السلطة في روسيا تحارب الروس المعتنقين للإسلام (مترجم)
في السنوات الأخيرة ظهر بضعة آلاف من المسلمين (ذوي أصول روسية) كما يشير علي فياتيسلاف بالوسين وفليريا باراخوفا على موقع “إسلام – إنفو”.
المسلمون الروس يقسمون إلى مجموعتين؛ الأولى: من اعتنقوا الإسلام بعد بحثهم عن الغاية من الحياة، وبالتالي اقتنعوا بفكرة الإسلام. أما المجموعة الثانية: فهي النساء اللاتي تزوجن من مسلمين؛ أي زوجات المسلمين من الجنود القدامى الذين اعتنقوا الإسلام عندما كانوا في أفغانستان والشيشان.
يعتبر حكام روسيا أن هذا التزايد يضر بروسيا فاستخدمت مفتي ولاياتها في حربها ضد اعتناق الشعب الروسي للإسلام. على سبيل المثال فإن المفتي الأسبق لروسيا الاتحادية وفي مقابلة له على بورتال – كريدو دوت رو قال: “بالنسبة لي كمفتي لا يسعدني أن الروس يعتنقون الإسلام. إنني ضد فكرة التحول من دين لدين. فليبق التتار المعمدون والروس نصارى، وليبقى التتار مسلمين”. أيضا فإن مفتي ياملا- نينيتسكف حيدر حفيزف صرح بأنه غير مسموح بالنسبة للروس النصارى أن يعتنقوا الإسلام.
وحتى ممثلو الـ آر بي تسي مهتمون باعتناق الروس للإسلام.
نوفوسيبيرسك متروبوليتان تيخون، الذي أقر أنه في سيبيريا هناك انتشار للإسلام بين الروس، وخاصة بين المراهقين. وقد أعرب أمن العاصمة عن مخاوف جدية حول حقيقة أن المزيد والمزيد من المراهقين الروس اعتنقوا الإسلام الراديكالي، ليس فقط الإسلام الآتي من القوقاز، ولكن أيضا من سيبيريا، وفقا لمتابعات من السلطة والكنيسة الأرثوذكسية.
تقوم وسائل الإعلام الروسية بعمل نشيط لثني الروس عن اعتناق الإسلام. فبعد التفجيرات المتعاقبة في روسيا، نشرت وسائل الإعلام الروسية أسماء الروس المتحولين إلى الإسلام، متهمة إياهم بتنفيذ الهجوم. وهناك العديد من الأمثلة. فمثلا، في شهر آذار/مارس 2010 في مدينة اكتيابرسكي قامت قوات خاصة لجهاز المخابرات الروسية وأعضاء من وزارة الشؤون الداخلية باعتقال واحد من اثنين من المسلمين الروس هو اكساندر ياشين على إثر هجوم إرهابي. الهجوم على الحافلة في الواحد والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر عام 2013 في مدينة نوفوغراد اتُّهم فيه ديميتري سوكولوفا مؤخرا باعتناق الإسلام. وقد تم العثور على ديميتري سوكولوف وأطلق الرصاص على بيته جهارا ليرى الجميع ما يحصل لمن يعتنق الإسلام.
وسائل الإعلام المركزية نشرت الكذب عن الروس المسلمين متهمة إياهم بنشاط حيوي. برأي عناصر الجهاز المركزي لوزارة الداخلية أعلن في وسائل الإعلام المركزية زيادة الهجمات في السنوات الأخيرة وخصوصا من قبل الانتحاريات الروسيات المعتنقات للإسلام.
حسب معطيات مركز جغرافيا الأديان في الفرع السينودالني بالتنسيق مع الكنيسة ومجتمع (أو في تسي أو) في الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا فإن أكثر من مائتي مسلم روسي تتم ملاحقتهم ومطاردتهم كمشتبهين في التجهيز لهجمات والتحريض على الكراهية العرقية. إن هذا يشير إلى اعتبار المسلمين الروس أكبر مجموعة مجرمة عرقية في البلد. أسلاموبيد رينات باتييف قال عن المسلمين الروس: “الأضرار القادمة للمجتمع من الروس المسلمين حديثا عادة أبلغ من الأضرار القادمة من المسلمين المتطرفين”.
هناك طرق أخرى للترهيب والتخويف من الروس المعتنقين للإسلام. فمثلا في تشيستوبل في تتارستان اعتقل ميخائيل مرتيانف، وستانيسلاف ترفيمتشيكوف، كمشتبهين في قضية حرائق الكنائس. وبحسب أقوال الأخ فيكتور مرتيانف، فإنه تم تعذيب ميخائيل لانتزاع اعترافات منه. ولا يعلم أحد حتى الآن مكان اعتقالهما. وقد ذكرت وسائل الإعلام المركزية شيئا عن هذا التعذيب للمعتقلين من أجل إخافة الروس حتى يعلموا مصير أولئك الذين يعتنقون الإسلام، وحتى رئيس تتارستان مينيخانوف يطالب أن تقوم النيابة بملاحقة كل الصحفيين الذين يتحدثون عن التعذيب.
وبذلك نحن نرى ونراقب حرب الكرملين مع الروس الذين يعتنقون الإسلام. ممثلو الكفر من الكرملين يعيدون التاريخ عبر محاكاتهم لسادات الشرك في مكة عند نزول رسالة الإسلام من الله تعالى، حين اصطفى الله خير بني آدم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم كرسول على الأرض، حيث اتّبع الرسولَ الناس المخلصون وثبتوا بقوة على دينهم وضحوا بكل ما لديهم وحتى بحياتهم.
اليوم هذا التاريخ يتكرر في روسيا، فالمخلصون الطاهرون من الروس يعتنقون الإسلام وتقوم السلطة الموجودة في الكرملين بمحاربتهم لأنهم أسلموا. إن هؤلاء الذين أسلموا قد ثبتوا ويثبتون على دينهم ويضحون بكل ما لديهم على هذا الطريق حتى حياتهم يضحون بها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير