Take a fresh look at your lifestyle.

تتارستان، وسر العداء الروسي المتجدد الجزء الأول جرائم العصر الشيوعي

 

تتارستان، وسر العداء الروسي المتجدد
الجزء الأول

جرائم العصر الشيوعي

 

الموقع الجغرافي والموارد الطبيعية:

تتارستان أرض لا تجاور أي دولة أجنبية وتقع في قلب روسيا الاتحادية في السهل الأوروبي الشرقي. وتتكون من 57 وحدة إدارية. وتحتل تتارستان موقعاً مهماً على نهر فولغا شريان الحياة الرئيسي لوسط روسيا.

تتارستان واحدة من أهم مناطق إنتاج وتصنيع النفط في روسيا. ومن تتارستان يبدأ خط أنابيب البترول إلى شرق أوروبا المعروف باسم خط “الصداقة”. وبالأراضي التترية موارد معدنية وزراعية متعددة.

وتشتهر بثروتها المائية والغابية وتربتها الخصبة. تُعَدّ مركزًا صناعيًّا مهمًّا لروسيا. وكان الإقليم الذي تقع فيه تتارستان هو الحصن الذي انتقلت إليه الصناعات السوفيتية إبان الهجوم النازي على الاتحاد السوفيتي ومحاصرته ليننغراد واقترابه من احتلال موسكو.

وحتى نقف على فهم سر العداء الروسي للإسلام والمسلمين، لا بد أن نتذكر أن الاتحاد السوفيتي البائد تكون قبل تفككه من خمس عشرة جمهورية اتحادية رئيسية وبلغ عدد سكانه مجتمعاً نحو 286 مليون نسمة، وشغل مساحة إجمالية قدرها 22 مليون كم2، وكان عدد السكان المسلمين فيه عند انفراط عقده نحو 75 مليون نسمة، أي حوالي نسبة 27 بالمائة من سكانه كانوا مسلمين حين تفككه.

جرائم العصر الشيوعي

بالتزامن مع الثورة البلشفية، قام المسلمون بالانتفاضة ضد العهد القيصري الذي كان يسومهم سوء العذاب، واستقلوا بجمهورياتهم، إلا أن البلاشفة الذين استنجدوا بالمسلمين في بداية الأمر لينتفضوا وإياهم ضد القياصرة، قلبوا للمسلمين ظهر المجن، وما هي إلا ثلاث سنوات حتى أرسلوا الجيش الأحمر يعمل في المسلمين ذبحا، واحتلوا جمهورياتهم الفتية، وألحقوها بالاتحاد السوفياتي الناشئ.

في العام 1929 أعلن الشيوعيون في مؤتمر الحزب الشيوعي الخامس عشر بزعامة ستالين حملتهم المناهضة للأديان لفرض الإلحاد، واستمرت الحملة العنيفة حتى بداية الحرب العالمية الثانية في 1939.

ترافقت هذه الحملة مع سعي الكثير من المسلمين لإقامة دولة إسلامية موحدة في آسيا الوسطى [المصدر]، مما يعني أن المسلمين في تلك البقاع الغالية على قلوبنا، لم يكفوا عن التفكير في الإسلام وفي إقامة دولته حتى وهم تحت مقصلة ستالين الرهيبة.

وللوقوف على بعض الحقائق التي تنبي عن شدة الحملة، نجد أن عدد المساجد في آسيا الوسطى في 1917 حوالي 20 ألف مسجد، بقي منها في العام 1929 أربعة آلاف، وهدم حوالي 16 ألف مسجد، خلال 12 سنة من الثورة الشيوعية، فما أن انقضت الحملة حتى لم يبق إلا أقل من ستين مسجدا في أوزبكستان! (1).

ويكفي أن نعلم أن حوالي 41 مليونًا من السكان من المسلمين والنصارى سجنوا في الفترة هذه وعذبوا، وأعدم منهم من أعدم.

تقول الإحصائيات بأن الشيوعيين السوفيات مسئولون عن قتل 61 مليون إنسان من مسلمين ونصارى [المصدر]، وأن ستالين وحده مسئول عن قتل 43 مليونًا منهم، عبر مجازر ومجاعات وأعمال شاقة وغيرها من الأمور، ولعل بعض الأرقام تشير إلى إبادة الشيوعيين لأكثر من عشرين مليون مسلم خلال خمسين عاما، وقد ثبت بالإحصائيات الروسية أن ستالـين وحده قتل 11 مليون مسلم على أقل التقديرات، وبنظرة سريعة على بعض الإحصائيات الأخرى، ولنأخذ تركستان والقرم كنموذج.

أ – أعمالهم في تركستان: قتل الشيوعيون في تركستان وحدها سنة 1934م مائة ألف مسلم من أعضاء الحكومة المحلية، والعلماء، والمثقفين، والتجار، والمزارعين.

وفي ما بين سنة 1937- 1939م ألقت روسيا القبض على 500 ألف مسلم، وعدد من الذين استخدمتهم في الوظائف الحكومية، ثم أعدمت فريقاً، وأرسلت فريقاً آخر إلى مجاهل سيبيريا.

وقتلوا سنة 1950م سبعة آلاف مسلم، ونفوا من تركستان سنة 1934م ثلاثمائة ألف مسلم.

وقد هرب من تركستان منذ سنة 1919م مليونان ونصف مليون من المسلمين.

وفي سنة 1949م هرب ألفان من تركستان الشرقية، ولاقى 1200 من هذا الفريق حتفه وهم في الطريق إلى الهند.

وفي سنة 1950م هرب من تركستان 20000 من المسلمين والتجأوا إلى البلاد الإسلامية في الشرق الأدنى.

