Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق توقيفُ رجل أمن مسلم أفشَى السلام على زملائه بفرنسا

الخبر:

ذكرت صحيفة هسبريس المغربية على صفحتها الإلكترونية يوم 2014/1/15م الخبر التالي: “في خطوةٍ تبعثُ على الاستغراب، جرَى توقيفُ رجلِ أمنٍ منْ عمله، في مطار “نيسْ كودْ دازِيرْ” في فرنسَا، فقطْ لأنَّه أفشَى السلام على زملائه باللغة العربيَّة،…”.

وذكرت أن الرجل الموقوف عن عمله هو أب لأسرة، “كانَ يعملُ بمطار “نيس كو دازور”، أوقفَ بدعوَى أنَّه أثار الانتباهَ إليه بصورةٍ غير ملائمةٍ” و”فِي الثانِي عشر منْ ديسمبر الماضِي، قررَ رئيس المحكمَة الإداريَّة بنِيس إيقاف القرار، وهُو ما أعطَى انطباعًا للمشتكِي بأنَّ الأمُور قدْ بلغتْ متمَّهَا”.

“بيدَ أنَّ الولاية عادَت مرَّة أخرى، إلى الخوضِ في حادثة “إفشَاء السلام”، وأصدرَت قرارًا جديدًا في السابع عشر من ديسمبر الماضِي، تلومُ فيه رجلَ الأمن على تحيَّة زملائِه بالعربيَّة، والأنكَى من ذلك، أنَّها ذهبَت إلى حدِّ اعتبار التصرف من باب الراديكاليَّة الدينيَّة”، وفقَ ما نقلتهُ مصادر إعلامية”.

 

التعليق:

حين لم تجد فرنسا الحاقدة على الإسلام وأهله فيما ألزمَتْ به نفسها من نظام في معالجة مشاكل مواطنيها خرْقًا في القانون كي تفصل الرجل المسلم عن عمله، أبطلتْ ونقضتْ حكم قاضيها الشرعي، وجهرت بحقدها الدفين على كل ما هو إسلامي وأصرت على إعادة معاقبة مُفشي السلام بين زملائه المسلمين. بل وذهبت إلى أكثر من ذلك في العقوبة لتتهمه بالراديكاليَّة الدينيَّة.

والسؤال الذي يسأله أي إنسان سوي بعد هذه الواقعة:

1- هل إلقاء التحية يُسبب خرقا للقانون كي يعاقب المرء عليه؟

2- وماذا لو ألقى يهودي أو نصراني أو انحنى ياباني ليُحي فرنسيا في فرنسا بتحيته، هل سيُعاقبه القانون الفرنسي على ذلك؟

3- وهل إلقاء السلام من المسلم على أخيه في فرنسا يصبح ضمن قانون الدولة راديكاليا يعاقب عليه؟

والجواب:

• لا يوجد قانون في الدنيا يجرّم التحية، بل إن العرف السائد لدى الناس أنّ إلقاء التحية يجلب الاحترام للملقي وللمُلقى عليه، ويوصف الممتنع به بسيئ الخلق وقليل الحياء، ولكن البارز من تصرف مدعي عام فرنسا في هذه القضية هو في خشيته من الإسلام لا من التحية.

• إنه لغريب ومستهجن من الناس فيما لو ألقى يهودي أو نصراني أو بوذي على أخيه في العقيدة تحية مخالفة لما تعاهدوا عليه بينهم. وإنه لم يحصل في تاريخ فرنسا فيما علمتُ أن أسندت مخالفة قانونية في هذا الأمر رغم كثرة الأجناس والأعراق والديانات التي ينتسب إليها حاملو الجنسية الفرنسة، ولكن لأن التحية الملقاة أفشاها مسلم، فإذن قوانين دولة الحرية والعدالة والأخوة قابلة للخرق والنقض والحرف والإنشاء.

• ورد على موقع موسوعة ويكيبيديا: “الراديكالية (الجذرية) أو الأصولية هي تعريب للكلمة الإنجليزية (بالإنجليزية: Radicalism) وأصلها كلمة “Radical” ينبع من الكلمة اللاتينية Radis وتقابلها باللغة العربية حسب المعني الحرفي للكلمة “أصل” أو “جذر”، ويقصد بها عموما التوجه الصلب والمتطرف والهادف للتغيير الجذري للواقع السياسي أو التكلم وفقا له، ويصفها قاموس لاروس الكبير بأنها “كل مذهب متصلب في موضوع المعتقد السياسي”.”
إن إلقاء السلام من المسلم على أخيه المسلم ليس به ما يشير إلى الراديكالية في تعريفها وهو ما يبطل التهمة المدرجة لرجل الأمن المسلم. ولكن علم فرنسا اليقيني ومعرفتها التاريخية واطلاعها الحقيقي على مبدئية الإسلام في أنه دين تنبثق عنه شريعة تعالج جميع مشاكل الحياة، وأنّ فيه الجدارة في أن يصبح حقيقة ماثلة دولة قوية جامعة مانعة لكل الدول المترامية الأطراف من إندونيسيا في أقصى الشرق إلى أقصى الغرب المغرب الأقصى، وأن هذه الدولة عند قيامها ستقطع شرايين نهبهم وظلمهم في طول البلاد وعرضها، بل ستعمل على استرجاع الحقوق وحمل رسالة الإسلام العظيم إلى شعوبهم المقهورة من ويلات النظام الرأسمالي الفاسد. فهي إذن تقوم بحربها الاستباقية غير المعلنة على الإسلام كي لا يتمكن المسلمون من إيجاد الكيان الفعلي للتغيير الجذري للواقع السياسي الحالي. وإن ادعاءها بطرد الأخ المسلم من عمله هو ادعاء باطل جاء بحجة واهية وفرية مختلقة.

ولكن هل أعمال فرنسا هذه وصدّها للمسلمين عن دينهم، ومحاولة وضع العراقيل لإرباكهم والتشويش عليهم كي لا يعوا على حقيقة إسلامهم، واستعمالها التهديد والوعيد كي تخوفهم منه وتصرفهم عنه، هل كل هذه الأعمال ستوقف توجه المسلمين القوي نحو التغيير الصحيح، خاصة بعدما اكتووا بفساد كل الأنظمة الوضعية المطبقة عليهم في بلدانهم الأصلية وذاقوا منهم الويلات وعاشوا الشقاء وضنك العيش في ظل حكمهم؟ الجواب في قول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال: 36].

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو أحمد
مندوب المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير في أوروبا