خبر وتعليق إن الله كتب الإحسان، إحساناً ثابتاً بثبوت قيم الإسلام العظيم لا تتقاذفه حرارة الأجواء السياسية فيتأذى الأطفال والنساء
الخبر:
في برنامج مؤتمر إذاعي بالإذاعة السودانية يوم الجمعة 10 كانون الثاني/يناير 2014م أكد سليمان عبد الرحمن المفوض العام للعون الإنساني أنه لن يتم استضافة اللاجئين الفارين من القتال بجنوب السودان في معسكرات لجوء، بل سيتم التعامل معهم كإخوة وليسوا لاجئين، وأكد أن ذلك إنفاذ لتوجيهات الرئيس عمر البشير بصفة استثنائية نسبة للوضع الاستثنائي الذي يعيشه جنوب السودان؛ (الذي كان جزءاً من السودان الواحد) وأكد استقبال منطقة الليري بجنوب كردفان لعدد 168 معظمهم من النساء والأطفال.
التعليق:
لا أحد يستطيع إنكار الأواصر والصلات القوية التي تربط أهل الجنوب بأهل الشمال فقد عاشوا سويا رغم ما بذره الاستعمار من الشقاق بينهم بسياساته اللعينة وأكمله نظام الإنقاذ بفصله للجنوب في 2011م، وبعد ذلك أصبح أهل الجنوب في الشمال أغراباً، وكذا أهل الشمال بالجنوب أغراباً، بل أصبح النساء والأطفال أوراق ضغط بين الطرفين لتحقيق مكاسب في مفاوضات أديس أبابا. وقد وثقت صحيفة الانتباهة ترحيل 140 أسرة في يوم واحد في 2012، أما ما حدث في معسكر كوستي للعالقين الجنوبيين فينم عن أنهم وقعوا بين مطرقة حكومتهم التي تماطل في استلامهم وسندان حكومة الخرطوم التي لا ترغب في وجودهم.
كل ذلك لم يكن ليحدث لولا سياسة اللعبة القذرة التي مورست من قبل حكومة البلدين لعدم استنادهما على أساس مبدئي عادل بل أصبح كل يكيد للآخر، والأسر وبخاصة النساء والأطفال هم الضحية؛ تتقاذفهم حرارة الأجواء السياسية.
أما دموع التماسيح على وحدة السودان فهي مفضوحة فكيف تتباكى الحكومة على وحدة هي من نسجت مؤامرة تمزيقها وتغريب أهلها عن بعضهم البعض بساستها وسياستها الرعناء، واتفاقية الشؤم نيفاشا التي أسست لفصل الجنوب والتي وقعتها حكومة الإنقاذ طائعة لتدق آخر مسمار في نعش الوحدة التي مزقت من قبل بالرأي العام الفاسد الذي سنت له أقلام واستحدثت له منابر وصحف غذت العنصرية والجهوية البغيضة لتؤسس للانفصال وتغريب أهل البلد الواحد عن بعضهم البعض.
إن إحسان التعامل مع الناس هو من قيم الإسلام قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾، وقال صلى الله علية وسلم: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء» ولكن إحسانا ثابتا بثبوت قيم الإسلام العظيم.
إن دولة الخلافة بتعاملها المبني على أساس الإسلام العادل ستجعل رعايا الدول الأخرى يفرون إليها ليعيشوا في كنفها ويستظلوا بأمنها وأمانها كما كانت في الماضي يحتمي بها الملوك، كما حدث لملك السويد كارل الثاني عشر، المعروف أيضًا باسم “شارل الثاني عشر” الذي لجأ إلى الدولة العثمانية بعد هزيمته على يد الروس في سنة 1709 وعاش فيها آمنا مكرماً.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أواب غادة عبد الجبار