفصلة لكل جنس على حِدة.

إنهم يتحدثون عن العلمانية بوصفها النظام الوحيد الذي يستوعب ويحتضن كل الأقليات والجماعات الدينية، مدعين بأن الحكم الديني لا يستطيع فعل ذلك. وفي المقابل نراهم يحاولون استئصال الممارسات والشعائر الدينية الأساسية بالقوة. إن التعددية التي يدعونها ما هي إلا كذبة إذا ما تعلق الأمر بشعائر المسلمين وممارساتهم الخاصة التي لا تأثير لها على المجتمع من حولهم والتي يتم ملاحقتها لإقصائها الواحدة تلو الأخرى.

وبذلك أثبتت العلمانية حقا بأنها غير قادرة على تلبية احتياجات الأقلية على اختلافها الذي قد يكون كبيرا مع الأغلبية السائدة المهيمنة. وقد ظهر هذا واضحا في القرن الماضي في تعامل ألمانيا مع الأقلية اليهودية. والسؤال المطروح الآن: ما الذي تغير فعليا منذ ذلك الوقت؟

3. إثارة النقاش حول قضية الفصل بين الجنسين في الإسلام، والغرض الحقيقي الذي يرمي إليه تطبيقها:

علينا أن نوضح أن انفصال الرجال عن النساء ما هو إلا حكم من أحكام النظام الاجتماعي الإسلامي الذي يهدف إلى تنظيم العلاقة بين الرجال والنساء، حتى لا تسيطر بل وتفسد النزعة والغريزة الجنسية العلاقات في المجتمع. إن هذه القواعد والأحكام تهدف إلى صرف التعامل بين الجنسين على أساس جنسي ووضعه موضعه الصحيح لتكون العلاقات بين الرجل والمرأة علاقات مثمرة نافعة في مجالات العمل والتعليم وغيرها من المجالات في المجتمع. وهذا في الواقع هو ما سيحرر المرأة ويمكنها من الانخراط والمشاركة بفاعلية فيه.

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شوهانا خان
الممثلة الإعلامية للنساء في حزب التحرير في بريطانيا