Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق نساء وأطفال المسلمين في سوريا يموتون جوعاً والأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين منشغلة باحتفالات الكفر وعقد التحالفات ضد الثورة الإسلامية السورية


الخبر:

قامت العديد من وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة بتسليط الأضواء من جديد على المأساة المتفاقمة التي يعيشها المسلمون في مخيم اليرموك للّاجئين الفلسطينيين بضواحي دمشق، المحاصر من قبل قوات النظام السوري دون شفقة أو رحمة منذ ما يزيد على ستة أشهر، مانعةً وصول أي غذاء أو دواء أو وقود إلى السكان فيه. فكان من نتائج هذا الحصار انتشار سوء التغذية الشديد، بل والموت جوعاً، بين سكان المخيم، ما أدى إلى وفيات كثيرة من بينها نساء وأطفال. وقد وصف أحد الصحفيين الوضع الحالي داخل المخيم بأنه يشبه “غيتو في أيام الحرب العالمية الثانية”، ما جعل الرجال والنساء والأطفال المسلمين في المخيم، الذين يقارب عددهم 20 ألفاً، يواجهون الآن خطر الموت البطيء بسبب الجوع. كما تواجه أيضا مناطق أخرى في البلاد المأساة ذاتها، من بينها معضمية الشام التي ما زالت تخضع لحصار من قبل قوات النظام منذ عام أو يزيد، والذي أسفر عن موت الكثير من الأطفال بسبب الجوع، حتى إنها باتت تسمى “بلدة المتضرعين جوعاً”. تقوم النساء والأطفال فيها بتفتيش أكوام النفايات بدقة باحثين عن فتات طعام يقيم أودهم ذلك اليوم، ومع ذلك لا يجدون ما يشبعهم. وقد نشرت منظمة العفو الدولية مؤخراً تقريراً من عين المكان على لسان أحد سكان البلدة قال فيه: “لقد تعلّم أطفال المعضمية التمييز بين نكهات أوراق الأشجار المختلفة – مُرّة أم حلوةً أم حامضة – تماماً كما يميز الأطفال في أماكن أخرى من العالم بين نكهة البيتزا ونكهة شرائح اللحم المطبوخة مع المرق ويميزون بين مذاق الشوكولا والبسكويت الهشّ.” وتملأ صور الأطفال الرضع ذوي الأجساد النحيلة مواقع التواصل “الاجتماعي”. كما يصف النشطاء في البلدة مشاهداتهم لأطفال يبكون قبيل وفاتهم طالبين من أمهاتهم شيئاً من الطعام، فلا تملك لهم الأمهات سوى النظر إليهم نظرة مَنْ لا حيلة له. وما ذلك سوى إبادة جماعية تتكرر في كل حين لتضاف إلى ال130000 مسلم قضوا في هذه الحرب الوحشية.


التعليق:

