خبر وتعليق مطالبة الأزهر بتطبيق حد الحرابة
الخبر:
قال الدكتور محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر، إن مؤسسة الأزهر تطالب الدولة بالفعل بكل مؤسساتها بتطبيق حد الحرابة ضد كل من يقوم بأعمال “إرهابية” ويقتل الأبرياء ويدعو لهدم النظام القائم بمؤسساته وأمنه ويعطل مصالح الشعب، على حد قوله.
وأضاف الدكتور عزب في مداخلة هاتفية لبرنامج «الحياة اليوم»، أن الشريعة نصت على تطبيق حد الحرابة لإيقاف الضرر، مضيفا أنه على الرغم من أن هناك العديد من القوانين الحاسمة التي يمكن من خلالها ردع “الإرهابيين”، لكن لا بد من تفعيلها وتطبيقها، والضرب بيد من حديد على من تسول له نفسه قتل الأبرياء وتعطيل مصالح الشعب، على حد قوله. [الشروق]
التعليق:
يبدو أن الدكتور المستشار لم يقرأ قوله تعالى ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾!
ويظهر أن المستشار لا يعرف أن الشريعة تنص أيضا على معاقبة القاتل، والمشارك في القتل، والمعتدي على أعراض الناس، والظالم!
من هو هذا الحرابي الذي يريد هذا المستشار تطبيق الحد عليه، هل هو الإرهابي على حد زعم أمريكا، أم بمقاييس الأمم المتحدة، أم دعاوى حكومته المغتصبة للسلطان المعتدية على الأعراض الظالمة للشعب؟
وهل يجوز لك أيها المستشار انتقاء ما تشاء من الأحكام فتطبق هذا وتترك ذاك على هواك وهوى أسيادك الأمريكان وأذنابهم؟
ما علاقتك بالشريعة وما علاقة هذه الدولة وهذه الحكومة بالشريعة حتى تذكرها بتطبيق هذا الحكم، وكأنها طبقت كل الأحكام وغفلت عن هذا الحكم وحده؟
هل الدولة يا سيادة المستشار تحكم بالإسلام حتى تطالبها بتطبيق هذا الحكم، ولماذا لم تطالبها بتطبيق بقية الأحكام الشرعية في السياسة والاقتصاد والأحكام الاجتماعية وغيرها؟
أي استهتار هذا بحكم الله، وأي وجه كالح هذا الوجه الذي ينافق ويحاكي هوى الحاكم كيفما اتفق على حساب دينه فيبيع دنياه وآخرته بدنيا غيره؟
صدق فيكم أيها الأشرار قول الله تعالى ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.
إن دعوتك هذه يا أيها المستشار مردودة عليك وعلى أسيادك فنحن لا نرضى أن تستخف بعقولنا. وكان الأصل فيك أن توجه هذا الكلام إلى حكومة السيسي ودمى أمريكا التي تحركها لقتل المسلمين وترويع الآمنين في مصر، وأولئك المطالبين بحقهم في سلطان الأمة لعودة الإسلام إلى الحكم كاملا غير منقوص.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الحق / أبو فراس