Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق ما يسمى بمجموعة أصدقاء سوريا تدعو الائتلاف لجنيف2

الخبر:

نقلت وكالات الأنباء خبر دعوة «مجموعة أصدقاء سوريا» في اجتماع لوزراء خارجيتها عقد في باريس الاثنين الفائت الائتلاف الوطني السوري المعارض لحضور مؤتمر «جنيف – 2» الذي سيعقد قرب جنيف في 22 يناير الجاري. وقالت المجموعة التي تضم 11 دولة عربية وغربية في بيان لها: «ندعو الائتلاف الوطني للرد بالإيجاب على الدعوة لتشكيل وفد للمعارضة السورية والتي أرسلها الأمين العام للأمم المتحدة» للمشاركة في المؤتمر. وتابع البيان: “ندعوهم لتشكيل وفد لقوى المعارضة بأسرع ما يمكن للمشاركة في العملية السياسية”. ومن جهته اعتبر وزير الخارجية الفرنسي أن “من المهم أن ينعقد جنيف – 2 وليس ثمة حل آخر للمأساة السورية سوى الحل السياسي”.

 

التعليق:

لا يملك أعداء سوريا الذين يُعرّفون أنفسهم بأصدقاء سوريا، لا يملكون سوى دعوة المعارضين والثوار من التابعين لهم إلى المشاركة في مؤتمر جنيف2، ويُصرون في دعوتهم على أن يكون الحل للصراع في سوريا سياسياً، وهو ما يعني قطعاً إشراك نظام الطاغية بشار بالحل، وإن كان بعضهم يسعى إلى إبعاد بشار كشخص عن الحكم وليس إبعاد نظامه.

ومع إدراك هذه الحقيقة من قبل معظم أعضاء الائتلاف، إلا أن الغريب أنّهم ما زالوا يُراهنون على نجاح المؤتمر، وما زالوا يُصرون على المشاركة فيه، ويغضون النظر عن هذه الحقيقة الساطعة المناقضة لإرادة الثورة ولحقائق التغيير.

إنّه وإن كانت مشاركة هؤلاء في المؤتمر لا تُقدم ولا تؤخر ولا تُغير شيئاً على الأرض، إلا أنّها تكشف بوضوح عن حقيقة التبعية المطلقة لهؤلاء المشاركين في المؤتمر لأمريكا ولأعداء الأمّة ولأعداء الثورة، وأنّهم مجرد عملاء صغار، أو قُلْ أدوات طيّعة تُحركها أمريكا كيفما تشاء.

لكن الغريب في دعوة أعداء سوريا (الأصدقاء) أنّها تأتي في ظل رفض عارم لها من قبل جميع الثوار على الأرض بكافة مشاربهم وتوجهاتهم، فلا يوجد من يستمع إلى هذه الدعوات السقيمة المكررة المملولة، وإن وجد من يقبل بها في قرارة نفسه المريضة فإنّه لا يجرؤ على البوح بقبوله هذا في داخل سوريا، ولا يقبل بها إلا من احتمى بالأجنبي، وخرج من ربقة الثورة ولفظته مجاميعها.

إنّ تمسك المجتمع الدولي بمؤتمر جنيف 2 وإصراره على الحل السياسي مع نظام بشار لا يدل إلا على شيء واحد فقط، ألا وهو إفلاس هذا المجتمع، وفقدانه للتأثير على مجريات الأمور في سوريا، واتخاذه من هذه الدعوات مجرد ذريعة لاستمرار مسلسل الذبح والتقتيل والتجويع الذي يمارسه نظام بشار ضد المدنيين بغطاء دولي، على أمل أن يستسلم الناس للطاغية، وأن يخسر الثوار حاضنتهم، وأن ينجح النظام في الاستمرار بالبقاء إلى أمد أبعد، ريثما يوجد البديل المخلص الموالي لأعداء الأمة.

ولكن هيهات هيهات، فقد انتهى ذلك الزمن الذي تخضع فيه الثورة في سوريا لإرادة القوى الخارجية، فهي قد شبّت عن الطوق، ولا توجد قوة في الأرض بعد اليوم تستطيع ترويضها أو التحايل عليها، وسيتمخض عنها في النهاية إن شاء الله كيان إسلامي ذاتي الإسناد، لا تملك أمريكا ولا غيرها من قوى الغرب أو الشرق عليه أي تأثير، وسيشق هذا الكيان طريقه سريعاً ليتحول إلى قوة إسلامية دولية كبرى.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو حمزة الخطواني