Take a fresh look at your lifestyle.

وإننا لكم لغائظون

في حوار له مع جريدة عكاظ السعودية الخميس 6 شباط/فبراير 2014م، أظهر رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور الببلاوي مكنون نفسه!، فنفث حقده على أصحاب المشروع الإسلامي لينضم لجوقة المرتعبين من مشروع الخلافة، الذي بدأ يؤرق الغرب وأذنابه في بلاد المسلمين. وكشف الببلاوي عن أن هناك تنسيقًا كبيرًا بين مصر والسعودية لمحاربة الفكر “المتشدد والمتطرف”، وليس هذا مستغرباً من دولة آل سعود التي ما كان لها أن تقوم في بلاد الحجاز إلا بتحالفها مع أعداء الأمة؛ الإنجليز ضد دولة الخلافة العثمانية.

والببلاوي كما نظراؤه في سوريا يريد أن يستميل الغرب إلى صفِّه بالتخويف من قيام دولة الخلافة في بلاد المسلمين، فهو يقول في حواره هذا: “إن هذا التطرف لم يكن موقفاً دينياً فقط بل كان مرتبطاً ببرنامج سياسي بأن هناك مجتمعاً جديداً يمكن عمله ويمكن الوصول إليه”، وتابع: ‘”وطبعاً كان هناك في هذا البرنامج فكرة العودة للخلافة الإسلامية وأنه لا توجد هناك دولة اسمها مصر ولا السعودية ولا سوريا إنما هناك خلافة إسلامية”. ولهذا فقد حسم نظام الانقلاب أمره واصطف في خندق واحد مع المجرم القاتل بشار الأسد، خصوصاً في هذه المرحلة، فبعد أن كان البديل لبشار هو المعارضة التقليدية كما يقول الببلاوي، وتقليدية المعارضة هنا معناه أنها من جنس النظام ومرضي عنها من النظام الدولي، فبعد أن كانت المعارضة التقليدية هي البديل بدأت “تدخل عناصر مجهولة وتؤدي إلى متاهات”، وهو هنا يشير إلى عنصر الخلافة التي تميزت الثورة السورية برفع لوائها، مما بات يهدد الغرب ونظامه الدولي.

ومما لا شك فيه أن الببلاوي يدرك مع من تقف أمريكا حقيقة، وأنها وإن ادعت دعمها للمعارضة؛ إلا أنها حقيقة لا تدعم سوى مسوخٍ قلائل لا يمثلون الثوار الحقيقيين!، بل هم مسوخ ملعونون من أهل الشام والملائكة والناسِ أجمعين!… وأنها – أي أمريكا – في الوقت نفسه تعمل على منع النظام من السقوط وتمنحه المُهل تلو المهل لحين صناعة البديل، الذي ترفض أمريكا تماماً أن يكون مشروع الخلافة الراشدة.

نعم إن الخلافة أصبحت هاجساً يقلق الغرب وأزلامه في بلادنا، وإننا نعلم أن دعاتها للغربِ لغائظون، وحالهم اليوم كحال موسى وقومه مع فرعون، عندما نقل القرآن قلق فرعون وتضليله قائلاً: ﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ﴾ [الشعراء:54-56]. فإن كان الببلاوي أو وليد المعلم من قبل قد بلغ بهما الغيظ مداه، ممن يصفونهم بأنهم شرذمة قليلون، فإننا نقول لهما ولمن وراءهما: إن حذركم لن يغني عنكم شيئاً، وإن الخلافة الراشدة قادمة لا محالة، ولن تغني أمريكا عنكم من الله شيئاً، فموتوا بغيظكم أجمعين.

قد يظن الببلاوي أنه بقوله: “في دولة الخلافة لا توجد هناك دولة اسمها مصر ولا السعودية ولا سوريا” سينتفض الناس ويهبوا معه لمعارضة أصحاب مشروع الخلافة، ولكن هيهات هيهات!، فقد خاب ظنه وطاش سهمه، فحدود (سايكس بيكو) ليست مقدسة لأنها ليست من الدين، بل هي ضد الدين، الذي فرض على المسلمين أن يكونوا في دولة واحدة وأَمرهم إذا بويع لخليفتين أن يقتلوا الآخر منهما، وليست الأمة من وضع هذه الحدود، ولا حتى الحكام، بل فُرضت علينا فرضاً وجيء بحكام رويبضات يبغضون الأمة وتبغضهم الأمة، ونُصبُّوا على رؤوسنا ليحفظوا هذه الحدود التي صنعها الاستعمار، ويجعلوها مقدسة في قلوب شعوبهم فاخترعوا لهم أعلاماً وأناشيد وطنية تافهة.

إن الأمة تخلع من قلوبها تلك الحدود يوماً بعد يوم، وتتوق لليوم الذي تُزال فيه هذه الحدود، وتعود فيه أمة واحدة من دون الناس في ظل دولة الخلافة الراشدة، لتغيظ بها الغرب وعملاءه في بلاد المسلمين.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

 

 

 

2014_02_09_Art_We_will_Peeve_them_AR_OK.pdf