خبر وتعليق أحيانا تولد القوة من رحم الضعف (مترجم)
الخبر:
عُقدت يوم الأربعاء 1 شباط/فبراير مائدة مستديرة علمية للنقاش، بعنوان “التطرّف تهديد للأمن الاقتصادي للبلاد” في عاصمة تتارستان بقازان. وقد حضر علماء ومستشرقون إسلاميون من كل أنحاء روسيا لنقاش سبل النضال ضد التطوّر الأيديولوجي لمسلمي روسيا.
حيث قال ليونيد جوكيانين وهو عالم إسلامي وأستاذ في المدرسة العليا للاقتصاد “لقد حان الوقت لندرك أن الزمن قد تغيّر، وأنه هناك مواجهة أيديولوجية ويجب أن أقرّ أننا الآن نخسر المواجهة لصالح القوى المتطرفة”. وقال توفيق إبراهيم وهو أستاذ في معهد الدراسات الشرقية (أكاديمية العلوم الروسية) “للأسف، كثير من الناس لا يعرفون كيفية مواجهة ومعارضة الفكر المتطرّف… وحججه. ولكن الشباب اليوم متعطّش للمعرفة ولتفسيرات حقيقية. يجب أن يتعلموا الدين ليس كمجموعة من المسلّمات وليس فقط من خلال قوالب جاهزة بل من خلال شرح معمّق للغة العربية وترجمات القرآن وآياته. ومرة أخرى، فإنه من الضروري استخدام تراثنا الإسلامي في روسيا، وسيكون من المؤسف عدم استخدامه”.
التعليق:
لأكثر من عشر سنوات وروسيا تحاول إيجاد طريقة لمكافحة الإسلام. فقد أصبح البحث والتحاليل لهذا الصراع محلّ نقاش في المستويات العليا من السلطة وأوساط الخبراء. يقول أنصار النضال الفكري ضد المسلمين الذين يحملون القيادة الفكرية الإسلامية “ينبغي للمرء أن لا يصارع الفكرة إلا بفكرة أخرى”. وهذا الموقف هو ما يميز المثقفين وأولئك الذين يرفضون العنف واستخدام القوة. أما أنصار القمع واستعمال العنف والذين يرتبط معظمهم بخدمات الأمن ووكالات تطبيق القانون فيقولون “إن المسلمين لا يفهمون إلا بالقوة الغاشمة”، وفي محاولة لكبح وضبط الانتشار الإسلامي، حاولت السلطات تقسيم المسلمين لجميع أنواع الاختلافات، وبالتالي وضع حد لانتشار الإسلام هناك. لكن تزايد عدد المسلمين وعدد الذين يفهمون دينهم كأيديولوجية تزايد أيضا وبشكل مثير، وتعرض المسلمون على إثر ذلك إلى الاضطهاد وتزايدت موجة القمع بشكل غير مسبوق. ولكن أنصار “القوة الغاشمة ” لم يفوزوا إلا على أولئك الذين يتبنون وسائل أخرى لمكافحة الإسلام.
لا يمكن أن يُهزم الإسلام بالقوة، بل على العكس فقد أدى القمع إلى اتحاد المسلمين وتكاتف نشاطاتهم. فتقاربت المذاهب المختلفة وتضامنت لحماية مصالح الأمة الإسلامية ضد سياسات الحكومة القمعية. غريبة ولكن صحيحة، لم تضعف صفوف المسلمين الذين يريدون نشر دينهم بل على العكس فقد أصبحت أكثر سمكا وصلابة. أما العملاء من المسلمين الذين يعملون ضمن الهياكل الرسمية للكهنوت والذين يبررون القمع من جانب السلطات ضد المسلمين قد أصبحوا أخيرا مهمشين من قبل المسلمين هناك وفقدوا مصداقيتهم لدى الناس. وتسبب القمع الوحشي والافتراءات ضد أبناء الأمة البسطاء في تفعيل دور شخصيات مهمة من صحفيين ومثقفين مسلمين، وهذا ما أدى إلى تثبيط السلطات وإحباطهم.
وقد حاولت السلطات أن تخيف المسلمين وأن تطردهم خارج البلاد، لكن محاولتها باءت بالفشل، بل تمت مواجهتها بوحدة وتفاعل غير مسبوقين. ولهذا فقد بدأوا بالبحث عن حلول جديدة لمكافحة الإسلام والمؤمنين الصادقين، وهذا ما تمت مناقشته في هذه المائدة العلمية المستديرة في قازان يوم 1 شباط/فبراير. أما السلطات فليس لديها ما تواجه به الإسلام. ولهذا فهي تتقلّب بين أسلوب وآخر في معاداتها للإسلام، في حين يستمر الانتشار الطبيعي له. أما الآن، فيقترب أعداء الإسلام والمسلمين شيئا فشيئا من وقت إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية التي ستدافع عن المسلمين المضطهدين في أي بلد من بلدان العالم. ويقول الله سبحانه وتعالى:
﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾
كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سليمان إبراهيموف