ومن سنة 1932م إلى 1934م مات ثلاثة ملايين تركستاني جوعاً؛ نتيجة استيلاء الروس على محاصيل البلاد، وتقديمها إلى الصينيين الذين أدخلوهم إلى تركستان.

ونتيجة لقانون مزج الشعوب في الاتحاد السوفياتي نفت روسيا 40000 مسلم تركستاني إلى أوكرانيا، وأواسط روسيا، فاندمجوا في تلك الشعوب، وفقدوا وطنهم الأصلي.

وفي سنة 1951م ألقي القبض على 13565 مسلمًا في تركستان وأودعوا المعتقلات.

ب – في القرم: أبادوا في القرم سنة 1921م مائة ألف مسلم بالجوع، وأرغموا خمسين ألف مسلم على الهجرة في عهد بلاكون الشيوعي الهنغاري الذي نصبوه رئيساً للجمهورية القرمية.

وفي سنة 1946م نفوا شعبين إسلاميين كاملين، وهم شعب جمهوريتي القرم وتشيس إلى مجاهل سيبيريا، وأحلوا محلهم الروس.

ومن جرائم الشيوعيين التي أنزلوها بالمسلمين صور التعذيب، وأفانينه العجيبة، فمن ذلك ما حل بمسلمي تركستان الشرقية عندما رفضوا إلحادية ماركس.

وفيما يلي ذكر لبعض صور التعذيب التي تقشعر منها الجلود، ويقِف لِهَوْلِها شعر الرأس [الكيد الأحمر، وتعليق الشيخ محمد بن إبراهيم الشيباني على كتاب الإلحاد للشيخ محمد الخضر حسين].

1- دقُّ مسامير طويلة في رأس المُعذَّب حتى تصل مُخَّه.

2- صبُّ البترول على المُعذَّب، ثم إشعال النار فيه حتى يحترق.

3- جعل المسجون المعذب هدفاً لرصاص الجنود الذين يتدربون على تسديد الأهداف.

4- حبس المعتقلين في سجون لا تدخل إليها الشمس، ولا ينفذ منها هواء، وتجويعهم حتى الموت.

5- وضع خوذات معدنية على رأس المعذب، وإمرار تيار كهربائي فيها؛ لاقتلاع العيون.

6- ربط رأس المعذب في طرف آلة ميكانيكية، وربط باقي الجسم في آلة أخرى، ثم تحريك كلٍّ من الآلتين في تباعد وتقارب شداً وضغطاً على المُعذَّب، حتى يعترف على نفسه وغيره، أو يموت.

7- كيُّ كلِّ عضوٍ من الجسم بقطعة من الحديد المحمي إلى درجة الاحمرار.

8- صبُّ زيتٍ مغليٍّ على الجسم.

9- دقُّ مسامير حديدية، أو إبر في أجسام المُعذَّبين.

10- إجلاس المعذبين جلساتٍ خاصةً فيها ألم شديد؛ إذ يستطيع المشرفون على التعذيب الضربَ على الأعضاء التناسلية.

11- إدخال قضيب من الحديد المحمي في مكان شديد الحساسية من الجسم.

12- دقُّ المسامير في رؤوس الأصابع حتى تخرج من الجانب الآخر.

13- ربط المسجون المُعذَّب على سرير حديدي ربطاً محكماً لا يستطيع معه التحرك، وذلك لعدة أيام قد يتفطر منها جسمه.

14- إجبار المسجون المُعذَّب على أن يمد جسمه عارياً على قطع من الثلج أيام الشتاء والبرد القارس.

15- وضع لوح من الخشب فوق رقبة المُعذَّب وكتفيه؛ ليظل منحنياً لا يستطيع الحركة.

16- نتف خصل من شعر الرأس بعنف يسبب اقتلاع جزء من جلد الرأس.

17- تمشيط جسم المُعذَّب بأمشاط حديدية حادة.

18- صبُّ المواد الكيماوية الكاوية في أنوف المسجونين وفي أعينهم بعد ربطهم ربطاً محكماً.

19- وضع صخرة ثقيلة على ظهر المسجون والمُعذَّب بعد ربط يديه وراء ظهره.

20- ربط يدي المسجون وشدهما إلى أعلى، وتعليقه منهما حتى يكون متدلياً في الهواء بثقل جسمه، وتركه كذلك ليلة كاملة أو أكثر.

ونتيجة لهذه الإبادة والتهجير حصل نقص بعدد المسلمين في بعض المناطق الإسلامية نقصا رهيبا؛ فمنطقة داغستان مثلا كان عدد سكانها ثمانية ملايين في عام 1917 وتناقصوا إلى 1627000 فقط في عام 1977، وتناقص عدد سكان منطقة القرم من خمسة ملايين ليصبح أقل من نصف مليون.

ولولا هذه الإبادة الممنهجة لكان أكثر من نصف سكان الاتحاد السوفياتي السابق من المسلمين، وهذا يدل على عمق الإسلام في هذه المنطقة من العالم وتجذره، كيف لا وقد انتشر الإسلام فيها منذ مهد الرسالة أيام الفتوحات الأولى، فهذه أراض ارتوت بدماء الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو مالك

__________________________________________________________________________________

(1) Froese، Paul. “‘I am an atheist and a Muslim’: Islam، communism، and ideological competition.” Journal of Church and State 47.3 (2005)

 

لقراءة الجزء الثاني اضغط هنــــا
لقراءة الجزء الثالث اضغط هنــــا
لقراءة الجزء الرابع اضغط هنــــا
لقراءة الجزء الخامس اضغط هنــــا

 

2014_02_13_Art_Tatarstan_and_the_Russian_Hostility_P1_AR_OK.pdf