خبر وتعليق يا ثوار الشام أملنا معقود عليكم فلا تخيبوا رجاءنا (1)
الخبر:
نشر موقع بي بي سي بالعربية الأحد، 2 فبراير/ شباط: قال ناشطون سوريون أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” قتل القائد العسكري لميليشيا لواء التوحيد في سوريا.
ومن المتوقع أن تؤدي العملية إلى تصعيد القتال بين الفصائل الإسلامية المسلحة الساعية لإسقاط حكم الرئيس السوري بشار الأسد.
ونُقل عن المرصد السوري لحقوق الإنسان قوله إن عدنان بكور، قائد لواء التوحيد كان بين 26 قتيلا في هجوم شنه تنظيم “داعش” السبت على قاعدة للواء في حلب. وأشار المرصد، ومقره بريطانيا، إلى أن مسلحي “داعش” نفذوا الهجوم بسيارتين مفخختين. ويذكر أن ائتلافا يضم جماعات مسلحة عدة يخوض منذ أسابيع معارك ضد “داعش”.
التعليق:
بلغ معاوية أن ملك الروم يريد أن يغزو بلاد الشام أيام فتنة صفين، وعرض عليه أن يعينه على عليٍّ رضي الله عنه، فكتب إليه يحلف بالله لئن تممت على ما بلغني من عزمك لأصالحن صاحبي ولأكونن مقدمته إليك فلأجعلن القسطنطينية الحمراء حمما سوداء ولأنتزعنك من الملك انتزاع الأصطفلينة ولأردنك أريسا من الأرائسة ترعى الدوابل (الخنازير).
رغم وطأة الفتنة، وشدة القتال، ورغم وهج أسنة الرماح المصطلية، وصليل السيوف الملتهبة، وبحور الدماء التي سالت في تلك الحرب المستعرة؛ إلا أن الوعي السياسي لم يفارق معاوية، ويقينه بكيد الكفار بالإسلام والمسلمين لم يغب عن ذهنه لحظة واحدة، فلم نجده يفرح بعرض ملك الروم معاونته على عليّ كرم الله وجهه؛ لأنه أدرك أن هذه المساعدة ثمنها احتلال الروم لبلاد المسلمين، وهدم الدولة الإسلامية، وغياب حكم الإسلام من الأرض، وتفرق المسلمين وتشرذمهم، فوقف بالمرصاد لهذه الخطة الاستعمارية الخبيثة، مستعدا للتنازل عن الخلافة لعليّ، وأن يكون “مقدمته” أي قائد جيشه وأمير جهاده في قتال الروم وحرق بلادهم، إن استمر ملكهم في سعيه لزيادة الشقة بين المسلمين وتغذية الفرقة فيما بينهم.
أولئك الذين كان القتال دائرا بينهم، والصراع على أشده، لما علموا أن الكافر يريد أن يستغل خلافهم، ليغزو بلاد المسلمين ويحتلها، دفعهم إيمانهم ووعيهم السياسي إلى أن يضعوا كل خلافاتهم جانبا، ويتنازلوا عن الرتب مهما علت وعن المناصب مهما سمت، في سبيل الحفاظ على حكم الله مطبقا، ودولة الإسلام قائمة، وفي سبيل الحفاظ على البلاد والعباد.
فكيف بكم يا ثوار الشام الأبرار، وقد جمعكم هدف عظيم وهو تحكيم شرع الله، ووحدكم عمل عظيم وهو إسقاط عدو الله، كيف يغيب عن أذهانكم الوعي السياسي، كيف يغيب عن بالكم تآمر الغرب الكافر عليكم وعلى ثورتكم ليحرفوها عن مسارها الإسلامي، كيف يغيب عنكم أنهم المستفيدون الوحيدون من اقتتالكم فيما بينكم، كيف يغيب عنكم أنهم هم الذين يسعرون هذا الاقتتال؛ ليفرقوا وحدتكم ويشقوا عصاكم، لتضعفوا وتذهب ريحكم، فيتمكنوا من القضاء عليكم، وإفشال مشروعكم بإقامة دولة الخلافة الراشدة، ويبقوا على النظام العلماني الكافر مسلطا على رقابكم، يسومكم ويسوم المسلمين سوء العذاب.
لقد أثلجتم صدورنا، وأفرحتم قلوبنا، عندما أعلنتم أن محطتكم الثانية بعد إسقاط بشار وإقامة الخلافة هي بيت المقدس لتحرروها من دنس إخوان القردة والخنازير ورجسهم، بل لعلكم أسعدتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعقدكم العزم على تحرير مسراه وقبلته الأولى، لقد عقدنا عليكم الأمل وبتنا نتابع ثورتكم لحظة بلحظة، وننتظر إسقاطكم للنظام البعثي العميل، ونتشوق قدومكم لتحرير فلسطين، فأستحلفكم برب السماوات والأرضين أن لا تخيبوا أملنا فيكم، ولا تخيبوا رجاءنا فيكم، ولا تخذلونا، كما خذلنا حكام المسلمين على مدى عقود طويلة.
“يا أهل الشام، الأمل عليكم معقود، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم… » فاعتصموا بحبل الله المتين فهو سبيل نجاتكم.”
“يا أهل الشام اجعلوا مواقفكم كلها لله، فثواركم هتفوا “هي لله، هي لله” فاجعلوها لله قولاً وعملاً والله لن يتركم أعمالكم”.
﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك