Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق أمريكا محبطة لفشلها بتطويع ثورة الشام


الخبر:

الجزيرة نت – قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند بواشنطن قبل عدة أيام في معرض حديثه عن الوضع في سوريا “لا أحد ينكر أن هناك قدرا كبيرا من الإحباط”، ولمّح إلى أنه قد يعيد التفكير في سياسته. وأضاف “لا نعتقد في الوقت الراهن بوجود حل عسكري في حد ذاته لهذه المشكلة، إلا أن الموقف متقلب ونحن نواصل استكشاف كل سبيل ممكن لحل هذه المشكلة”.

 

التعليق:

سيذكر التاريخ يوما ما أن أعظم مؤامرة سياسية حاكتها القوى الاستعمارية في العصر الحديث، بعد مؤامرة هدم الخلافة، هي مؤامرة محاولة إجهاض قيامها من جديد، حيث تشير معظم الدلالات إلى أن الشام ستكون عقر دارها، ولذلك كانت أرض الشام المباركة مسرحا لتنفيذ مؤامرة الغرب بقيادة أمريكا المجرمة لإجهاض الثورة وحرفها ووأدها.

إنه بات من الصعب حصر خيوط هذه المؤامرة الكونية الكبرى لكثرتها واتساع رقعتها، وتنوع أدواتها ووسائلها وخططها وأساليبها، لتكون بحق أم المؤامرات، حيث لم تترك أمريكا سبيلا إلا وطرقت بابه، ولا وسيلة إلا وسخرتها، أو حيلة إلا ورسمتها، حتى باتت ثورة الشام معضلة لأمريكا وباتت محاولات إحباطها الشغل الشاغل لها، وكأنها قضيتها المصيرية التي اتخذت من مسألة إجهاضها خطة استراتيجية اعتبرتها ركنا من أركان أمنها القومي.

لقد أدركت أمريكا خطورة تحرر الشام من قبضتها، وأدركت أن المشروع الإسلامي في الشام، والمتمثل ببناء صرح الخلافة فيها هو المنافس الحقيقي لهيمنتها واستعمارها وجبروتها ليس في الشام فحسب، بل ينطلق من الشام ليصل كافة جنبات القارات الخمس في حال نجاحه في عقر دار الإسلام، ولهذا فقد قدرت أمريكا خطورة الموقف واتخذت حياله أفظع مؤامرة للحد من خطورته، ووضعت كل ثقلها السياسي والدبلوماسي وخبرة عقود من العمل السياسي الخارجي سخرته للنيل من ثورة الشام بهدف تطويعها، ومع هذا فالفشل تلو الفشل كان حليفها، وتكسرت على صخرة ثورة الشام مؤامراتها.

إن حالة الإحباط المرافقة للسياسة الأمريكية إلى الآن تجلت في فشلها بإيجاد معارضة تمثيلية للشعب السوري لتكون عنوانا للخيانة، تمرر من خلالها حلها السياسي عبر جنيف 2، فالثورة والكتائب في واد، وعملاء أمريكا من الائتلاف وهيئة الأركان في واد، مما رفع من وتيرة إحباطها وزاد من قلقها وهي ترى الشام تتنسم فجر الخلافة وتتحرر من قبضتها.

إن حروف التاريخ تكتب من جديد بماء الذهب في الشام، وستسطر في أروقتها قصة أفول نجم أمريكا والغرب، وبروز نور الإسلام العظيم.

فالخلافة وعد الله، وأمريكا والغرب وعد الشيطان، وما يعدكم الشيطان إلا غرورا.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو باسل