بالرغم من استخدام نظام الأسد العديم الإنسانية التجويعَ كسلاح حرب ضد الآلاف من النساء والأطفال المسلمين الأبرياء، انشغل الحكام العملاء والحكومات الدنيئة في العالم الإسلامي بالمشاركة في احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة وتبذير ملايين الدولارات عليها، بدلاً من حشد وتمويل الجيوش لتحرير المسلمين في سوريا من محنتهم المرعبة. فقد أحرقت دبي ما يصل إلى 6 ملايين دولار من أموال الأمة في عرض للألعاب النارية بمناسبة رأس السنة؛ وقامت أبو ظبي بدورها بعرض شجرة عيد ميلاد مرصعة بالجواهر بلغت تكلفتها 11 مليون دولار؛ كما أفادت تقارير أنه تم دفع مبلغ 1.5 مليون دولار لمغنية غربية لإحياء حفلة خاصة عشية رأس السنة لابن سلطان البروناي. وعلاوة على ذلك، قرر مندوبون من الجامعة العربية وتركيا والمملكة العربية السعودية وعُمان والأردن وقطر وإندونيسيا والإمارات العربية المتحدة والعراق حضور مؤتمر جنيف2 في 22 كانون الثاني/يناير الذي يسعى لإبرام اتفاق بين ديكتاتور سوريا المجرم والمعارضة. وسوف يشمل هذا الاتفاق تشكيل حكومة انتقالية ستؤدي، بلا أدنى شك، إلى تنصيب حاكم ونظام عميل على شاكلة كرزاي والمالكي، سيقوم بتطبيق نظام غربي علماني وخدمة المصالح الأنانية لأسياده الغربيين على حساب الشعب. وبناءً عليه، فإن الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي شريكة في الجريمة في حلف من المتآمرين يسعون لسرقة وحرف ثورة المسلمين المخلصة في سوريا عن مسارها الحقيقي والصحيح، المسلمين الذين دفعوا تكلفة باهظة وضحّوا بدمائهم ودماء عائلاتهم الزكية من أجل استبدال نظام حماية تحت ظل حكم الإسلام ونظام الخلافة بنظام علماني ديكتاتوري. إن خيانة حكام العالم الإسلامي قد فاقت بلا شك كل جريمة وتجاوزت كل الحدود! فهم لا يملكون ذرةً من حياء أو مسحةً من إنسانية. ولقد حان الوقت للإلقاء بهم في هاوية سحيقة وإحلال حاكم مخلص مكانهم يتجسّد فيه الإسلام الحق ويكون درعاً واقية للمضطهدين.

أيتها الأخوات العزيزات في سوريا،

يا من ألهمتُنَّنا بشجاعتكن وصبركن ورسوخ إيمانكن! إن مأساتكن المهولة تمزّق أفئدتنا. وقد أقضّ الألم الذي نشعر به جرّاء معاناتكن التي تفوق كل احتمال مضاجعنا. كما يلفُّنا شعور عميق بالخوف من حساب عسير من ربّنا إن كنا قد غفلنا عن مسؤوليتنا الكبيرة في استنقاذكن مما تلاقينه من اضطهاد. إننا نقول لكن إن إخوانكن وأخواتكن في حزب التحرير يعملون دون كلل أو ملل، واصلين الليل بالنهار، لإقامة دولة الخلافة على عجل، فهي الدرع الواقي والحارس اليقظ للمسلمين، وهي التي ستجلب مضطهديكن راكعين أذلاء وتضع حداً للكابوس الذي تعِشن فيه. فيا أخواتنا العزيزات، ابقين مخلصات لله مستمسكاتٍ بثورتكن من أجل الإسلام، وارفضن جنيف2 وأية حلول يبتدعها الكفار لمستقبل الشام ويسعون من خلالها لوأد وتحطيم تطلعاتكن الإسلامية في أرضكن. ولْتعلمْنَ أن كفاحكن من أجل إقامة الخلافة قد ألهم أمّتكن والعالم، وأن النصر الذي تصبو إليه أعينكن قد لاح بإذن الله سبحانه وتعالى.

ويا أبناء جيوش المسلمين المخلصين!

كيف لكم أن تتحملوا رؤية هذه الإبادة الجماعية لإخوانكم وأخواتكم وتبقوا صامتين؟ وبماذا ستجيبون ربكم عندما يسألكم عن غفلتكم عن حماية أرواحهم؟ فهيا انهضوا الآن للقيام بواجبكم الشرعي باجتثاث هذا النظام الديكتاتوري وحماية أمتكم! هيا اقطعوا ما تبقّى من حبال الولاء لقياداتكم الجبانة التي تخلّت عن المسلمين وعن دينكم، التي صفّدتكم وأخلدتكم إلى الأرض في وقت يتواصل فيه النزف من دماء إخوانكم وأخواتكم، بل وتآمرت مع الحكومات الغربية لسحق الانتفاضة الإسلامية في سوريا. هيا انصروا دينكم بإعطاء النُصرة لحزب التحرير في الحال من أجل إقامة دولة الخلافة، التي ستجيّشكم دون تردد أو تأخير لتقوموا بحماية دم أبناء أمتكم وتحرروها من حكامها الظلمة.

«‏إِنَّمَا الْإِمَامُ ‏‏جُنَّةٌ ‏ ‏يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ»




كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتورة نسرين نواز
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير