خبر وتعليق الأزهر ودوره في ظل أنظمة الجور
الخبر:
أعلن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إطلاق الأزهر خلال ثلاثة شهور قناة فضائية أزهرية عالمية باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية لمواجهة الفكر الإرهابي والمتشدد والتدميري، والتركيز على وسطية واعتدال المنهج الأزهري، وذلك في إطار رؤى الأزهر لمواجهة الإرهاب. [شبكة محيط]
التعليق:
في2011/10/31 عقد شيخ الأزهر مؤتمرا صحفيا بمقر مشيخة الأزهر لإعلان وثيقة “الربيع العربي” قال فيه “إن مواجهة أي احتجاج وطني سلمي بالقوة والعنف المسلح وإراقة دماء المواطنين المسالمين بمثابة نقض لميثاق الحكم بين الأمة وحكامها، ويسقط شرعية السلطة ويهدر حقها في الاستمرار بالتراضي، فإذا تمادت السلطة في «طغيانها» واستهانت بإراقة دماء المواطنين الأبرياء، حفاظاً على بقائها غير المشروع – على الرغم من إرادة الشعوب – أصبحت السلطة مدانة بجرائم تلوث صفحاتها، وأصبح من حق الشعوب المقهورة أن تعمل على عزل الحكام المتسلطين ومحاسبتهم”. واليوم يعمل شيخ الأزهر على الترويج لسلطة تمادت في طغيانها واستهانت بإراقة دماء الأبرياء، وها هو ينساق بل يقود حربا مزعومة على ما تسميه سلطة الانقلاب “الإرهاب”.
لقد شارك الأزهر في وضع دستور 2013، كما شارك من قبل في وضع دستور 2012 وادعى في الحالتين أنه ما كان ليسمح بأي مادة تنتهك الشريعة أو الهوية الإسلامية لمصر، وواقع الدستوريْن يدلان بشكل صارخ على مخالفتهما للشريعة الإسلامية وطمسهما للهوية الإسلامية، إلا ما ندر من مواد. والغريب أن الأزهر هذه الأيام يقود حملة من 15 ألف شاب وفتاة تركز على رفض التظاهر “الهدام” – كما يسميه – وتدعم خارطة الطريق. وكأن الأزهر قد رضي بما رضي به علمانيو مصر بل وباركه، وها هو يروج له، مما يعد استمرارا لدور الأزهر الذي رسمه له محمد علي مؤسس مصر العلمانية.
لقد كان حريًّا بالأزهر أن يقف في المكان الذي ينبغي لمثله أن يقف فيه، فيتبرأ من كل نظام يخالف النظام الذي ارتضاه رب العالمين لهذه الأمة وهو نظام الخلافة، نعم نظام الخلافة الذي أنكره في يوم من الأيام الشيخ علي عبد الرازق أحد علماء الأزهر فكان مصيره الطرد من زمرة العلماء. فما بال الأزهر اليوم يروج لدستور يكرس العلمانية في أبشع صورها، ويدعم أنظمة تحادّ الله ورسوله، سواء السابق منها أو اللاحق، وكيف يرضى أن يجعل السيادة للشعب فيكون له حق التشريع من دون الله تعالى؟!
نحن نعلم جيدا أن في الأزهر رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه، رجالاً لا يخافون في الله لومة لائم، يقولون كلمة الحق التي يريدها منهم رب العالمين، وهؤلاء هم الذين نعول عليهم في نبذ الديمقراطية العفنة التي أزكمت رائحة نتنها الأنوف، وفي العمل الجاد لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، التي يعود في ظلها للأزهر دوره الريادي في تعليم الإسلام؛ دين الحق الذي ارتضاها رب العالمين لكل البشرية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر