Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق حرب مزعومة على الإرهاب تمد أمريكا طرفيها بأسباب استمرارها


الخبر:

نقلت جريدة الزمان عن (رويترز) خبرا بعنوان: آخر موقف عسكري للفلوجة – قال مسؤولون محليون ومصادر أمنية وسكان وشيوخ عشائر إن مسلحين من تنظيم القاعدة وجماعات أخرى أحكمت قبضتها على مدينة الفلوجة في تحد لمساعي الحكومة العراقية لإقناع العشائر بطردهم من المدينة التي تقطنها أغلبية سنية.

كما أن عشرات من مقاتلي جماعة الدولة الإسلامية تسللوا إلى المدينة حاملين مختلف أنواع الأسلحة من الصغيرة وقذائف المورتر حتى صواريخ غراد والمدافع المضادة للطائرات… بل قال مسؤول محلي كبير طلب عدم نشر اسمه “مصادرنا في الفلوجة تشير إلى أن عدد المسلحين تجاوز ال(400) في الأيام القليلة الماضية ووصلت كميات أكبر من المدفعية المضادة للطائرات”. ولم يتسن التحقق من هذا العدد.

وأن عدة جماعات مسلحة دخلت في تحالف واسع مع (الدولة الإسلامية) ومنها: كتائب ثورة العشرين والجيش الإسلامي وجيش المجاهدين وجيش الراشدين وأنصار السنة وجيش رجال الطريقة النقشبندية الذي شكله عزت الدوري النائب الأول لصدام حسين.

 

التعليق:

إن المتابع للشأن العراقي يمكنه إحصاء ثلاثة أهداف هي المحرك الحقيقي لرئيس الوزراء المالكي في إشعاله تلك الفتنة الطائفية تحت مسمى “الحرب على الإرهاب” التي لا شك أنها ستخلف آثارا سلبية تلقي بظلالها الحالكة على حياة العراقيين وتعايشهم كشعب بعامة وأهل الأنبار ومنها الفلوجة بخاصة.

أما تلك الأهداف الثلاثة فهي كما يلي:

الهدف الأول: تمزيق نسيج عشائر الأنبار عبر شراء ذوي النفوس الضعيفة والطفيليين بالمال والمناصب الوهمية والاتفاقات الجانبية للوقوف – ولو ظاهرا – مع القوات الأمنية المرسلة من قبل الحكومة أو الاتهامات الجاهزة لمناوئيهم بدعم الإرهاب وإيواء (أعداء) العراق بزعمهم… ذلك أن تلك العشائر لها مفاهيمها وأعرافها وولاءاتها التي لم تستسغ يوما ما يجري في العراق بعد الاحتلال الأمريكي البغيض، وباتت شوكة في حلق الساسة الجدد تعكر صفو إمساكهم بمقاليد البلاد، لا سيما بعد الاعتصامات التي نالت – أول الأمر – من هيبة الحكومة، وربما تشكل خطرا محدقا بالوضع السياسي مستقبلا.

الهدف الثاني: محاولة ملء الفراغ الجغرافي بين العراق وسوريا؛ بتحريك القوات المسلحة العراقية غرب وشمال العراق الذي يستغل من قبل المعارضة السورية والتنظيمات الجهادية في كرها وفرها على جانبي الحدود المصطنعة، فضلا عن رفدها بالمقاتلين من تلك المناطق لتخفيف الضغط على نظام بشار من جهة، ودفع المخاوف – بعد سقوط الأخير – من قيام كيانات طائفية أو (إسلامية) من جهة أخرى.. حيث دعا المالكي آنفا المجتمع الدولي لدعم بلاده في مواجهتها لتنظيم القاعدة… ولأن السكوت يعني تكوين دويلات شريرة تعبث بأمن المنطقة والعالم (جريدة إيلاف)… وإذا قدر نجاحه في ذينك الهدفين فإنه يفضي لتحقيق:

الهدف الثالث: ألا وهو الفوز بولاية ثالثة كمكافأة له ممن نصبه حاكما: أمريكا وذراعها إيران اللذين رسما له خطة الحرب وأمداه بالرأي والمشورة والسلاح لا سيما بعد عودته من زيارة البلدين. يعزز هذا الرأي توقيت العمليات العسكرية قبيل إجراء الانتخابات البرلمانية بحوالي ثلاثة أشهر، وتصريحات قادة أمريكان وإيرانيين بضرورة دعم الحكومة العراقية، بل ذهب أبعد من ذلك أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي إلى أن أمن العراق جزء من الأمن القومي الأمريكي. وقد استهل المالكي الإعلان عن القتال بشعار طائفي أظهر معدنه الحقيقي إذ قال “أبناء الحسن والحسين سيقاتلون أبناء يزيد” في إشارة إلى أهل الأنبار..!

نسأل الله جلت قدرته أن يؤول أمر تلك الفتنة الخبيثة إلى خير عظيم للأمة الإسلامية التي تعيش إرهاصات زوال عروش الطغاة وولادة فجر جديد يحكم فيه شرع الله تعالى وطيّ صفحات الظلم والتبعية.

وأخيرا، فإننا نؤمن بوعد الله تعالى بالنصر القريب الذي سيمحو عن الأمة آثار الظلم والذل والتبعية، ما دام أهل الحق يسعون جاهدين ومتوكلين على ربهم لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.


﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو زيد
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق