Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف باب مِنْ حَقِّ الْمُسْلِمِ لِلْمُسْلِمِ رَدُّ السَّلَامِ

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي” بتصرف” في “بَاب مِنْ حَقِّ الْمُسْلِمِ لِلْمُسْلِمِ رَدُّ السَّلَامِ”

حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ، رَدُّ السَّلَامِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِز”.ِ

وفي الرواية الأخرى: “حَقُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ سِتّ: إِذا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهَ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمَدَ اللهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ”

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ) فَمَعْنَاهُ طَلَبَ مِنْكَ النَّصِيحَةَ، فَعَلَيْكَ أَنْ تَنْصَحَهُ، وَلَا تُدَاهِنَهُ، وَلَا تَغُشَّهُ، وَلَا تُمْسِكَ عَنْ بَيَانِ النَّصِيحَةِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

إن ديننا الذي ارتضاه الله لنا، يجمع بين الحقوق والواجبات. فكل مسلم له على أخيه المسلم حق وعليه واجب. وقد وردت هذه الواجبات في الحديث لما فيها من تعزيز أواصر المحبة والألفة والترابط بين أبناء المسلمين، بين أبناء الأمة الواحدة. ولعل في هذا الحديث صورة رائعة، نستطيع أن نرى من خلالها صورة الأمة الإسلامية وهي تعيش حياتها الإسلامية في دولة واحدة، لا تفرق أبناءها الحدود الوهمية المصطنعة. إلا أن الحكام العملاء الذين نصبوا أنفسهم حكاما على هذه الأمة، فقطعوا الأوصال، وأغلقوا البلدان، ومنعوا ترابط الأمة ببعضها، حرصا على بقائهم على كراسي الخزي والعار. فإذا مرض مسلم في بلد لا يستطيع أخوه عيادته، وإذا مات أب في بلد، لا يستطيع ابنه الوصول إليه لتشييعه والصلاة عليه. هكذا سار الحكام في تقطيع علاقات المسلمين فيما بينهم.

أيها المسلمون: عودوا إلى ربكم، وطبقوا أحكام دينكم، وليكن أول هذه الأحكام تطبيقا، العمل على تنصيب خليفة المسلمين، الذي بإيجاده في موضع الحكم، توجد سائر الأحكام، ومنها هذه الأحكام الواردة في الحديث والمعطلة قصرا، وبغيابه غابت سائر الأحكام. فالعمل العمل أيها المسلمون، لإيجاد تاج الفروض- الخلافة- فبها والله يُقام الدين.

اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ومن العاملين لإعزاز دينه وعودته موضع التطبيق من جديد. اللهم آمين آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.