Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق مأساة المسلمات في ميانمار مستمرة، فمن لنصرتهن؟

 

الخبر:

أظهرت تقارير حديثة من وسائل الإعلام أن النساء الروهينجيات في ميانمار يجبرن على ممارسة الدعارة والرضوخ للعبودية الجنسية في القواعد العسكرية في جميع أنحاء البلاد. وتقول تلك التقارير أن قوات الأمن في ميانمار تختطف النساء والفتيات الروهنجيات وتجبرهن على العمل القسري والبغاء في القواعد العسكرية. ووفقا لما ذكرته وكالة أنباء “أراكان” تتعرض النساء للضرب والتخدير والاعتداء الجنسي من قبل رجال يرتدون زي الجيش في ميانمار. (المصدر وكالة أخبار المرأة).

 

 

التعليق:

تقرير آخر يدمي القلب ويعجز القلم عن التعليق، يضاف إلى سلسلة التقارير المفجعة للمأساة المستمرة التي يعيشها شعب الروهينجا المسلم. نساء مسلمات تهتك أعراضهن ويستباح شرفهن وتهدر كرامتهن من قبل البوذيين الوثنيين وقوات الجيش البورمية أمام سمع العالم فلا يجدن من يعير لهن ولمصابهن ونكبتهن المفجعة أي اعتبار. فيبادر من به حسٌّ بالسؤال أين المؤسسات الحقوقية والإسلامية؟ وأين الحكومات في البلاد الإسلامية؟ بل أين جيوش المسلمين حماة الأمة؟

إن هذا ليس سوى أحدث تقرير عن سلسلة الجرائم البشعة التي ترتكب في حق هذا الشعب المسلم والتي ما رمش جفن للمجتمع الدولي الذي تهيمن عليه العلمانية والرأسمالية ونظام الدولة الديمقراطية القومية إزاءها. إن النساء المسلمات المنكوبات في بورما لا تنتظرن تحركات فعلية من الهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، فهي لا تهب إلا لنجدة مصالح الدول الرأسمالية المتحكمة فيها ومشاريعها الاستعمارية. فقد اكتفت الأمم المتحدة بتوجيه الاتهام للحكومة البورمية بأنها تغض الطرف عن العنف ضد نساء الروهينجا. وبالدعوة، كعادتها عندما يتعلق الأمر بمجازر ترتكب في حق المسلمين، إلى إجراء تحقيق مستقل عن قيام قوات الأمن بالاستهداف الممنهج لشعب الروهينجا. وكأن جرائم هذه الدولة الوحشية خافية عليها، بالرغم من أن المنظمة نفسها قد وصفت المسلمين الروهينجا في ميانمار بأنها واحدة من أكثر المجتمعات المتعرضة للاضطهاد في العالم. ثم، أليست هذه المنظمة هي نفسها التي تهرول الآن إلى دولة جنوب السودان وتهدد بأنها قد تلجأ لاستخدام القوة لحماية المدنيين؟ فلماذا لا تتخذ الإجراء نفسه تجاه ميانمار؟

أما منظمة التعاون الإسلامي فإن أقصى ما استطاعت فعله هو عرض القضية أمام المجتمع الدولي في الأمم المتحدة. يا للعار، وما أخونها من منظمة لا تجيد سوى رمي قضايا أمتها إلى من يدعم ذلك النظام الدكتاتوري الوحشي!. وأما أنظمة الحكم في بلاد المسلمين فإن بعضها لم تكتف بالصمت والمراقبة وكأن الأمر لا يعنيها، بل ذهبت حكومة بنغلادش، البلد المسلم الوحيد الذي يجاور أراكان، فمنعت المسلمين من الدخول لأراضيها. فسبحان الله، أين الإسلام في هذه الحكومة العميلة بل أين الإنسانية فيها. أين المروءة والشهامة والنخوة المزعومة في حكام بلاد المسلمين. وهنا طبعا لا أقصد أولئك الحكام الفاسدين الجبناء، الذين وصفوا أنفسهم بأنهم نعاج، بل هم أضل، فهؤلاء الأموات أبعد من أن يكترثوا بأمر أمتهم. فهم لا ينشغلون إلا بإقامة مهرجانات الفسق والاحتفاء بأعياد الكفار. بل إنني أقصد أولئك الذين يخدعون الأمة ببطولاتهم الزائفة وتصريحاتهم المزلزلة. حيث توعد أحدهم قبل عام ونصف العام بأنه إذا لم تتوقف بورما عن إهانة المسلمين فإن رده سوف يكون قاسيا وعنيفا. فهل توقفت بورما عن إهانة المسلمين حتى يبطل مفعول تهديده وتصريحاته تلك!. بل هو خداع ولعب بمشاعر المسلمين. وكلنا نذكر قول الزعيم ذاته الذي وقف أمام الناس في بداية الأزمة السورية وصرخ قائلا: لن نسمح للنظام السوري بتكرار مجزرة حماة التي حدثت عام 82!! فأين هو اليوم بعد مقتل عشرات الآلاف من السوريين ولجوء أكثر من 3 ملايين شخص إلى دول الجوار بما فيها دولته، ونزوح ملايين الأشخاص داخليا؟ لم نر منه أنه حرّك جنديا واحدا لنصرة جيرانه في سوريا التي هي على مرمى حجر منه فكيف به أن يتحرك للمسلمين في بورما!!

إن النساء المسلمات في ميانمار وسوريا لا تردن بيانات رفض وشجب من حكام خونة ومنظمات وأنظمة عميلة للغرب والكفار، لا تجيد غير التهديد والتنديد والوعيد. وإنما تردن الإنقاذ بالقول والفعل. فمن لهن إن لم تتحرك جيوش المسلمين لإنقاذهن؟. من لهن إن نحن اكتفينا بجمع التبرعات والدعاء لهن وحثهن على الصبر ولم نرفض القومية التي مزقت الأمة وأفقدت المسلمين إنسانيتهم ومنعتهم عن نصرة إخوانهم؟. من لهن إن لم نعمل اليوم مع المخلصين من أبناء هذه الأمة لإقامة الخلافة التي سوف تلغي الحدود وتوحد كافة أراضي المسلمين، وتعبئ الجنود لنصرة نساء الأمة فتعيد فيها سيرة المعتصم وبطولات خالد وصلاح الدين وقطز ومحمد القاسم. فوحدها الخلافة القادرة على أن تنقذ وتحمي النساء في جميع أنحاء العالم الإسلامي من الظلم والإهانة وتوفر لهن حياة كريمة.

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم أم المعتصم