خبر وتعليق جرائم بريطانيا وأمريكا أبشع من جريمة الصيد غير المشروع (مترجم)
الخبر:
ذكرت صحيفة The Citizen يوم 13 شباط/فبراير 2014 أن حكومة تنزانيا شعرت بالاشمئزاز والانزعاج من صحيفة “the mail on Sunday of Britain” التي ازدرت تنزانيا في مقال لها يوم 8 شباط/فبراير 2014 لاحتلالها الصدارة في مجال الصيد غير المشروع وتهريب الحيوانات البرية. حيث أفادت بأن قادة الحزب الحاكم في تنزانيا والحكومة إلى جانب الأثرياء هم من بين المتورطين الرئيسيين في التجارة غير المشروعة. وذكرت الصحيفة ذاتها أن تنزانيا تشارك في قتل 11 ألف فيل سنويا في حين يغضّ السياسيون هناك الطرف عن هذه الجرائم.
التعليق:
لم تكن هذه التقارير والادعاءات من قبل صحيفة ديلي ميل البريطانية للانتقاد بنوايا حسنة وإظهار الخطر المستشري للصيد غير المشروع، بل إذا نظرنا من منظور أوسع بشأن هذه المسألة، فإن الغرض منها هو لعبة أيديولوجية لتبقى السياسة التنزانية رهينة بريطانيا. فهذه الانتقادات من قبل بريطانيا أتت قبل أيام قليلة فقط من بدء فعاليات مؤتمر مناقشة مشكلة الصيد غير المشروع وتهريب الحيوانات البرية. خلال الاجتماع الذي عقد يومي 12 و13 شباط/فبراير 2014، والذي ضم 40 من قادة العالم والذين اجتمعوا في لندن لبحث سبل الحد من التجارة غير المشروعة في الحياة البرية وحماية الأنواع المهددة بالانقراض، ومن بين المشاركين في الاجتماع كانت تنزانيا. ويهدف هذا الاجتماع إلى وضع تدابير لازمة لمكافحة تجارة الحيوانات البرية بميزانية 6 مليارات جنيه إسترليني سنويا.
لا أحد يجادل في مشكلة الصيد غير المشروع وتهريب الحيوانات البرية، فهي تعد مشكلة مزمنة في تنزانيا، إلى حد أنه قبل بضعة أشهر اضطرت الحكومة للشروع في عملية خاصة للتصدي لهذا الأمر. وتطورت العملية في وقت لاحق إلى فضيحة أجبرت العديد من الوزراء على الاستقالة. على سبيل المثال، فقد انخفض عدد الفيلة في محميات سيلوس وميكومي الوطنية بنسبة 43٪ في غضون ثلاث سنوات. أما في سنتي 1989 و 2010 فإن ثلث أنياب الفيلة في العالم تأتي من تنزانيا.
في حين تنتقد بريطانيا تنزانيا بشأن قضية الصيد غير المشروع وتهريب الحيوانات البرية، فإن أمريكا في الجانب الآخر تستعمل هذه القضية لتقوية نفوذها في تنزانيا، فقد وقّعت اتفاقًا خاصًّا معها لمساعدتها في محاربة الرذيلة [المصدر].
وبالتالي، فإنه يمكن ملاحظة أن الدول الرأسمالية الكبرى تستخدم القضية نفسها لمصالحها الخاصة. فأمريكا تستخدم ذلك لترسيخ نفوذها في تنزانيا وخصوصا في الشأن العسكري وذلك تحت غطاء مساعدتها في محاربة الصيد غير المشروع وتهريب الحيوانات البرية. وبريطانيا من جهة أخرى تنتقد تنزانيا بشأن هذا الموضوع بسبب غيرتها وجنونها لأن تنزانيا مثل بقية دول شرق أفريقيا كانت الحصن المنيع لبريطانيا والذي سيطرت عليه أمريكا الآن. فمن الواضح أن هذه الانتقادات وأخرى مماثلة من الجانب البريطاني هي في الواقع انتقادات للمهيمن على تنزانيا وهو أمريكا، التي فشلت بدورها في رعاية البلاد بمسؤولية، ولهذا تشعر بريطانيا بحاجتها في العودة لوضعها الطبيعي والرئيسي في السيادة على هذا البلد.
هكذا تكون البلدان الرأسمالية ماهرة في استعمال أية قضية تحدث في بلادنا لتقوية نفوذها وسيادتها على البلدان الصغيرة. لهذا، يحتاج العالم اليوم إلى دولة الخلافة القوية، فهي وحدها التي من شأنها خوض الصراع الفكري والمادي مع هذه الدول الرأسمالية مثل بريطانيا وأمريكا، لتحرير العالم من مؤامرتهم والشرّ الذي جرّته أيديولوجيتهم الرأسمالية على العالم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسعود مسلّم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في شرق إفريقيا