Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق المعلم والجربا على قلب رجل واحد


الخبر:

قال وليد المعلم نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية، ورئيس الوفد السوري إلى مؤتمر جنيف2، في كلمته أمام المؤتمرين، “أحييكم باسم وفد الجمهورية العربية السورية الجمهورية.. المدنية التي حاول بعض ممن يجلسون في هذه القاعة إعادتها إلى القرون الوسطى”، وقال: “جئنا لنحمي مدنية الدولة وتحضرها”.

أما أحمد الجربا رئيس الائتلاف، ورئيس الوفد الممثل له في المؤتمر، وكان حديثه عن الشعب السوري، فقال: “ولكنه شعب مصمم على سلوك درب حريته، للوصول إلى دولته التعددية الديمقراطية العادلة، الدولة المؤمنة بالله، وباحترام حقوق الأفراد والجماعات، دولة الاحتكام إلى صناديق الاقتراع والقوانين التي تكفل حماية الحريات وحقوق الأفراد والجماعات”.


التعليق:

تكلم المعلم أكثر من 34 دقيقة، تباكى فيها وذرف دموع التماسيح على دماء الشيوخ والنساء والأطفال التي سفكت على مدار ثلاث سنوات مضت، وكذلك على دور العبادة من مساجد وكنائس، وعلى المباني السكنية والأثرية التي دمرت نتيجة القصف والتفجيرات، وتحدث عن الإرهاب الذي تتعرض له سوريا، وعن الأجانب الذين قدموا إلى سوريا ليعيثوا فيها فسادا. والشيء نفسه فعله الجربا في كلمته التي استمرت أكثر من 17 دقيقة، لكن الفارق أن كل منهما اتهم الطرف الآخر بارتكاب تلك الجرائم والموبقات في حق الشعب السوري وأمنه واستقراره.

الفارق الآخر أن المعلم أصر على وجود بشار في سدة الحكم، والجربا أصر على وجوب تنحيه عن السلطة ومحاكمته مع كل من أجرم من رموز حكمه، معتبرا أن أي حديث عن بقاء الأسد بأي صورة من الصور في السلطة هو خروج بجنيف 2 عن مساره، وكلاهما يعلم أن بشار كلب من كلاب أمريكا يأتمر بأمرها وينتهي عما تنهاه عنه، وأن ورقته سقطت بالنسبة لأمريكا، وهي تبحث عن بديل له، وأنها عقدت مؤتمر جنيف2 لإيجاد حكومة انتقالية كبديل عن بشار، وأنها تسعى لتحقيق خروج آمن لبشار لا يعرضه للمحاسبة والمساءلة على جرائمه في حق الشعب السوري.

لكنهما كانا على قلب رجل واحد في عدائهما للإسلام ونظام حكمه، فأحدهما يزعم أنه جاء ليحافظ على مدنية الدولة وديمقراطيتها، والآخر جاء ساعيا لإقامة الدولة الديمقراطية التعددية، وكلاهما كان على قلب رجل واحد في عدائهما للشعب السوري، ومخالفتهما لطموحاته في إقامة الخلافة الإسلامية التي يطالب بها منذ بدايات ثورته المجيدة، ويسعى لإقامتها، بل لإعادتها إلى عقر دارها، وكلاهما كان على قلب رجل واحد في عمالتهما لأمريكا، وارتهانهما لها، والمحافظة على مصالحها، وتكريس نفوذها في سوريا، وبالتالي في المنطقة بأسرها. ألا لا نامت أعين الجبناء.

لكن الشعب السوري الأبيّ الذي انتفض في وجه بشار وضحّى بالغالي والنفيس من أجل إسقاطه وإسقاط نظامه البعثي العلماني الكافر، لن تنطلي بإذن الله عليه حيل الائتلاف المجرم، ولن تخدعه دموع التماسيح التي يذرفها الجربا وغيره على أهل سوريا، وسيلفظونه لفظ النواة كما لفظوا نظام الطاغية بشار. وإن غدا لناظره قريب.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك