Take a fresh look at your lifestyle.

شعبية مودي (رئيس وزراء ولاية غوجارات في الهند) وماذا يعني ذلك لباكستان

 

مع قرب موعد الانتخابات العامة في الهند، أشارت استطلاعات للرأي إلى أن حزب بهاراتيا جاناتا متقدم على منافسه الرئيسي (حزب المؤتمر)، حيث إن شعبيته أوسع بكثير منه. ووفقاً لمجموعة (Cvoter) الإعلامية الهندية اليوم، فإنّه يتوقع فوز حزب بهاراتيا جاناتا بـ188 مقعداً في البرلمان الذي يضم 543 مقعداً، وهو أكثر من ضعف المقاعد المتوقع لحزب المؤتمر أن يحصل عليها. وعلى المستوى الإقليمي، يظهر استطلاع الرأي أن حزب بهاراتيا جاناتا سيفوز بأغلبية الأصوات في انتخابات الولايات الرئيسية، التي تُحدد في العادة نتيجة الانتخابات الهندية.

ووفقاً لاستطلاعات رأي أجرتها قناة (CSDS)، وقناة (CNN – IBN)، فإنّه من المتوقع أن يفوز حزب بهاراتيا جاناتا بـ41 – 49 مقعداً من أصل 80 مقعداً في ولاية أوتار براديش (الولاية الأكثر اكتظاظاً بالسكان فيِ الهند، حيث يبلغ عدد سكانها 200 مليون نسمة)، كما يُتوقع أن يكون حزب بهاراتيا جاناتا أكبر الأحزاب في ولاية بيهار، حيث يتوقع فوزه بـ16 – 24 مقعداً من أصل 40 مقعداً، وفوزه بـ48 مقعداً في ولاية ماهاراشترا (العاصمة المالية للهند، وفيها مدينة مومباي)، أي أكثر من نصف المقاعد. ومع ذلك فإنه يتعين على حزب بهاراتيا جاناتا الحصول على 272 مقعداً للحصول على الغالبية المطلقة، وهذا يعني أن حزب بهاراتيا جاناتا سوف يضطر إلى عقد تحالفات مع أحزاب محلية أخرى لتشكيل حكومة ائتلافية.

أما الأسباب الرئيسية لشعبية حزب بهاراتيا جاناتا فهي:

أولاً: تمتع قيادة حزب بهاراتيا جاناتا بشخصيات كاريزمية، أبرزها الشخصية المثيرة للجدل (ناريندرا مودي)، المعروف عند المسلمين بجزار جوجرات، وعند آخرين بالشخص الذي أنعش الاقتصاد المتعثر لولاية جوجرات، وعند نخبة رجال الأعمال في الهند بالرجل القادر على عكس بطء النمو الاقتصادي في الهند.

ثانياً: تورط حزب المؤتمر بعدد لا يحصى من قضايا الفساد، والتي تشمل إصدار تراخيص مزورة لقطاع الاتصالات، إضافة إلى فشله في استضافة ألعاب الكومنولث.

ثالثاً: عدم امتلاك حزب المؤتمر لزعيم يحظى بشعبية تنافس مودي، حيث يعتبر العديد من المراقبين فراهول غاندي (الوريث الظاهر من سلالة غاندي) غير ناضج سياسياً لقيادة الحزب. ومع إعلان رئيس الوزراء الهندي (مانموهان سينغ) عن رحيله، فإنّ الحزب سيُترك بلا دفة قيادة، وبلا زعيم موثوق به للتنافس ضد مودي في الانتخابات العامة.

لذلك فإنه على الأرجح أن حزب بهاراتيا جاناتا سيفوز في الانتخابات العامة في عام 2014م، فماذا يعني هذا بالنسبة لعلاقات الهند مع باكستان؟
بما أن حزب بهاراتيا جاناتا على مقربة من الأمريكيين، وفيه شخصيات بارزة داعمة لمودي، مثل: فاجبايي، وأدفاني، وراجناث سينغ، فإنّه من المتوقع لحزب بهاراتيا جاناتا أن يلقى تأييد الولايات المتحدة للسياسة الهندية، والعلاقات مع باكستان، كما أن ذلك يتماشى مع مصلحة أمريكا، التي تريد من الهند أن تلعب دوراً أكبر في مواجهة الصين، ضمن استراتيجية أوباما للمحور الآسيوي، وهذا الدور يتطلب من الهند التغلب على عقبتين: بطء النمو الاقتصادي، وتغيير دور الجيش الهندي.

فقد تباطأ النمو الاقتصادي في الهند مع تزايد الأسواق الناشئة، ووجود أزمة العملة، مما جعل تمركز عدد كبير من القوات المسلحة في أماكن مثل كشمير مكلفاً جداً، مما يعيق تنفيذ استراتيجية أمريكا المحورية لآسيا، وبالنسبة لدعم الهند للجهود الأمريكية لإخضاع الصين، فإنه يجب على القوات المسلحة الهندية أن تكون على استعداد للتخلي عن حفظ السلام الأهلي، في مقابل حصولها على دور دولي.

وبالتالي، فإنه من المرجح أن يُستأنف التطبيع بين باكستان والهند، مما سيؤدي إلى نوع من الاتفاق حول كشمير، وهذا ما دفع بعض المعلقين السياسيين إلى وصف عملية التطبيع بإعادة التواصل بين البلدين، حيث تتضمن العملية: تحويل خط المراقبة (الحدود) إلى حدود ناعمة، والسماح بحرية حركة الناس عبر الحدود، وإدارة مشتركة للجوانب السياسية والاقتصادية والخارجية لكشمير. وعلى عكس حزب المؤتمر، فإن حزب بهاراتيا جاناتا يميل إلى عقد اتفاق حول كشمير، فقد كان ذلك ظاهراً في عهد مشرف وفاجبايي، في حين أن الشعب ليس جاهزاً لمثل هكذا اتفاق.

فالتغيير في نيودلهي متوقع في المستقبل القريب، وقد عرض نواز شريف بالفعل البدء بمحادثات التطبيع، ولكن الذي ينقص هو شريك قابل للتطبيع على الجانب الهندي، فهل يكون مودي ذلك الشريك؟ ربما ستتضح الصورة أكثر مع مرور الوقت.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عابد مصطفى

 

 

2014_02_09_Art_Modis_Popularity_AR_OK.pdf