Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق زيارة رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة إلى الجزائر


الخبر:

أوردت صحيفة الفجر الجزائرية يوم 2014/2/2 خبرا تحت عنوان: مهدي جمعة يشدد على أولوية الملف الاقتصادي ويصرح “الجزائر وفرت سبل مكافحة الإرهاب والتهريب لتونس”.

 

التعليق:

تتالت الزيارات الدبلوماسية بين البلدين ابتداء بزيارة عبد المالك سلال ثم قائد الدرك الوطني الجزائري إلى تونس، وأخيرا زيارة مهدي جمعة إلى الجزائر. وكل هذه الزيارات تندرج تحت عنوان التنسيق الأمني بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب والتهريب.

لا يخفى على أحد الأوضاع الأمنية المتدهورة التي عاشتها تونس قبل أشهر؛ من اغتيالات وتفجيرات كان وراءها بالأساس رجال المخابرات الجزائرية (DRS) التي قلص بوتفليقة من نفوذها السياسي بتعزيزات أمنية على الحدود وإقصاء أغلبهم من مناصبهم أنتج استقرارا أمنيا في تونس، والنجاح في تشكيل حكومة وطنية انتقالية وسنّ دستور للبلاد أدّى إلى نجاح التجربة الديمقراطية التي يراد الترويج لها إعلاميا وعالميا لإظهار تونس نموذجا للانتقال الديمقراطي ولينتهج نهجها باقي البلدان العربية.

كما يجب ألا ننسى الجزائر التي تعيش أوضاعا سياسية واجتماعية واقتصادية متردية أفرزت غليانًا شعبيًّا وبركانًا خامدًا يمكن أن ينفجر في أي لحظة، إضافة إلى تفعيل عمليات إرهابية من قبل المخابرات الذين يريدون الانتقام من بوتفليقة بسبب الإجراءات التي اتخذها ضدهم أخيرا، ومن إبراز أعمالهم الإرهابية التي أحبطت محاولة تفجير مدينة غرداية بمجملها.

إن أمن الجزائر مرهون باستقرار الأمن في تونس، ونجاح التجربة الديمقراطية بتونس مرتبط بالأساس بمستقبل الجزائر السياسي بعد الانتخابات الذي لا يبشر بخير، حسب تعبير عضو حركة رشاد الجزائرية محمد العربي زيتوت. ومصير البلدين مشترك حسب تعبير مهدي جمعة، وهذا ما يدركه الطرفان؛ فالزيارات المتبادلة بين الطرفين في ظاهرها لا تزيد على توطيد العلاقات وتبادل الخبرات والمساعدات وفي باطنها نظر وتحقيق.

مزيدا من الارتهان للأجنبي والخضوع للإملاءات الغربية في تقرير مصير الشعوب والأمم وضمان العمالة لجهة دون أخرى، هذه هي حقيقة حكام طواغيت سلطوهم على رقابنا، حذَّرَنا منهم عليه الصلاة والسلام حينما قال لكعب بن عجرة: «أَعَاذَكَ اللَّهُ يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ»، قَالَ: وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ؟ قَالَ: «أُمَرَاءُ يَكُونُونَ بَعْدِي، لا يَهْدُونَ بِهَدْيِي، وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُمْ، وَلا يَرِدُونَ عَلَيَّ حَوْضِي، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ عَلَى كَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُمْ، وَسَيَرِدُونَ عَلَيَّ حَوْضِي، يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ، وَالصَّلاةُ قُرْبَانٌ، أَوْ قَالَ: بُرْهَانٌ يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، إِنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ أَبَدًا، النَّارُ أَوْلَى بِهِ، يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، النَّاسُ غَادِيَانِ، فَمُبْتَاعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا، أَوْ بَائِعُهَا فَمُوبِقُهَا». فكان لزاما على الشعوب الإسلامية أن تنتفض ضد حكامهم لاجتثاثهم من جذورهم وإيجاد خليفة للمسلمين يحمي بيضة الإسلام ويوحد بلاد المسلمين ويحمل الإسلام رسالة إلى العالمين قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ، وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ، ثُمَّ لَا تُنْصَرُون﴾.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سالم أبو عبيدة – تونس