خبر وتعليق الأحزاب التركية تقف حارسة على البوابة الأمريكية
الخبر:
قام زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليشتار أوغلو بزيارة إلى الولايات المتحدة بتاريخ 2013/11/30 استغرقت أربعة أيام. وقال فاروق لوغ أوغلو نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، بشأن زيارته إلى الولايات المتحدة “إن هدفنا الرئيسي من زيارتنا هو المشاركة مع الأمريكيين لتوقعات حزب الشعب الجمهوري بشأن السلطة في الانتخابات العامة المقبلة، ووجهات نظره، ورؤاه، وجدوله السياسي المحلي، وما الذي يفكر به في سياق السياسة الخارجية والاقتصاد، وما الذي بإمكانه تحقيقه”.[المصدر: صحيفة حريات]
التعليق:
ذهب حزب المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري إلى الولايات المتحدة قبل 37 عاماً، تم ذلك في الوقت الذي كان رئيس حزب الشعب الجمهوري هو بولنت أجاويد. وبعد 37 سنة وبتدخل من سفير الولايات المتحدة في تركيا ريكوردون، قام الرئيس كليشتار أوغلو بزيارة إلى الولايات المتحدة.
إننا نرى أن الرؤساء أو مرشحي الرئاسة في تركيا أو البلدان الإسلامية الأخرى لا يتصورون أن يصلوا إلى السلطة إلا عن طريق المرور عبر المحيط إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأنهم لن يصلوا إلى الحكم إلا في حال إرضائها، مما يؤدي إلى ركوعهم في سبيل إظهار إخلاصهم لها وأن أفكارهم هي ذاتها أفكارها في السياسة الداخلية والخارجية.
وإن التصور المقدم للأحزاب التركية بشأن نقطة الوصول إلى السلطة هو “ينبغي عليك إقناع الولايات المتحدة أولا، وإذا استطعت إقناعها ستنجح وتصل إلى السلطة”. إنه لمن المعلوم أنه في عام 2000 بعد تأسيس حزب العدالة والتنمية، أن أردوغان الذي قيل أنه لن يتمكن حتى من الوصول إلى وظيفة مختار، قام بجولة إلى الولايات المتحدة والغرب دون أن تكون له صفة رسمية، ثم قام بالزيارات بعد ذلك بصفته رئيس الوزراء مع عبد الله جول إلى الولايات المتحدة، والمفاوضات والوعود التي قدمها. إلا أن السلطة الحالية، في كل مرة تلتقي فيها مع الولايات المتحدة تدلي بتصريحات تفيد “أن أفكارهم تنطبق مع أفكار الولايات المتحدة وأنهم يحملون وجهات نظر متطابقة”.
أما فيما يتعلق بزيارة حزب الشعب الجمهوري إلى الولايات المتحدة:
فإنه خلال الزيارة قام بلقاءات مكثفة مع أشخاص عديدين من حكام الولايات المتحدة، وأعضاء الكونغرس، ومؤسسات الفكر، ومؤسسات القيام بأعمال اللوبي، والصحافة والإعلام. خصوصا أن كليشتار أوغلو أراد توجيه قوله في الخطاب الذي ألقاه في معهد بروكينغز؛ “لو أننا كنا نحن في السلطة، لما عشنا ما حصل لسفينة مافي مرمرة” إلى اللوبي اليهودي وسياسة حزب العدالة والتنمية تجاه كيان يهود.
وإن كليشتار أوغلو في خطابه الذي تطرق فيه إلى الاتحاد الأوروبي والديمقراطية، قال “إننا نحاول التغرب منذ 200 سنة. ونريد الحصول على دور فعال في الهياكل الأكثر سلطة، ونريد الحصول على دور فعال في العالم المعاصر، ضمن مجتمع مدني أكثر”.
أما بشأن المشاكل في العلاقات مع كيان يهود؛ فقد صرح “أن البلدين تتمتعان بتاريخ قديم، وأنهما دائماً تسيران على توازن دقيق في العلاقات”، كما قال أيضا “أنه ينبغي الاستمرار في السلام دون الإخلال بهذا التوازن”. وقال “ليت حادثة مافي مرمرة لم تحصل أبدا، لكنها حصلت”.
إن كلا من حزب السلطة في تركيا، وحزب المعارضة يصور إقامته للعلاقات مع الولايات المتحدة، على أنه مصدر افتخار لتطبيق الأنظمة الغربية السامة. لذلك ينبغي على الشعب التركي رؤية هذا الوضع الذي يعيشه هؤلاء المسؤولون وأن يظهروا رد فعلهم على أوضاع كهذه حتى لو كان ذلك بالصمت. وإن عدم محاسبة الرؤساء على سعيهم للحصول على العزة والشرف بالتقرب من الغرب لهو أمر يغضب الله تعالى. وإن هؤلاء الرويبضات الذين يحرصون على الالتزام والوفاء لدول الغرب، يتنافسون بحدة مع بعضهم لإرضاء الكفار. إن الشعب التركي يمتلك القدرة على تغيير هذا الوسط السياسي ذي النظام العفن والحكام الفاسدين. وإن المجتمع يضطر إلى الاختيار بين السيئ والأسوأ، وبين العلمانية والعلمانية الأخرى. حتى إن الحكام لم يعودوا يترددون عن الإفادة الصريحة عن جوانب عمالتهم. ولا ينبغي نسيان أن الشخص يحشر يوم القيامة مع من يتبعه، ومن يسير وراءه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ، قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان يلديز