Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق التخوف الأوروبي من الجهاديين


الخبر:

ورد على قناة فرانس24 بتاريخ 19 كانون الثاني/يناير 2014 أن وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس أكد أن أكثر من عشرة فرنسيين قصّر توجهوا إلى سوريا من أجل المشاركة في القتال في صفوف الجماعات المسلحة ضد النظام السوري، وأن 250 فرنسيا يقاتلون في سوريا، وأضاف أن 21 فرنسيا قتلوا خلال المعارك بين القوات السورية والجهاديين منذ بداية الأزمة.

وقد حذر الوزير مطلع كانون الأول/ديسمبر الماضي مع نظيرته البلجيكية جويل ميلكيه من قيام منظمات قريبة من تنظيم القاعدة في سوريا بتجنيد الشباب الأوروبي مقدرا عددهم بما بين 1500 و2000 شابا.

وقال: إن الظاهرة التي تطال عدة بلدان أوروبية تشكل “خطرا كامنا” على دول الاتحاد وحلفائها. وأنه للحيلولة دون تنامي هذه الظاهرة المقلقة، دعا السلطات الإسلامية في فرنسا إلى التدخل لإقناع هؤلاء الشباب بالعدول عن قرارهم.

 

التعليق:

يقول صلى الله عليه وسلم: «المسلمون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم»، وها نحن نرى المسلمين في كل أنحاء العالم، وليس في أوروبا فقط، يدفعهم إيمانهم لأن يكونوا كاليد الواحدة في التعاون والتعاضد ضد أعداء الإسلام وأنظمتهم. ففي السابق رأينا مشاركاتهم في قتال السوفييت في أفغانستان، والصرب في البوسنة والهرسك، ثم القوات الغربية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا في أفغانستان والعراق، والآن نرى مساندتهم للثوار السوريين في محاولتهم لإسقاط النظام الجائر الذي أراهم ولا زال يريهم ويوقع بهم ألوان البطش والقتل والترويع والتهجير، ولئن سألتهم عن فلسطين لوجدت قلوبهم تهفو وعيونهم ترنو إلى تحريرها من براثن الاحتلال اليهودي البغيض وشد الرحال للصلاة في المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين.

لم تمنعهم احتمالية فقدهم لأرواحهم في القتال؛ فقد خرجوا حبا للشهادة، كما لم يمنعهم ما يمكن أن ينتظرهم من ملاحقات قانونية ومراقبة استخباراتية من حكومات بلادهم، فقد كشف وزير الخارجية البلجيكي أن الجهاديين العائدين إلى بلادهم تتم مراقبتهم بشكل دقيق بسبب تخوف الدول الأوروبية من احتمال تنفيذهم لعمليات إرهابية في أوروبا.

وكعادة الغربي الكافر الذي يلوي الحقائق فقد اعتبر فالس أن عوامل كثيرة تساعد هؤلاء الشبان على الذهاب للقتال في سوريا: “لأنه يمكن التوجه إلى سوريا بسهولة نسبية لأن هذه المعركة تبدو عادلة بما أن القوى الكبرى تدين تصرفات نظام بشار الأسد، ولأن هناك بالتأكيد حالة إحباط لدى جزء من الشباب”، فالفقر والبطالة والإحباط هي الشماعة التي يعلق الغرب عليها سبب توجه الشباب المسلم نحو القيام بالأعمال الكفاحية ضد أنظمتهم.

لكن ما يدمي القلوب هم من يديرون شؤون الجاليات الإسلامية في دول الغرب؛ فبدل أن يكونوا المبادرين في التوجه للقتال والدافعين للشباب نحو الجهاد نراهم يلبون دعوات الأنظمة للتدخل في إقناع المسلمين بالعدول عن قرار ذهابهم!

ونقطة أخيرة نقول: إن هؤلاء الشباب الذين تصفونهم بـ (القُصَّر) لأن أعمارهم تدور حول الخامسة عشر فما فوق، هم بالغون مكلفون بالجهاد، وقد كان من هم في سنهم في الدولة الإسلامية من قاد المعارك وفتح البلدان.

فبارك الله للمجاهدين في مسعاهم وجهودهم وتقبل أعمالهم، ونسأله تعالى أن يتقبل الذين يلقون حتفهم، ويحشرهم في زمرة النبيين والشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: راضية