خبر وتعليق ملاذ آمن أم استعمار وحقد صليبي
الخبر:
أوردت الجزيرة نت بتاريخ 2014/2/14م الخبر التالي: “تعهد قائد القوة – التي يعتزم الاتحاد الأوروبي إرسالها لجمهورية أفريقيا الوسطى – بإيجاد ملاذ آمن في جزء من العاصمة بانغي، بينما طلب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تسريع إرسال القبعات الزرق إلى هناك.
وقال فيليب بونتي – القائد الفرنسي للقوة العسكرية الصغيرة التي يعتزم الاتحاد الأوروبي إرسالها إلى جمهورية أفريقيا الوسطى – إن القوة المؤلفة من خمسمائة عنصر سيكون أمامها ستة أشهر فحسب كي تكون جاهزة تماما للمساعدة على تحسين أوضاع الأمن.
وشدد على ضرورة أن تحقق القوة الأوروبية نتائج ملموسة على وجه السرعة، لافتا إلى أن الهدف المنشود يتمثل في إقامة ملاذ آمن في منطقة عملياتها يشعر فيه الناس بالأمن”.
التعليق:
كان وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، قد شدّد في وقت سابق، خلال زيارة تفقدية لقوات بلاده المنتشرة في أفريقيا الوسطى على ضرورة التدخل عسكريًا، معلنًا أن “ضمان الأمن في أفريقيا هو أيضًا ضمان الأمن في فرنسا”.
إن الوجود الفرنسي في أفريقيا الوسطى ليس محايدًا مطلقا، وهذا ما كشفه إبراهيم عثمان، المتحدث باسم الرئيس السابق ميشال دجوتوديا حين ذكر “أن المسلمين لا يريدون فرنسا هنا، تجارة الذهب والألماس التي تشكل 80% من حجم اقتصاد البلاد في يد المسلمين، وفرنسا هنا من أجل انتزاع هذه السيطرة والإشراف على آبار البترول واليورانيوم”. وأضاف: “الصحافة الفرنسية لا تعكس الوجه الحقيقي للمذابح والاحتلال، والنقطة الهامة الثانية هي اعتناق عدد كبير من المسيحيين الإسلام عن طريق التزاوج بين المسلمين والمسيحيين، وتزايد هذه الأعداد تدريجيًّا”.
كذلك فإنها حتى منظمة العفو الدولية قد اتهمت صراحة قوات حفظ السلام الدولية بالفشل في منع التطهير العرقي في أفريقيا الوسطى، كما أن مسلمي أفريقيا الوسطى يدركون الدور الفرنسي في بلادهم، فقد اتهموا بالفعل القوات الفرنسية بالانحياز للميليشيات النصرانية، وقد خرج الآلاف في احتجاجات في العاصمة بانغي عقب مقتل ثلاثة من ميليشيات سيليكا المسلمة على أيدي القوات الفرنسية.
من كل ما تقدم يتضح الدور الاستعماري الذي تقوم به فرنسا من خلال حملة التطهير والإبادة وتشريد السكان المسلمين لكي تخلو البلاد لهم بثرواتها الكبيرة، وليفرغوا حقدهم الصليبي برؤية المسلمين يُذبحون ويشردون. ولا شك بأن فترة الستة أشهر التي حددوها لضمان “الأمن!” كافية بل تزيد لأن تفرغ البلاد من المسلمين من خلال استمرار المذابح التي تقوم بها الميليشيات النصرانية التي تقع تحت سمع وبصر القوات الفرنسية وبإجبارهم على الفرار خارج البلاد.
وبعدُ، فهلاّ أثارت مآسي المسلمين قلب قائد رشيد من جيوش المسلمين فيهبَّ من فوْرِه كالمعتصم نصرة لملايين المسلمين المستضعفين في شتى بقاع الأرض، فينال شرفا في الدنيا وجنة في الآخرة ورضوانا من الله أكبر!!
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّما الإمام جُنَّةٌ، يُقاتَل من ورائه ويُتَّقَى به».
اللهم عجل بقيام دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة، اللهم لتعز بها الإسلام وأهله وتذل بها الكفر وأهله…
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو حمزة