خبر وتعليق أسبوع التقارب والوئام الإنساني تضليل وخداع للرأي العام
الخبر:
أقيم في مسقط خلال الفترة من 4-6 من شهر فبراير ملتقى أسبوع التقارب والوئام الإنساني الثالث. وقد شارك فيه مجموعة من علماء ومفكرين معنيين بالوئام والتقارب الإنساني من مختلف دول العالم بهدف تيسير التواصل بين الثقافات الإنسانية؛ من أجل تحقيق وتأكيد دور الحوار في تعزيز السلام والاستقرار في العالم؛ عبر زيادة وعي الرأي العام بالقضايا الرئيسية ذات الصلة بالموضوع، وتعزيز التفاهم من أجل إبراز ما تحث عليه الأديان والمبادئ الإنسانية العامة، من التسامح والتعاون على ما فيه الخير للبشرية. [المصدر: جريدة عمان]
التعليق:
لعل الأسئلة التي تتبادر إلى أذهاننا عند قراءة مثل هذا الخبر هي من يقف وراء دعوات الحوار هذه؟ وعلى أي قيم ومبادئ وأفكار يدعوننا لكي نتفق ونتحاور ونتقارب؟ وهل يمكننا أن نجد قواسم مشتركة ونقاط التقاء بين النور والظلمات، والحق والباطل، والطيب والخبيث؟ وكيف يمكن أن يتحقق الخير للبشرية عن طريق التفاهم والتعاون والتسامح مع من أساء لنبينا الكريم وهاجم ديننا ودنس مقدساتنا وقضى على دولتنا؟ ثم كيف يمكن أن نتوهم تحقيق السلام والاستقرار في العالم عن طريق التواصل والتقارب والتعايش مع من يحتل ويقصف أراضينا ويدمر مساجدنا ويهدم البيوت على ساكنيها ويرتكب المجازر والجرائم ضد إخواننا باسم الديمقراطية وغيرها من شعارات الحضارة الغربية الرأسمالية المسمومة؟
إن عقد هذا الملتقى وغيره من المؤتمرات يقف وراءها بلا شك دول الغرب التي تسعى إلى ترسيخ مفهوم الحوار والتعايش بين الأديان. وهو يؤكد ما جاء في كتيب “مفاهيم خطرة لضرب الإسلام وتركيز الحضارة الغربية” الذي أصدره حزب التحرير سنة 1998م حيث ورد فيه: “وبعد أن فشل الغربيون الكفار في إبعاد المسلمين عن عقيدتهم، عن طريق المبشرين والمستشرقين، والمؤلفات الثقافية، والتضليل الفكري والسياسي الإعلامي، لجأوا إلى الجهات الرسمية في دولهم وفي دول عملائهم، وبدأوا يعقدون المؤتمرات والندوات، ويشكلون فرق العمل المشتركة، ويؤسسون مراكز الدراسات في بلادهم وبلاد المسلمين،… وعمدوا إلى استعمال مصطلحات وألفاظ عامة براقة، تدل على معان غير محددة، من أجل التضليل والخداع، مثل: التجديد، والانفتاح على العالم، والحضارة الإنسانية والمعارف العالمية، وضرورة التعايش السلمي، ونبذ التعصب والتطرف، والعولمة، وغيرها…”. ونذكر هنا على سبيل المثال المبادرة التي أطلقها الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي أنان، في 2005، والتي تدل على أن هذه المؤتمرات تتم بوصاية ورعاية الغرب ومؤسساته حيث شدد فيها على ضرورة إقامة جبهة واسعة لإعادة تنشيط الحوار بين الحضارات وتنفيذ التوصيات التي صدرت عن مؤتمرات عدة نظمتها الأمم المتحدة، ومنظمات ثقافية وديمقراطية عالمية تحت عنوان “حوار الحضارات”. وقد استجابت للمبادرة حكومات الدول العميلة في العالم الإسلامي وأبدت حماسا للمشاركة في عملية الحوار. وتلا ذلك إنشاء مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في عام 2007 والذي يعتبر الدور الرئيسي له نشر ثقافة الحوار وقبول الآخر والتعايش السلمي بين أتباع الديانات.
فالغرب يعمل جاهدا عبر دوله وعبر المؤسسات الدولية بالتعاون مع الحكام العملاء في بلاد المسلمين ومع السياسيين والمفكرين والعلماء المضبوعين بالرأسمالية والمفتونين بطريقتها في العيش على صبغ العالم بصبغة الحضارة الغربية الرأسمالية، وعلى جعل الحوار معها دليلاً على التقدم والرقي والخير والسلام، ورفض الحوار دليل التخلف والانحطاط والتعصب المفضي للإرهاب والشر.
إن الكافر يدرك أن الأمة اليوم لديها مشروع عظيم هو إقامة الخلافة الإسلامية وإعادة حكم الله في الأرض وأن هذا المشروع ينبع من عقيدة الأمة وانتمائها الديني والحضاري. لذلك فإن دول الغرب الكافرة تحشد كل قواها للحيلولة دون عودة الإسلام إلى الحياة كنظام. ولعل إقامة هذا الملتقى في عُمان وللعام الثالث على التوالي مؤشر على أن الغرب الكافر لا يترك شبرا واحدا من بلاد المسلمين إلا ويعمل فيه بكل ما أوتي من قوة وبشتى الوسائل والأساليب الخبيثة لإبعاد أهلها عن هذا المشروع العظيم الذي يهدد مبدأهم الرأسمالي وحضارتهم ويقضي على مصالحهم ونفوذهم.
فعلى المسلمين أن يكونوا على وعي تام من هذا الهدف الفظيع وأن لا ينخدعوا ببريق هذه الدعوات المضللة المدعومة من قبل حكوماتهم التي تستهدف ضرب الإسلام. وأن يقفوا الوقفة الشرعية تجاه هذه الهجمة الشرسة والممنهجة على عقيدتهم وحضارتهم، بأن يجعلوا حوارهم مع أهل الكتاب مرتكزا على المفهوم القرآني للحوار، وهو الحوار الوحيد الذي يمكن له أن يثمر ويساهم في حل القضايا والخلافات والذي وضعه الله سبحانه وتعالى في قوله: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾.
وأن يجمعوا قواهم للعمل من أجل إقامة دولة الخلافة ليسود الإسلام العالم من جديد وعندها فقط سيكون العالم بأمن وسلام واستقرار.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم أم المعتصم