Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق اعتذار النجس

الخبر:

صرّح وزير الخارجية التركي (أحمد داود أوغلو)، يوم الأحد، 9 من شباط/فبراير، أن بلاده في طريقها نحو إعادة العلاقات مع “إسرائيل”، بعد تقديمها اعتذاراً رسمياً لتركيا، واستجابتها لمعظم طلباتها فيما يخص حادثة الاعتداء على سفينة مرمرة المشاركة في أسطول الحرية لكسر حصار غزة.

وأوضح أوغلو في مقابلة تلفزيونية له، تطرق خلالها لقضايا السياسة الخارجية التركية، إلى بقاء قضيتين بين الجانب التركي و”الإسرائيلي” قيد البحث، هما قضية التعويضات، والقيود المفروضة على غزة، مشيراً إلى أن المفاوضات بين الجانبين حول التعويضات “قد اكتسبت زخماً كبيراً في الآونة الأخيرة، وهي في طريقها للحل”.

 

التعليق:

لقد صدّعت تصريحات رئيس وزراء تركيا النارية رؤوسنا، وهو يشيد ويبكي أهلنا في غزة هاشم، على ما اقترفه يهود من إمطار غزة بنيرانهم على مرأى العرب والترك ومسمعهم، حتى كاد يوهم من يستمع إليه بأن هناك حرباً سيقودها كما ادّعى “حفيد العثمانيين”، لكننا حتى الآن لم نر شيئاً من ذلك الكلام يُنفذ، ولم نعد نسمع مثل تلك الخطابات!

لقد كان الجميع على علم بما يصنع كيان يهود بأهلنا، ولم يخفَ الأمر عن حكامنا، الذين شاهدوا قتل المسلمين، وجرهم، وحبسهم على أيادي يهود في السفينة، ولكنهم لم يحركوا ساكناً، واكتفوا بالوعيد الكاذب، والكلام الفارغ، وليست المشكلة في كلامهم أن له معنى أو لا، بل إنه لا ينتج شيئاً من الأفعال، ولا يعبر عن نية لرد صارخ!

والذي يؤلم أن العدو كيان يهود، المغتصب لأرض الإسراء والمعراج، قاتل المسلمين في فلسطين، لا يحسب حساباً لحكام تركيا، أو غيرهم، لأنهم يعلمون أنّ تهديداتهم لن تطالهم أبداً! فحتى بعد مجزرة أسطول الحرية التي ارتكبها يهود، واقتحامهم سفينة مرمرة التي كانت تحمل 581 متضامنًا معظمهم من الأتراك، لم يتأذَ يهود بجرح!

وبعد هذه السنوات من مهزلة تركيا بقطع العلاقات مع كيان يهود، واللجوء إلى القضاء، والمحكمة الدولية؛ من أجل تجريم يهود على فعلتهم تلك، انتهى الأمر باعتذار يهود، والاعتذار فقط، وكأن اعتذارهم يغني شيئاً، أو ينقذ شعباً مضطهداً! كلا إنّه ما لم تُقطع العلاقات مع يهود، وتُحرك الجيوش للتحرير، فلن يرحل هذا الاحتلال الغاشم، وستستمر معاناة المسلمين.

منذ متى كنا نرجو وننتظر من الأيادي المغتصبة والقاهرة للمسلمين الاعتذار أو تقديم التعويضات، هل سيسكّن اعتذارهم ألمنا، وهل ستعيد تعويضاتهم كرامتنا؟! كلا، دم المسلم أغلى عند الله من هدم الكعبة. واعتذارهم لا يعني عدم تكرارهم للجرائم، بل هو مجرد محطة توقف يستأنفون بعدها قتل أهلنا! يا حكومة العدالة والتنمية، هل دماء المسلمين التي سُفكت على سفينة مرمرة في أسطول الحرية تعدل عندكم اعتذار النجس، وبضعة نقود تُدفع لذوي المقتولين؟!

إنّ الدماء الزكية التي سُفكت على أيادي هذا الكيان المغتصب لديار المسلمين، في عنق كل من استطاع الانتقام لها، وأنتم يا حكام تركيا مشتركون في هذه الجريمة، وسوف تحاسبون عليها، فأنتم تملكون القوة المادية اللازمة، وجيشكم من أكبر الجيوش الإسلامية، فلماذا لم يقتص الجيش حتى الآن من قاتل شعبه، ومهمته هي حمايته؟!

إنّ كل ساكت عن الجريمة مجرم، وكل متجاوز عن الظلم ظالم، ولن يجزئ المال أو الاعتذار عن نقطة دم سفكت، يا وزير خارجية دولة صاحبة جيش من أكبر جيوش العالم.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يوسف