خبر وتعليق على ضباط الجيش المخلصين تجاهل كل الأوامر الصادرة عن الطاغية حسينة وجنرالاتها
الخبر:
في 22 من كانون الأول/ديسمبر 2013م، أرسلت لجنة انتخابات بنغلادش رسالة رسمية عبر البريد الإلكتروني إلى شعبة القوات المسلحة، تطلب من الجيش الانتشارَ في الشوارع؛ للحفاظ على “القانون” و”النظام العام” قبل وأثناء وبعد الانتخابات الوطنية المقرر عقدها في 5 من كانون الثاني/يناير 2014م. ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام، فقد بدأ فعلياً في 26 من كانون الأول/ديسمبر نشرُ أكثر من 43,660 جنديًّأ من القوات المسلحة في 59 مقاطعة؛ لمساعدة “الإدارة المدنية”. وفي الوقت نفسه تقريباً، في 24 من كانون الأول/ديسمبر دعا الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) الشيخةَ حسينة إلى إرسال قوات بنغالية إلى جنوب السودان ضمن بعثات “حفظ السلام”، وقد لبّت بنغلادش بالفعل دعوته هذه!
التعليق:
لقد أصبحت مسرحية الانتخابات البرلمانية الوطنية، المُقرر عقدها في 5 كانون الثاني/يناير 2014م، مسرحية هزلية ومأساوية في آن واحد؛ فهي هزلية لأنّ المرشحين للانتخابات هم من التحالف الحاكم فقط، و50% منهم منتخبون بالتزكية سلفاً! ومأساوية لأنّ الأمن والأمان في بنغلادش أصبح مفقوداً، ونشطاء المعارضة السياسيون والأبرياء يموتون كل يوم ضحية العنف السياسي.
وفي ظل هذه الأجواء يبدو أنّ قيادة الجيش منحازة للشيخة حسينة وخاضعة لأوامرها، فهي تعمل على تأمين الانتخابات مع علمها التام بأنّ هذه الانتخابات تطيل من عمر النظام، إضافة إلى استجابتها لدعوة بان كي مون بانضمام الجيش إلى “بعثة حفظ السلام” في غضون 48 ساعة فقط.
وبهذا فقد أوجد الجيش انطباعاً بأنّه مستعدٌ لتنفيذ جميع أوامر الولايات المتحدة، ولخدمة مصالحها، تحت غطاء الأمم المتحدة، ومثل هذا يدل على أنّ الجيش يسعى لأجل المال، وللمال فقط. ففي عام 2007م، عندما لمّحت الأمم المتحدة بأنّ جيش بنغلادش قد يفقد دوره في بعثات حفظ السلام للأمم المتحدة، لأنه استولى على السلطة ونصب حكومة من اختياره، بعد تلك الحادثة المعروفة باسم “1/11″، وجد عند الأمة فكرة أنّ قيادة الجيش متأهبة على الدوام لتنفيذ خطط الولايات المتحدة في بنغلادش.
فكيف يمكن للجيش أن يقف في صفَِّ مَنْ قتل ضباطه في مجزرة حرس الحدود؟! وكيف يمكنه أن يقف بجانب قاتل آبائهم، المسيء لأمهاتهم وأخواتهم؟! وكيف يمكنه أن يقف غير آبهٍ لهجمات حسينة ضد الإسلام والمسلمين، حيث تصدر الأوامر بقتل العلماء، وتمكّن للأجنبي من ثروات البلاد، وتعقد الصفقات المشبوهة التي تضر بالأمة مع الولايات المتحدة والهند؟! هل نسي الجيش أن بريطانيا قد احتلت البلاد بالطريقة نفسها، عندما وقف الجيش دون حراك أمام الغزو البريطاني، ولم يقاتل وقتها إلا القليل منهم؟ كيف يمكن أن يظل الضباط المخلصون ساكنين، والأمة تدعوهم لنصرة إقامة الخلافة، والوفاء بواجبهم الشرعيّ؟! أم أنهم يستجيبون فقط لمن يدفع لهم أكثر، متبعين الحكام العملاء وقادة الجيش، فلا ينتصرون لدينهم وشرفهم وكرامتهم؟! هكذا نتساءل، وهكذا يتساءل أهل بنغلادش.
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿… إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [سورة يوسف: 40].
ينبغي على ضباط الجيش المخلصين تجاهل كل الأوامر الصادرة عن الطاغية حسينة والجنرالات التابعين لها، وإطاعة الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، بنصرة إقامة دولة الخلافة التي تحكم بالإسلام، فطاعة الله هي السبيل الوحيد لإنقاذ الأمة من حكم حسينة/خالدة القمعي.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد حسن الريان
عضو في حزب التحرير في بنغلاديش