خبر وتعليق الاقتتال بين الثوار في شمال سوريا
الخبر:
ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان “أن 45 مقاتلاً معارضاً على الأقل، ينتمون إلى ألوية مختلفة، قتلوا بين مساء الأربعاء وصباح الخميس (8-2014/1/9) بينما كانوا يحاولون فك الطوق المفروض على الأحياء المحاصرة في حمص وسط سورية منذ أكثر من عام”.
التعليق:
يتزامن هذا الخبر مع ما نقلته الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 336 قتيلا هي حصيلة الاشتباكات بين فصائل المعارضة المسلحة وتنظيم دولة الإسلام في العراق والشام خلال الأيام السبعة الماضية في الشمال السوري.
تكشف هذه الأخبار عن التناقض في الثورة في سوريا: فبدلا من رص الجهود والصفوف لإنهاء النظام الأمريكي الحاكم في دمشق، الذي يسوم أهلنا في الشام صنوف العذاب والقتل والدمار بما يفوق الوصف، نجد أن قيادات الفصائل الثورية في الشمال لا تمتلك أيا من حس المسؤولية، وإنما تستسهل استباحة دماء المسلمين فلا ترعوي عن الانخراط في اقتتال داخلي تحت زعم طهر الثورة وضرورة تنقيتها من “الأشرار”… لا بل حتى وصل هذا الاقتتال إلى الرستن وهي المحاصرة من قوات طاغية الشام. بينما لو اجتمعت هذه القوى على تقوى الله ووحدت جهودها لتمكنت من إنقاذ أهل حمص من الحصار الخانق الذي تعيشه منذ عام ونصف.
إننا نخاطب هؤلاء المتقاتلين في الشمال فننصح لهم مذكرين بحرمة دماء المسلمين وأعراضهم، ومن ذلك حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنّا». [رواه البخاري]. فلا بد من الإجماع على عصمة دماء المسلمين وحرمتها، وفي الحديث عن ابن عباس قال: «نظر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى الكعبة فقال: ما أعظمَكِ، وأعظمَ حرمَتَكِ! وللمؤمنُ أعظمُ حرمةً عند اللهِ منكِ، إن اللهَ حرّم منكِ واحدةَّ، وحرّمَ مِنَ المؤمنِ ثلاثاً: دمَه، ومالَه، وأن يُظَنَّ به ظنُّ السُّوء».
كما نحذرهم من خطورة الارتهان للأوامر الخارجية التي تمكر بثورة الشام فتعمل على إشعال شرارة الاقتتال الداخلي بين صفوف الثوار، تحت مزاعم شتى (وكلٌّ يدّعي وَصْلاً بليلى). وهم يعلمون أن دول الكفر وعلى رأسها أمريكا تعمل على فرض حلها السياسي الدموي في مؤامرة جنيف2 فكيف يرضون أن يكونوا أداة تنفيذ لها، أدركوا ذلك أم لم يدركوه؟
ونختم بمخاطبة المسلمين خارج سوريا إنكم لآثمون حين يكتفي بعضكم بالشعور بالعجز عن نصرة أهله وإخوانه في سوريا، وينشغل بعضكم بتفاهات الدنيا ولهوها وعبثها، وإنه لعار عليكم عظيم أن تسكتوا عن حمام الدماء الذي يشارك فيه حكامكم، فأبرئوا ذمتكم بخلعهم ومبايعة الخليفة ليطهر الشام من عصابة أمريكا ورجسها.
قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان بخاش / مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير